جريدة الرؤية
حمود بن علي الطوقي
الثلاثاء، 09 ديسمبر 2014
عندما وطأت قدماي مطار بوجومبورا العاصمة البوروندية قادمًا من السلطنة الحبيبة
للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي "الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في
دول البحيرات العظمى" وبرعاية رسمية من الرئيس البوروندي، والذي تضطلع به السلطنة
كأول مؤتمر دولي تنظمه في هذا البلد الذي يعد واحدًا من البلدان الإفريقية التي كان
للعمانيين وجود بارز فيها، حيث آثارهم ما زالت باقية وشامخة إلى الآن؛ همس في أذني
أحد الزملاء: كيف وصل العمانيون إلى هنا؟ وكيف تعايشوا؟ وكيف نشروا الإسلام في ربوع
هذا البلد.
أسئلة كثيرة كانت تدور في مخيلة المشاركين في هذا الحدث العماني، الذي سيعزز تنمية العلاقات بين البلدين الصديقين. فالمصادر تشير إلى أنّ العلاقات بين البلدين ضاربة الجذور، حيث تمتد إلى نحو أكثر من خمسة قرون.
الحدث ليس بالهيّن وواكب الحدث زخم إعلامي على مستوى البلدين .
المواطن في بوروندي يعرف جيدًا العماني فمنذ أن استوطن هذه الأرض وهو على حاله لم يتغيّر بل ظل كما هو، متمسكًا بالعادات والتقاليد العمانية بل استطاع أن يؤثر بحكم الإرث الحضاري العماني في سكان هذا البلد .
هنا في بوروندي وعلى مدار السنوات كان للدور العماني حضور بارز على مختلف الأصعدة الثقافية والاجتماعية والسياسية، ويكمن بروز الدور العماني في التعايش الإيجابي وحسن المعاملة والأخلاق الفاضلة التي يتمتع بها المواطن العماني أينما حلّ وارتحل .
كنت متحمسًا لحضور المداخلات ومتابعة أوراق العمل التي ستقدم بالمؤتمر على مدار الأربعة أيام، كما كنت متشوقًا لمعرفة أحوال العمانيين الذي ظلوا هنا لتبقى آثارهم على مدار الأزمنة.
في اليوم التالي لزيارتي والذي سبق المؤتمر كان لابد لي من اكتشاف هذه البلاد، والتي مهما أوتيت من بلاغة وفصاحة لسان فلن أستطيع أن أوفيها حقّها في هذه العُجالة؛ كل ما استطيع قوله أنّ بوروندي بلاد جميلة، حباها الله بأرض زراعيّة طيبة ليس لها مثيل .
استقللت تاكسيًا لأخذ جولة في المدينة فسألني السائق: هل تريد أن تذهب إلى أحياء العرب؟ وهناك شاهدت منارة مسجد، وعندما دخلت قابلني شاب بوروندي اسمه جمال رحّب بي وعرّفني بالحي الذي سكن فيه العمانيون.. سألته عن حي العرب فقال لا يوجد عرب هنا إلا العمانيون، وبعض القبائل اليمنيّة، ولكن القبائل العُمانية هي السائدة، أخذ يُعرّفني بالمنازل والمحلات التجارية التي يقطنها العمانيون .
الحى كبير وبه أكثر من ألف بيت كلها كانت أملاكًا للعمانيين. وقد عادوا إلى عمان مع بداية عهد النهضة المباركة عندما طلب جلالة السلطان المُفدى أبناء شعبه العودة إلى عمان .
ما زالت هناك أسر عمانية في بوروندي تمارس التجارة ولكنّها بسيطة وليست بحجم التجارة السابقة؛ فقد كان للأجداد حضور كبير في هذا المضمار، حيث كانوا يتاجرون في القمح والبن والقطن والعاج وتجارة الذهب والمواد الغذائية .
هذه البيوت العمانية ما زالت شامخة بل تمازجت مع الأعراق البوروندية عن طريق التزاوج والتصاهر.
هذه المشاهدات من الواقع جعلتني أتساءل يا ترى هل هذا المؤتمر والذي سيعقد في بوروندي سيبحث أهميّة إعطاء العمانيين حقوقهم والاعتراف بهم. هناك أسر عمانيّة ما زالت تعيش هنا بلا هويّة وبلا هدف، وهذه الأسر تطالب بالعودة إلى عمان لكي تقضي بقيّة العمر في أرض الأجداد.
أتعشم أن يناقش مؤتمر عالمي كهذا قضايا جوهرية تهم المواطن العماني الذي يتعطش ليزور عمان بوصفه عمانيا وليس بورونديا.
نحن هنا في هذا المؤتمر نتحدث عن الإنجازات والتاريخ العماني والأثر العماني في دول البحيرات، فهناك أكثر من خمسين بحثًا تناقش هذا الإرث العظيم للآباء والأجداد ومكانتهم في البحيرات العظمى .
كنت أتمنى أن أجد بحثا واحدًا يتحدث عن أحقيّة حصول من بقي من العمانيين على الاعتراف الرسمي وحق الحصول على الجواز العماني، مع تشجيع الحكومة على تعزيز استثماراتهم في هذا البلد الذي فتح ذراعيه للعمانيين قبل خمسة قرون.
إنّ النظرة الإيجابية تقتضي مساعدة من بقي من الأسر العمانية وتصحيح أوضاعهم كحق مشروع.. فلا يعقل أن يحمل الأب الجنسيّة العمانية والأبناء بدون، ولا يعقل أن يحمل إخوة أشقاء الجنسية ولا يُعترف بالأب أو الأم أو تحمل الزوجة الجنسيّة العمانية ولا يحملها الزوج رغم أنّهما من نفس البيت ومن نفس العائلة .
هذه المشاكل لابد أن تحل خوفًا من أن تتفاقم وتضيع معها هويّة من تبقى من العمانيين في هذا البلد.
أسئلة كثيرة كانت تدور في مخيلة المشاركين في هذا الحدث العماني، الذي سيعزز تنمية العلاقات بين البلدين الصديقين. فالمصادر تشير إلى أنّ العلاقات بين البلدين ضاربة الجذور، حيث تمتد إلى نحو أكثر من خمسة قرون.
الحدث ليس بالهيّن وواكب الحدث زخم إعلامي على مستوى البلدين .
المواطن في بوروندي يعرف جيدًا العماني فمنذ أن استوطن هذه الأرض وهو على حاله لم يتغيّر بل ظل كما هو، متمسكًا بالعادات والتقاليد العمانية بل استطاع أن يؤثر بحكم الإرث الحضاري العماني في سكان هذا البلد .
هنا في بوروندي وعلى مدار السنوات كان للدور العماني حضور بارز على مختلف الأصعدة الثقافية والاجتماعية والسياسية، ويكمن بروز الدور العماني في التعايش الإيجابي وحسن المعاملة والأخلاق الفاضلة التي يتمتع بها المواطن العماني أينما حلّ وارتحل .
كنت متحمسًا لحضور المداخلات ومتابعة أوراق العمل التي ستقدم بالمؤتمر على مدار الأربعة أيام، كما كنت متشوقًا لمعرفة أحوال العمانيين الذي ظلوا هنا لتبقى آثارهم على مدار الأزمنة.
في اليوم التالي لزيارتي والذي سبق المؤتمر كان لابد لي من اكتشاف هذه البلاد، والتي مهما أوتيت من بلاغة وفصاحة لسان فلن أستطيع أن أوفيها حقّها في هذه العُجالة؛ كل ما استطيع قوله أنّ بوروندي بلاد جميلة، حباها الله بأرض زراعيّة طيبة ليس لها مثيل .
استقللت تاكسيًا لأخذ جولة في المدينة فسألني السائق: هل تريد أن تذهب إلى أحياء العرب؟ وهناك شاهدت منارة مسجد، وعندما دخلت قابلني شاب بوروندي اسمه جمال رحّب بي وعرّفني بالحي الذي سكن فيه العمانيون.. سألته عن حي العرب فقال لا يوجد عرب هنا إلا العمانيون، وبعض القبائل اليمنيّة، ولكن القبائل العُمانية هي السائدة، أخذ يُعرّفني بالمنازل والمحلات التجارية التي يقطنها العمانيون .
الحى كبير وبه أكثر من ألف بيت كلها كانت أملاكًا للعمانيين. وقد عادوا إلى عمان مع بداية عهد النهضة المباركة عندما طلب جلالة السلطان المُفدى أبناء شعبه العودة إلى عمان .
ما زالت هناك أسر عمانية في بوروندي تمارس التجارة ولكنّها بسيطة وليست بحجم التجارة السابقة؛ فقد كان للأجداد حضور كبير في هذا المضمار، حيث كانوا يتاجرون في القمح والبن والقطن والعاج وتجارة الذهب والمواد الغذائية .
هذه البيوت العمانية ما زالت شامخة بل تمازجت مع الأعراق البوروندية عن طريق التزاوج والتصاهر.
هذه المشاهدات من الواقع جعلتني أتساءل يا ترى هل هذا المؤتمر والذي سيعقد في بوروندي سيبحث أهميّة إعطاء العمانيين حقوقهم والاعتراف بهم. هناك أسر عمانيّة ما زالت تعيش هنا بلا هويّة وبلا هدف، وهذه الأسر تطالب بالعودة إلى عمان لكي تقضي بقيّة العمر في أرض الأجداد.
أتعشم أن يناقش مؤتمر عالمي كهذا قضايا جوهرية تهم المواطن العماني الذي يتعطش ليزور عمان بوصفه عمانيا وليس بورونديا.
نحن هنا في هذا المؤتمر نتحدث عن الإنجازات والتاريخ العماني والأثر العماني في دول البحيرات، فهناك أكثر من خمسين بحثًا تناقش هذا الإرث العظيم للآباء والأجداد ومكانتهم في البحيرات العظمى .
كنت أتمنى أن أجد بحثا واحدًا يتحدث عن أحقيّة حصول من بقي من العمانيين على الاعتراف الرسمي وحق الحصول على الجواز العماني، مع تشجيع الحكومة على تعزيز استثماراتهم في هذا البلد الذي فتح ذراعيه للعمانيين قبل خمسة قرون.
إنّ النظرة الإيجابية تقتضي مساعدة من بقي من الأسر العمانية وتصحيح أوضاعهم كحق مشروع.. فلا يعقل أن يحمل الأب الجنسيّة العمانية والأبناء بدون، ولا يعقل أن يحمل إخوة أشقاء الجنسية ولا يُعترف بالأب أو الأم أو تحمل الزوجة الجنسيّة العمانية ولا يحملها الزوج رغم أنّهما من نفس البيت ومن نفس العائلة .
هذه المشاكل لابد أن تحل خوفًا من أن تتفاقم وتضيع معها هويّة من تبقى من العمانيين في هذا البلد.
No comments:
Post a Comment