Tuesday, December 25, 2018

ندوة مسندم في ذاكرة التاريخ العماني

ندوة مسندم في ذاكرة التاريخ العماني
محافظة مسندم- خصب
10 /12/2018
هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية- سلطنة عُمان
الجلسة الأولى


الجلسة الثانية

Wednesday, December 19, 2018

الفلم الوثائقي جزر القمر

"الفلم الوثائقي جزر القمر "أنجوان

2018، تلفزيون سلطنة عُمان، قناة عُمان الثقافية 

Saturday, December 15, 2018

العلاقات العمانية الإفريقية والتنافس الاستعماري في عهد السلطان سعيد بن سلطان

العلاقات العمانية الإفريقية والتنافس الإستعماري في عهد السلطان سعيد بن سلطان (1806-1856
مركز البحوث والترجمة، جامعة افريقيا العالمية
العدد 10، ديسمبر 1993
د.عبدالماجد يوسف أبوسبيب

Saturday, October 6, 2018

عمان في الوثائق الايطالية

محاضرة بعنوان: عمان في الوثائق اإيطالية
النادي الثقافي
د.ناهد عبدالكريم
الثلاثاء 25 سبتمبر 2018

من مسقط إلى زنجبار

الندوة التاريخية من مسقط إلى زنجبار
الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء
الأربعاء 3 أكتوبر 2018م
تقرير تلفزيون سلطنة عمان

تسجيل جميع جلسات الندوة
قناة بدر العبري

Thursday, September 27, 2018

وثائق الدبلوماسية الايطالية المتعلقة بسلطنة عمان والخليج العربي وشرقا افريقيا

وثائق الدبلوماسية الإيطالية المتعلقة بسلطنة عمان والخليج العربي وشرق إفريقيا(دراسة وتلخيص نماذج من الوثائق)
جامعة السلطان قابوس، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية،نوفمبر 2013
د.ناهد عبدالكريم

قلعة التاريخ

Tuesday, September 25, 2018

الدور العماني في شرق افريقيا ..تحريرممباسا

برنامج من عمان، تلفزيون سلطنة عمان
24 /9/2018

عمان في الوثائق الايطالية

محاضرة بعنوان: عمان في الوثائق الايطالية
د.ناهد عبدالكريم
النادي الثقافي، 25 سبتمبر 2018م

Saturday, August 4, 2018

سيف باشا العُماني

سيف باشا العُماني

جريدة الوطن ، ملحق أشرعة، الأحد 8/5/2018
د.سليمان المحذوري
تابعت باهتمام إحدى حلقات برنامج “ذاكرة” من إعداد وتقديم الإعلامي القدير محمد بن علي المرجبي الذي عُرض في ليلة من ليالي رمضان المبارك قبل أربع سنوات من الآن. كما أُفردت حلقة أخرى تتناول ذات الشخصية ضمن سلسلة حلقات برنامج “مآثر” الذي عُرض في رمضان الماضي. وقد شدّني في هذا البرنامج تسليط الضوء على شخصية عُمانية فريدة من نوعها والتي تستحق بكل تأكيد أن يُفرد لها مساحة اعلامية مُناسبة. هذه الشخصية هي سيف باشا وهو الشيخ سيف بن علي بن ناصر بن حامد البوعلي الذي ولد عام 1894م في ماليندي بكينيا. تعود أصول آبائه إلى ولاية سمائل بمحافظة الداخلية، ولا يُعرف على وجه الدقة تاريخ هجرة أسرته إلى إفريقيا الشرقية. وقد بدأ حياته بدراسة القرآن الكريم في ماليندي، ثم التحق بالمدرسة الحكومية في زنجبار لمدة ثلاث سنوات عاد بعدها إلى ماليندي التي بدأ فيها حياته العملية بتأسيس مشروع تجاري ، وفي عام 1914م سافر إلى ممباسا لتحسين مستواه في اللغة الإنجليزية.
عمل الشيخ سيف كذلك في المجال الإداري وتحديدًا في إدارة بريد ممباسا لمدة أربع سنوات، وفي عام 1920م نُقل إلى دار السلام للعمل في ذات المجال،ثم تقرر نقله إلى إدارة الأراضي والمساحة. وفي عام 1939م انتُدب في المكلا للعمل في منصب كبير مرموق يوازي رئيس وزراء؛ وذلك في عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي1 سلطان الدولة القعيطية2 التي تضم الشحر والمكلا بحضرموت؛ حيث شغل الشيخ سيف منصب سكرتير الدولة أي رئيس الوزراء لمدة 11 عاما خلال الفترة 1939-1950م. وأثناء شغله لهذا المنصب أناب عن السلطان صالح انابة كاملة في إدارة البلاد لمدة ثلاث مرات أعوام 1943و1946و1947، وكان يمارس عمله وفقًا للاختصاصات الموكلة إليه كرئيس للوزراء وبصلاحيات كاملة.
ولكن ربما يتبادر إلى الذهن سؤال لماذا انتُدب الشيخ سيف إلى المكلا بالذات؟ والإجابة على هذا السؤال تتلخص في أنّ الدولة القعيطية كانت تحت الانتداب البريطاني، كما أنّ زنجبار هي الأخرى محمية بريطانية منذ عام 1890م، إلى جانب ذلك الخبرات والمهارات الإدارية التي يتمتع بها الشيخ سيف، إضافة إلى تمكنه من اللغة الإنجليزية أهّله لتولي هذا المنصب بجدارة واستحقاق.
وخلال فترة عمله وخدمته للدولة القعيطية منحه السلطان صالح بن غالب لقب “باشا” الذي يعادل “سير” Sirفي 4 أكتوبر عام 1943م بنص هذا المنشور ” ليعلم جميع الناس أننا نحن صالح بن غالب القعيطي سلطان الشحر والمكلا اعترافًا بالخدمات الجليلة التي قام بها الشيخ سيف بن علي البوعلي سكرتير دولتنا في إصلاح وتنظيم مملكتنا، وبسبب ثقتنا الخاصة في ولائه وحسن سلوكه، فقد منحناه لقب الباشا متمنين له النجاح في عمله “.
كما نال عدة أوسمة مثل وسام الامتياز الفضي السلطاني في 2 اكتوبر عام 1949م “من السلطان صالح بن غالب بن عوض القعيطي الأول سلطان المملكة القعيطية الحضرمية إلى جناب صاحب العزة الشيخ سيف باشا بن علي البوعلي أ.بي إي سكرتير الدولة تحية. نظرًا إلى خدماتكم المكللة بالنجاح ، وتفانيكم بإخلاص وأمانة في أعمالكم التي قمتم بها منذ وكلت إليكم، وبعد أن أفصحت أعمالكم بالكفاءة والجدارة، فإننا نمنحكم وسام الامتياز الفضي السلطاني مع ما منحناه لكم ما له من الحقوق والامتيازات التابعة له “. إضافة إلى ذلك مُنح الشيخ سيف أيضًا وسام آخر من ملك بريطانيا جورج السادس عام 1950م.
ومما يُؤثر عن الشيخ سيف حسبما يروي ذلك حفيده الأستاذ علي بن ناصر أنّ الشيخ سيف كان مهتمًا بالتدوين؛ حيث كان يحرص على تدوين كل التفاصيل التاريخية المهمة التي تتعلق ببعض الأحداث خاصّة تلك التي تخص أفراد أسرته كالمواليد والوفيات ونحو ذلك.
وبعد رحلة مليئة بالفخر والاعتزاز لما حققه من انجازات غير مسبوقة لشخصية عُمانية خارج منطقة النفوذ العُماني عاد الشيخ سيف إلى زنجبار عام 1950 بعد انتهاء فترة عمله في سلطنة الشحر والمكلا. وقد أهداه السلطان صالح بن غالب كتارة “سيف معقوف” تقديرًا لخدماته الجليلة التي قدّمها لدولته وما زال أحفاده يحتفظون بها. توفي الشيخ سيف باشا رحمه الله في زنجبار بتاريخ 15 يونيو 1958م ليسطر بذلك حكاية عُمانية فريدة تستحق أن تُضاف إلى سجل القصص والحكايات العُمانية الخالدة.

———————————–
المراجع:

1 – السلطان صالح بن غالب بن عوض بن عمر القعيطي سلطان سلطنة الشحر والمكلا في حضرموت خلال الفترة (1936-1956م)، تولى الحكم بعد وفاة عمه السلطان عمر بن عوض القعيطي.
2 – الدولة القعيطية الحضرمية أو سلطنة الشحر والمكلا تأسست في جنوب شبه الجزيرة العربية، وعاصمتها المكلا، وكانت مقسّمة إلى ست مقاطعات تشمل المكلا، الشحر، شبام، دوعن، والمنطقة الغربية وحجر. تأسست عام 1820م بدعم من بريطانيا على يد أحد أفراد الأسرة القعيطية القادم من الهند وهو عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي ، وكانت من أكثر حكومات الجزيرة العربية تطوراً في تلك الفترة من حيث التنظيم وتسيير الدولة ، استمرت هذه الدولة حتى عام 1967م بعد قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

* ذاكرة علي بن ناصر البوعلي، برنامح ذاكرة، تلفزيون سلطنة عُمان، اعداد وتقديم محمد بن علي المرجبي، اخراج فخرالدين بن عبدالمولى المرجان ، الثلاثاء 3 رمضان 1435هـ الموفق 2 يوليو 2014م.
* سيف باشا في حضرموت، برنامج مآثر، تلفزيون سلطنة عُمان، اعداد وتقديم محمد بن علي المرجبي، اخراج محمود بن عبدالله الريامي، الثلاثاء 27 رمضان 1439 هـ الموافق 12 يونيو 2018م.
* زنجبار شخصيات وأحداث، ناصر بن عبدالله الريامي، ط3، بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والاعلان، مسقط، 2016.
* روايات وحكايات النمير، ج10، جمع وترتيب محمد بن عبدالله السيفي.

الشيخ هلال بن سالم الرواحي

الشيخ هلال بن سالم الرواحي

برنامج ذاكرة تلفزيون سلطنة عمان، الأحد 1 رمضان 1435هـ

Sunday, July 8, 2018

أسطول البن العماني

أسطول البن العماني 
برنامج من عمان- تلفزيون سلطنة عمان
الأربعاء 20 يونيو 2018
https://www.youtube.com/watch?v=Qyr5Lkyeyg0

رحلة السفينة سلطانة إلى لندن

رحلة السفية سلطانة إلى لندن سنة 1842م
برنامج من عمان- تلفزيون سلطنة عمان
الأربعاء 20 يونيو 2018م
https://www.youtube.com/watch?v=OHGzfm4O6Z0

Thursday, June 21, 2018

سيف باشا في حضرموت

برنامج مآثر، تلفزيون سلطنة عمان 2018م
الثلاثاء 27 رمضان 1439 هـ

الرائدة فاطمة المعمرية

برنامج مآثر، تلفزيون سلطنة عمان 2018م
الإثنين 26 رمضان 1439 هـ

ميلاد الصحافة العمانية

برنامج مآثر، تلفزيون سلطنة عمان 2018م

الأحد 25 رمضان 1439 هـ

بشير والألمان، حكاية مجد

برنامج مآثر، تلفزيون سلطنة عمان 2018م
السبت 24 رمضان 1439 هـ

أبو مسلم، بين الصحافة والأدب

برنامج مآثر، تلفزيون سلطنة عمان 2018م
الجمعة 23 رمضان 1439 هـ

ثويني وماجد بعد الإمبراطورية

برنامج مآثر، تلفزيون سلطنة عمان 2018م
الخميس 22 رمضان 1439 هـ

سلطانة دبلوماسية مبكرة

برنامج مآثر، تلفزيون سلطنة عمان 2018م
الأربعاء 21 رمضان 1439 هـ

تحرير ممباسا

برنامج مآثر، تلفزيون سلطنة عمان 2018م
الإثنين 19 رمضان 1439 هـ

النباهنة ومملكة باتي

 2018 ،برنامج مآثر ، تلفزيون سلطنة عمان 
الخميس 15 رمضان 1439 هـ

Tuesday, May 22, 2018

عُمان تستعيد أمجادها

د.سليمان المحذوري
جريدة الرؤية ، السبت 19 نوفمبر 2016م
لا يخفى على المُتابع للشأن الدولي العام أنّ عُمان باتت محط الأنظار في كثير من المحافل الإقليمية والعالمية، وأضحت حديث المجالس فلا تكاد تمّر أزمة في المنطقة إلا ويكون للسلطنة دور في حلحلتها، ولعل مواقفها السياسية المتفردة جعلها بمثابة صمام أمان للمنطقة ككل، كما يثبت الواقع صلابة وجرأة المواقف العُمانية في المجمل وأهميتها بل وبعد نظرها.
وما من شكّ أن الدور العُماني هذا لم يأت من فراغ ولو عدنا للوراء قليلاً وتحديداً إلى عام 1970م عندما خاطب جلالة السلطان أعزه الله أبناء شعبه في 23 يوليو في بيانه الأول: "كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي".
وبقراءة تحليلية لهذه الفقرة من الخطاب تتضح الرؤية الحكيمة للسلطان قابوس آنذاك أين كانت عُمان؟ وفي أي مكان يريد أن يضعها فيه؟ وبالغوص في تاريخ عُمان يتبين لنا أنّ عُمان ليست وليدة الأمس بل دولة حضارية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ؛ أكسبها هذه المكانة إنسانها الأول، كما استثمرت موقعها الجغرافي الاستراتيجي في أقصى الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وإطلالتها على بحار مفتوحة تصلها بمختلف الشعوب في الشرق والغرب عبر مياه المحيط الهندي، إلى جانب تحكّمها في مضيق هرمز كشريان وطريق تجاري مهم منذ القدم، إضافة إلى التنوغ الديمغرافي الذي ترتكز عليه. فعُمان هي مجان عند السومريين، ومزون عند الفرس كما عرفتها الحضارة الفرعوية والفينيقية وغيرها من الحضارات؛ فهي جزء لا يتجزأ من الحضارات القديمة، ولها إسهام لا يُنكر في الحضارة البشرية.
ومن ثمّ استمرت عُمان في مسيرتها التاريخية متكئة على هذا الإرث الحضاري، وقد سجّل لها التاريخ بعضاً من بصماتها اتفاقاً أو اختلافاً ولا ضير في ذلك. وبتقليب سريع لصفحات من تاريخ عُمان بداية منذ أن وطئت أقدام مالك بن فهم أرض الغبيراء، وتمكين الحكم العربي فيها قبل الإسلام مروراً بالقصة الشهيرة لإسلام أهل عُمان، وموقف الرسول الكريم من العُمانيين ودعائه لهم، وعلاقة العمانيين بالخلفاء الراشدين، والمشاركة الفاعلة للعُمانيين في حركات الفتوح الإسلامية، ثم موقف عُمان الاستقلالي من الدولتين الأموية والعباسية، وانتخاب إمامهم المستقلّ في إشارة واضحة إلى رفض التبعية لهاتين الدولتين، كما وثّق التاريخ مواقف عُمانية خالدة في عهد الأئمة العُمانيين العظام، وكذلك الدور البطولي لليعاربة في طرد الغزاة البرتغاليين في منتصف القرن السابع عشر الميلادي ليس من عُمان فحسب وإنما ملاحقتهم خارج الحدود العُمانية إلى الهند وسواحل إفريقيا الشرقية.
وفي مرحلة أخرى من تاريخ العُمانيين، الذي شهد اضطرابات داخلية، ظهر الإمام أحمد بن سعيد كموحّد للعُمانيين من جديد، وكان له دور بارز في تخليصهم من تلك الفتنة التي أكلت الأخضر واليابس وإن لم تُستأصل جذورها تماماً. واستمرت عجلة التاريخ العُماني في الدوران حتى وصلت إلى عهد السيّد سعيد بن سلطان مؤسس الإمبراطورية العُمانية التي ضمت بالإضافة إلى الوطن الأم عُمان أجزاء من باكستان وإيران الحالية، إلى جانب ساحل إفريقيا الشرقي ومناطق من داخلية البرّ الإفريقي.
وبالتالي كان لهذه الدولة العربية ثقلها السياسي وحضورها طيلة النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، ولها علاقات نديّة مع الدول الكبرى آنذاك بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. وبوفاة السيّد سعيد عام 1856م مرّ التاريخ العُماني بمنعطف هام؛ وذلك بتقسيم الدولة العُمانية إلى قسمين آسيوي يضم عُمان وتوابعها وآخر إفريقي يضم زنجبار وملحقاتها، ومن ثم دخلت عُمان منذ ذلك التاريخ في نفق سياسي واقتصادي مظلم لقرن من الزمان حتى عام 1970م وانتهى بتولي جلالة السلطان زمام الحكم في عُمان. ومن ثم بدأت عُمان تنهض من كبوتها رويداً رويدا، وتستعيد بريقها مُجدداً لتلعب دورها التاريخي كدولة محورية في المنطقة مستندة على إرثها التاريخي والحضاري الذي لم ينطفئ وظل شعلة وقادة؛ لتتحق رؤية جلالة السلطان "سيكون لنا المحل المرموق في العالم"؛ من خلال التعامل بحرفية عالية ودبلوماسية فريدة مع كثير من الملفات الشائكة في المنطقة، وحسن التعاطي مع مسألة التوازنات الدولية، ومدّ جسور التواصل والصداقة مع أغلب دول العالم في مختلف القارات.
وبمقاربة تاريخية يُمكن القول إنّ مكانة عُمان اليوم تمثل عصراً ذهبياً آخر من عصور عُمان، وأنّ دور ومكانة السلطان قابوس يشبه إلى حد كبير دور جده السيد سعيد في جعل عُمان دولة مرموقة يُشار إليها بالبنان. ومن خلال استقرائنا لتاريخ عُمان تتّضح الصورة أمامنا؛ فهنالك نجاحات تمثل نقاط قوة في رصيد هذا البلد، وإخفاقات نتعلم منها الدروس والعبر لحاضر أفضل ومستقبل مشرق لعُمان. قال تعالى: "رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ.."، صدق الله العظيم (الآية 126- البقرة).

مركز عُمان الثقافي

د.سليمان المحذوري
جريدة الرؤية ، الأربعاء 23 مايو 2018م
لعل الحديث عن مركز ثقافي في السلطنة لا يُعد جديدًا؛ حيث تمّ تدشين مركز نزوى الثقافي الذي يتبع وزارة التراث والثقافة على أن يتم انشاء مراكز ثقافية أخرى في عدة محافظات . كما أن هنالك مشروع مجمع عُمان الثقافي المقرر إقامته بمنطقة مرتفعات المطار والذي لم ير النور بعد ومن المؤكد أنّ الأزمة الاقتصادية الراهنة ألقت بظلالها على كثير من المشاريع ومن بينها الثقافية. وفي محافظة ظفار تمّ انشاء مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه (يتبع مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم)؛ بهدف توفير بيئة ملائمة للشّباب لمزاولة مختلف الأنشطة الثّقافية والرياضية والترفيهية.
وربما ما جعل أهمية المراكز الثقافية تطفو على السطح زيارتي لجمهورية كوريا الجنوبية في منتصف شهر نوفمبر من العام الفائت برفقة زميلي في وزارة التربية والتعليم د. محمد العلوي. كانت الزيارة قصيرة لمدة ثلاثة أيام عمل؛ إلا أنّها كانت كفيلة بتعريفنا على جانب من الحضارة الكورية وثقافتها وما تتميز به من تقدم اقتصادي وتكنلوجي وتعليمي. تضمن برنامج الزيارة زيارات متعددة لجهات مختلفة تربوية وثقافية وحضارية؛ وفي هذا المقال لن أتعرض للبرنامج المكثّف لهذه الزيارة وإنما سأتطرق لبعض المشاهد التي لا تزال عالقة في ذهني والتي أرى من المناسب عرضها في هذا المقام لمدى ارتباطها بالفكرة المطروحة في بداية المقال.     
فخلال اليوم الثاني وفي الفترة المسائية تحديدًا زرنا المكتبة الوطنية التي تقع في العاصمة سيؤول. وهي مكتبة ضخمة بتصميم رائع تشغل مساحة كبيرة مع المساحات الخضراء وتتكون من ستة طوابق أُنشئت عام 1945م. ومما يلفت الانتباه أنّ هذه المكتبة بالإضافة إلى وجود الكتب بشتى أنواعها والدوريات والمجلات هي عبارة عن متحف مصغّر وأرشيف في آن واحد يعرض المخطوطات والوثائق إلى جانب الأعمال الفنية لمشاهير كوريا الجنوبية في الأدب والشعر وغير ذلك. كما يوجد بالمكتبة قسم مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة مزود بالتسهيلات اللازمة لهذه الفئة، ووجود قسم خاص للمكتبة الالكترونية يضم أجهزة حواسيب بشاشات كبيرة لعرض المواد الفلمية المتوفرة بالمكتبة، وكذلك لاستخدام شبكة المعلومات العالمية "الأنترنت". كما تقوم المكتبة بتلخيص بعض الكتب المهمة وعرضها لمرتادي المكتبة باللغة الكورية، وفي المكتبة أيضاً كابينة مخصصة لاستخدام الهواتف منعًا لإزعاج مرتادي المكتبة.  
والشئ بالشئ يذكر فخلال اقامتي لمدة ثمانية أشهر عام 2011م في مدينة أمريكية صغيرة تسمى Provo  في ولاية يوتا  Utah كنت كثيرًا ما أتردد  على مكتبتها العامة التي كانت تتكون من طابقين الطابق الأول مخصص لجميع مرتادي المكتبة بما فيهم الأطفال الرضع ، أما الطابق الثاني فتم تخصيصه للقراءة والمطالعة، إلى جانب وجود قاعة مخصصة لإقامة مختلف المناسبات الثقافية والاجتماعية. وهذا يقودنا إلى أهمية وجود المراكز الثقافية أو المكتبات العامة كمصدر اشعاع ثقافي وعلمي للمجتمع. ذكر المكرم حاتم الطائي في مقال له بعنوان "الثقافة والتنمية" المنشور في هذا الجريدة في 7 أبريل من هذا العام ما نصه "إنَّ الحاجة الماسة لمكتبة وطنية عامة لابد أن يظل الهاجس الحاضر في الفعل التنموي خلال الفترة القريبة المقبلة، باعتبارها الذاكرة المركزية للدولة، والمركز الثقافي والمعلوماتي الذي يعكس تراثنا وتطورنا، ونحن أحقُّ في هذا بما نملكه من مخزون ثقافي يمتد لآلاف السنين، من دول انتبهت إلى أهمية إقامة هذا الصرح واعتبرت إنشاءه واجبا وطنيا، فيما خصصت دول أخرى -التي لا تسمح إمكاناتها الاقتصادية والبشرية- بجعل إحدى المكتبات المحلية الكُبرى هي القائم بمهام ومسؤوليات المكتبة الوطنية."
وبالتالي فإن انشاء مركز ثقافي متكامل في كل محافظة من محافظات السلطنة لم يعد ترفًا؛ وإنما مطلبًا وطنيًا ضروريًا. بحيث يضم المركز مكتبة عامة، ومتحف مصغّر، ومسرح وقاعات للفعاليات والمعارض والمناشط العلمية والثقافية، وقاعات للعلوم والابتكارات، وقاعات عرض تفاعلية لجذب انتباه الناشئة باستخدام الرسوم ثلاثية الأبعاد، وقاعات مخصصة للأطفال على أن يتم تسمية القاعات بأسماء شخصيات عُمانية لها اسهامها في مجال من المجالات السياسية والعلمية والفكرية وغيرها. 
إلا أنّه بسبب الأوضاع المالية الراهنة أتفهم أنّ مسألة انشاء هذه المراكز إلى جانب كلفة التشغيل قد ترهق ميزانية الدولة، وبالتالي لعله من المناسب البحث عن حلول وبدائل أخرى بشأن الكلفة المالية على سبيل المثال بناء شراكة حقيقة مع القطاع الخاص لتبني هذه الفكرة والوصول إلى تفاهمات مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص فربما نصل إلى نتيجة ايجابية في هذا الصدد. في المجمل نتمنى بالفعل أن نرى هذه المراكز الثقافية منتشرة في كل أرجاء عُمان ولو بشكل تدريجي نظرا لأهميتها في نشر العلم والمعرفة ، وفي تنشيط الحراك العلمي والثقافي في كل محافظة، فضلاً عن صون التراث الحضاري العُماني.   

Monday, May 14, 2018

كيف نستثمر تراثنا؟

د.سليمان المحذوري
جريدة الرؤية، الاثنين 14 مايو 2018م
بات من الطبيعي أن تسعى كل أمة للحفاظ على تراثها وموروثها وصيانته وإبرازه محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا. تُشير معاجم اللغة العربية إلى أنَّ التراث هو ما ورثناه عن الأجداد، واستنادًا إلى مقال د.عبدالحميد الكفافى -المنشور في صفحة المدرسة المصرية الوطنية للحفاظ على الآثار- فإنّ التراث بمفهومه البسيط هو نتاج الحضارات السابقة، وما تركه الأوائل من تجارب في مختلف ميادين العلم أو الفكر أو اللغة أو الأدب أو الأديان، إضافة إلى الأبنية والقلاع والفنون و...يرها. كما يُعتبر التراث مرادفًا للثقافة؛ أي أنَّه جزء مهم من ثقافة الشعوب وليس منفصلًا عنه.
والسلطنة أدركتْ مُبكرا أهمية الحفاظ على التراث والموروث العماني وتوثيقه تمثّل ذلك في إنشاء وزارة للتراث القومي عام 1976م كجهة مختصة للعناية بمفردات التراث العُماني وصيانته. كما أنّ هنالك عدة جهات أخرى لها علاقة بهذا الجانب؛ وبالتالي من وجهة نظري تشتت الجهود الرامية لتحقيق ذات الهدف؛ لذا فإنني أرى أهمية العمل بشكل ممنهج ومدروس من خلال تشكيل مجلس كمرجعية عامة يختص بالمحافظة على التراث والتاريخ العُماني وإبرازه من جهة، واستثماره بما يخدم أهداف التنمية المستدامة للسلطنة من جهة أخرى. يتكون هذا المجلس من وزارة التراث والثقافة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الإعلام،ووزارة السياحة، وجامعة السلطان قابوس، ومجلس البحث العلمي الذي يتبنى البرنامج الإستراتيجي للتراث الثقافي العُماني، والهيئة العامة للصناعات الحرفية، والهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والمتحف الوطني.  
وبالنظر لتراثنا -بشقيه المادي وغير المادي- نجد أنَّ عُمان غنية بمفرداتها الحضارية؛ استنادًا لعراقتها التأريخية من شخصيات تاريخية، وأبنية وقلاع وحصون، وحارات قديمة، ومدافن أثرية، ومخطوطات، ووثائق، وفنون وما إلى ذلك؛ مما يتطلب تضافر الجهود من أجل الخروج بنتائج ملموسة وفي أوقات قياسية، وذلك من خلال إعداد الفريق المُقترح لخطة استراتيجية وطنية تنبثق منها خطط تنفيذية بأهداف معلومة التحقق: متى؟ وكيف؟ والجهة المسؤولة عن التنفيذ؟
كما أنَّه من المعلوم أنّ السلطنة تشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة في عدة مفردات تراثية متداخلة بحكم أنّ الدولتين كانتا في إقليم تاريخي وجغرافي واحد قبل ترسيم الحدود الحالية، وعليه بات من الضروري خلق تفاهمات مشتركة بين الدولتين الجارتين حول التراث المشترك من خلال اتفاقيات تنظم وتؤطر العمل بين الجانبين.

Sunday, May 6, 2018

التاجر العُماني الذي أدخل الإسلام إلى أوغندا

د.سليمان المحذوري
جريدة الوطن ، ملحق أشرعة، 6 مايو 2018م
لم يحظ تدوين التاريخ العُماني بالاهتمام الواسع من قبل المؤرخين العُمانيين، وبالتالي غابت عنّا كثير من الأحداث المهمة خلال حقب زمنية طويلة، وبقيت شخصيات عُمانية طيّ النسيان على الرغم من اسهاماتها الجلية في الجوانب الحضاريّة والإنسانيّة. وربما نجد اجابة لهذا اللغز عندما أشار إلى ذلك الشيخ نور الدين السالمي في مقدمة كتابه “تحفة الأعيان” بقوله: “..لم يكن التاريخ من شغل الأصحاب، بل كان اشتغالهم بإقامة العدل وتأثير العلوم الدينية، وبيان ما لا بد من بيانه للناس، أخذًا بالأهم فالأهم؛ فلذلك لا نجد لهم سيرة مجتمعة ولا تاريخًا شاملاً” . كما يأسف الشيخ المغيري على اهمال العُمانيين لتاريخهم، وعدم الاعتناء به خاصة في إفريقيا الشرقيّة؛ اذ لم يدون العرب كل ما وقفوا عليه وما نالوه من اكتشافات لآواسط إفريقيا وفي هذا الصدد يذكر في كتابه “جهينة الأخبار” “إن الهمة العالية التي بذلها العرب لجديرة حقًا أن تكتب مآثرها وأخبارها بماء الذهب على صفحات اللجين” . ورغم ذلك عُثر على أسماء لشخصيات عُمانية بارزة من خلال كتب الرحالة والمستشرقين الأوروبيين الذين كان لهم حضور في منطقة شرق إفريقيا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وكذلك الوثائق خاصة البريطانية والبلجيكية والألمانية.
ومن المعلوم أنّ للعمانيين دورا في التجارة مع داخلية الشرق الإفريقي، وبالتالي وصلت الدعوة الإسلامية إلى تلك المناطق والأصقاع على أيدي هؤلاء التجار، وقد ذكر المغيري أسماء بعض من أولئك التجار مثل: سعيد بن محمد العيسري، وحبيب بن سالم العفيفي، وناصر بن سيف المعمري، وعيسى بن عبدالله الخروصي، وعبيدالله بن سالم الخضوري دونما تفاصيل عنهم.
بينما تفرّد أمين باشا – كان حاكمًا على جنوب السودان في عهد الخديوي توفيق – بتدوين قصة تاجر عُماني يُدعى أحمد بن ابراهيم العامري في مذكراته اليومية التي نشرتها المجلة الأوغندية. ولا يُعرف على وجه الدقة موطن آباء أحمد العامري في عُمان؛ إلا أنّ المصادر تُشير إلى أنّ والديه هاجرا من عُمان في عهد السيد سعيد بن سلطان واستقرا في زنجبار. ويُقدّر تاريخ ولادته في عشرينيات القرن التاسع عشر. وتُشير المصادر التاريخية إلى أنه وصل إلى مملكة بوغندة -تقع مملكة بوغندة شمال غرب فكتوريا وهي حاليا تتبع جمهورية أوغندا- في عام 1844م خلال حكم الملك أو الكباكا Kabaka Suna وبالتالي يُعتبر أول تاجر عربي يصل هذه المملكة.
وقد التقى به المستكشف البريطاني ستانلي Stanleyعام 1876م في داخلية إفريقيا ووصفه بأنه رجل ثري يسكن في منزل فخم أنيق يمتلك عددًا كبيرًا من الماشية والعاج. وتذكر ابنته صالحة أنّ والدها ذهب إلى بوغندة وسكن بشكل خاص في منطقة Kafuro وأصبح صديقًا مقربًا من ملكها، وحقق ثروة طائلة. كما كوّن صداقات مع مجموعة من الأوروبيين أبرزهم بيرتون Burton وستانلي Stanley.
كان التجار العرب محل ترحيب من قبل الملوك الأفارقة لأسباب تجارية وعسكرية لأن البنادق التي كانوا يشترونها كانت ذات فائدة في حسم الصراعات القبلية. وقد تركزت تجارة القوافل العربية في بيع الملح، والأقمشة القطنية، والأسلاك النحاسية، والبارود وغيرها من البضائع التي كانوا يقايضونها مع سلع الداخل. وعلى الرغم من أنّ بعض الكتابات تُشير إلى أنّ اهتمام التجار العرب انصبّ على الشؤون التجارية فقط؛ إلا أنّه من الحقائق الثابتة أنّ انتشار الإسلام في شرق ووسط إفريقيا اعتمد بدرجة كبيرة على جهود التجار العرب؛ وذلك من خلال ما تحلوا به من صدق وأمانة في المعاملة، وما بذلوه من جهد في استمالة أعداد كبيرة من الأفارقة لاعتناق الإسلام.
وفي هذا الإطار يُعتبر الشيخ أحمد بن ابراهيم العامري أحد التجار العُمانيين الذين كان لهم قصب السبق في ادخال الإسلام إلى المناطق الداخلية في شرق إفريقيا بفضل أخلاقه السامية، وشخصيته القوية المؤثرة، كما كان يتحدث اللغة السائدة في بوغندة. وعودة على قصة الشيخ العامري التي دونها أمين باشا أنّه بحسب معتقدات وطقوس الديانة الوثنية التي يعتنقها Kabaka Suna كان يتم سفك دماء الأبرياء وتقديمها قربانا للآلهة. وكانت هذه الممارسات سائدة لدى بعض المجتمعات الإفريقية كجزء من الثقافة المتوارثة؛ وذلك بتقديم القرابين البشرية وخاصة العبيد كنوع من الطقوس من أجل استرضاء الآلهة أو الأرواح.. وخلال احدى زيارات الشيخ العامري لمملكة بوغندة تصادف وجوده مع ممارسه هذه الطقوس الوثنية؛ وذلك عندما أصدر الملك أوامره للقيام بهذه المذبحة في حضرة الشيخ العامري فما كان من الشيخ إلا أن وقف على قدميه متحدياً الملك وسط دهشة الحضور مخاطباً ومعاتباً إياه بشجاعة بقوله: إننا جميعا من مخلوقات الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء بما فيها هذه المملكة ولا يحق لمخلوق انهاء حياة انسان لأي سبب كان. فقال الملك : إن الآلهة هي من أمرتني بذلك. وبدأ الشيخ في شجاعة ورباطة جأش يردد مكررا الله الواحد الأحد الذي له الحق في انهاء حياتهم وليس ذلك لمخلوق. وهنا بدأ الملك يتساءل في حيرة عن الله الذي لا شريك له الذي يتحدث عنه الشيخ العامري والذي يعتبره خالقا للكون وله ما في السموات والأرض. ورويداً رويداً بدأ قلب الملك بالإنشراح، وطلب من العامري أن يعلمه المزيد عن الإله الذي لا يعبد أحد سواه. وبعدعدة لقاءات تمكن العامري من شرح مبادئ الإسلام. وتذكر بعض المصادر أنّ الملك اعتنق الإسلام مع عدد كبير من حاشيته، كما تُشير بعض المصادر أنّه استطاع تعليمه آيات من القرآن الكريم.
وما من شك أنّ وصول الشيخ العامري إلى مملكة بوغندة يُعد نقطة تحول في تاريخ هذه المملكة والمناطق المجاورة لها لا سيما بعد الحادثة التي وقف فيها الشيخ العامري متحديًا الملك في وقف سفك دماء الأبرياء وتقديمهم قرابين. وبذلك انفتح الباب لدخول الإسلام إلى أوغندا وما حولها. وتؤكد المصادر التاريخية على أنّ الملك موتيسا Mutesa 1856-1884م -الذي خلف أباه سونا في الحكم- دخل الإسلام؛ حيث أبدى حماسًا منقطع النظير للإسلام فنشره بين مواطني مملكته. وتُشير المصادر إلى أنه أصدر أوامره باقامة شعائر الإسلام، وتشييد المساجد في جميع أنحاء مملكته لتأدية الصلوات وبخاصة صلاة الجمعة، كما أصدر قرارًا يقضي بأن استخدام غير اللغة العربية للتحية بن أتباعه يعد جريمة يعاقب عليها وذلك في إشارة واضحة إلى ضرورة استخدام اللغة العربية كلغة رسمية. إضافة إلى ذلك أدخل العمل بالتقويم الهجري في بلده، كما وصل به الحماس لهذا الدين أن بعث رسله إلى الممالك المجاورة للدخول في الإسلام. وفي بلاطه حظي التجار العُمانيون بمكانة مرموقة؛ إذ اتخذ منهم مستشارين له مثل الشيخ عبدالرحمن بن عبيد والشيخ سليمان بن زاهر الجابري وغيرهم من الجنود المجهولين الذين تناثرت أخبارهم خاصة في المصادر والوثائق الأوروبية ولا شك أنّ هذه الشخصيات العُمانية تحتاج مزيدًا من البحث والتحري لتوثيق اسهاماتهم الحضارية ودورهم في نشر الإسلام لا سيما في الأقاليم الداخلية من إفريقيا الشرقية.
وكانت نهاية الشيخ العامري في أواخر 1885م على يدي أحد أفراد قبيلة Wanyambo الذي رماه بالقوس وهو جالس مساءً في برزته أمام منزله مع مجموعة من العرب وفي هذا الصدد تقول ابنته “كنت صغيرة عندما توفي والدي الذي كان يلقب بالدولة -أي ممثل الحكومة – ولكني أتذكر جيدًا ما حدث يوم وفاته كان أبي سخيًا ولطيفًا معنا جميعًا”.
وهكذا انتهت قصة رجل خاطر بحياته من أجل انقاذ حياة الآخرين عندما وقف بجرأة وشجاعة في بلاط الملك سونا ومنعه من تقديم الدماء البشرية كقرابين للآلهة حسب معتقداتهم الوثنية. حيث لم يسبق أن تمت مخاطبة أي من الملوك السابقين لبوغندة بهذه اللهجة كما فعل الشيخ العامري. وبفضل شخصيته المؤثرة كان التجار العرب محل ترحيب في مملكة بوغندة التي ارتبط ملوكها بعلاقات ودية مع سلاطين زنجبار، وتبادلوا معهم الهدايا. ولا ريب أنّ الشيح أحمد العامري يُعتبر نموذجًا مشرفًا للتاجر العربي الذي حمل تجارته بيد ودعوته إلى المبادئ والأخلاق الإسلامية في اليد الأخرى. كما أنّ اسهامه في توصيل الدعوة الإسلامية إلى المناطق الداخلية من إفريقيا الشرقية جنبًا إلى جنب مع أقرانه من التجار العرب ما تزال آثاره باقية إلى يومنا هذا.

————–
المراجع:
• السالمي، نورالدين عبدالله بن حميد.(2000). تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان، ج1، السيب: مكتبة الإمام نورالدين السالمي.
• صغيرون، ابراهيم الزين.(1993).”الاسهام العماني في المجالات الثقافية والفكرية والكشف عن مجاهل القارة الافريقية في العهد البوسعيدي”. مسقط: المنتدى الأدبي.
• المحذوري ، سليمان بن عمير، بحث بعنوان ” دور التجّار العُمانيين في توصيل الدعوة الإسلامية إلى شرق وأواسط إفريقيا “(2014)، المؤتمر الدولي: الدور العُماني في وحدة الأمة ، ماليزيا.
• المغيري، سعيد بن علي.( 2017 ).”جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار”. تحقيق محمد بن علي الصليبي، مسقط: وزارة التراث والثقافة.
• Gray,J.M.(1947).”Ahmed Bin Ibrahim-The First Arab to Reach Buganda”. Uganda Journal, vol.11.

.

Wednesday, April 25, 2018

رحلة السفية سلطانة إلى نيويورك

رحلة السفية سلطانة إلى نيويورك سنة 1840م
برنامج من عمان- تلفزيون سلطنة عمان
الأربعاء 25 ابريل 2018م

Saturday, April 7, 2018

الصلات التاريخيّة والحضاريّة بين عُمان وإفريقيا الشرقيّة

الصلات التاريخيّة والحضاريّة بين عُمان وإفريقيا الشرقيّة
مقال منشور بمجلة اضاءات علمية ، العدد 18، ابريل 2018م، مجلس البحث العلمي، سلطنة عمان
د.سليمان المحذوري 

Sunday, April 1, 2018

كاتب أسرار سلاطين زنجبار.. الشيخ سالم بن محمد الرواحي

د.سليمان المحذوري
ملحق أشرعة ، جريدة الوطن 1 ابريل 2018م

تعود الصلات التاريخيّة والحضاريّة للعُمانيين بمنطقة إفريقيا الشرقية إلى أكثر من ألفي عام ، وقد نتج عن تلكم العلاقات المبكرة هجرات عُمانية متتابعة على مدى فترات زمنية مختلفة بدوافع اقتصاديّة وسياسيّة وغيرها أدّت في نهاية المطاف إلى استقرار قبائل وأسر عُمانية على ساحل شرق إفريقيا، وكذلك في دواخل وأعماق القارة الإفريقية. وبالتالي تكوين امارات عربية لا تزال آثاها ومعالمها الحضاريّة باقية إلى يومنا هذا. ومع استقرار كثير من العُمانيين في زنجبار وما جاورها لا سيما بعد أن أضحت حاضرة لدولة السيد سعيد بن سلطان (1804-1856م) عام 1832م، وتبوأت مكانة علمية مرموقة في عهد السيد برغش بن سعيد (1870-1888م)، باتت زنجبار مقصدًا لأهل عُمان حيث وفد إليها كوكبة من العلماء والأدباء والشعراء الذين كان لهم اسهام علمي حضاري لا تخطئه العين.
ويُعتبر الشيخ سالم بن محمد الرواحي أحد هؤلاء المشايخ العُمانيين الأجلاء الذي هاجروا إلى زنجبار بصحبة اخوته عبدالعزيز وعبدالرحمن وعبدالله عام 1883م تقريبًا بدعوة من السلطان برغش بن سعيد. يقول الباحث سلطان الشيباني “ولا غرو أن تستقطبه زنجبار فيعيش فيها بقية عمره، فقد كانت مهوى أفئدة العُمانيين، وكعبة أهل العلم، يقصدها من تعسّرت حاله لطلب الرزق، ويؤمها طالب المعرفة بغية الاستزادة، حتى غدت منارة حضارية مشرقة”.
ولا يُعرف على وجه الدقة مكان ولادة الشيخ سالم الرواحي في عُمان الذي يرجّح ما بين نخل أو بلدة مسلمات في وادي المعاول عام 1868م . ورغم أنّه استوطن زنجبار في وقت مبكر من حياته؛ إلا أنه لم ينقطع عن عُمان التي كان يزورها بشكل مستمر.
تتلمذ الشيخ الرواحي في زنجبارعلى يدي الشيخين يحيى بن خلفان الخروصي، وسيف بن ناصر الخروصي. وخلال فترة وجيزة أصبح من أدباء عصره، وعلم من أعلام سلطنة زنجبار البارزين؛ غير أن ما ميزه دون سواه هو حسن خطه العربي؛ لذلك لا عجب أنه اشتغل بكتابة الوثائق والصكوك والرسائل، وجمع ونسخ ونشرالكتب خاصةً مع درايته بعلوم الدين وأصول الكتابة الشرعية، وإلمامه بقواعد اللغة وآدابها. فقد عمل في كتابة الدواوين السلطانية لدى سلاطين زنجبار، وبالتالي اكتسب لقب “كاتب الحضرة السلطانية”، و”كاتب أسرار ملوك زنجبار”. ولا شك أنه استحق هذا اللقب جراء عمله كاتبًا ومستشارًا لسبعة من سلاطين زنجبار منذ عهد السيد برغش بن سعيد وحتى عهد السيد حمود بن محمد (1896-1902)، وفي عهد السيد علي بن حمود (1902-1911م ) استقال من منصبه وتفرع لأعماله الخاصة بيد أنه لم ينقطع عن مجلس السلطان، وفي عهد السيد خليفة بن حارب (1911-1960م) عمل لديه كاتبًا بصفة غير رسمية بعد أن تقدم به العمر.
كما بذل ماله في تحصيل العلم والمعارف حتى تجمعت لديه مكتبة ضخمة حوت نوادر المخطوطات والكتب في شتى الفنون والعلوم. يقول الشيخ أحمد بن سعود السيابي في معرض تقديمه لكتاب “سالم بن محمد الرواحي” “وقد تفاعل الشيخ سالم بن محمد مع تلك الحياة المليئة بالعلم والمجد والفضل – أي في زنجبار- فهو تارة يراسل العلماء شرقًا وغربًا، وتارةً ينسخ الكتب المخطوطة، وثالثةً يجمع تلك الكتب ليقتنيها، ومرة رابعة يقوم بنشر تلك الكتب طباعة لكي ينشر العلم إلى غير ذلك من مفردات الأعمال الخيرية والخيرة. كما كان موئلا للضعيفـ، ومأوى للضيف إذا ما ضاق بالضيف المكان ، وقد هيأه الله تعإلى لقضاء حوائج الناس، مع ما من الله به عليه من صلاح في الدين ، وحسن في السيرة ، وصفاء في السريرة “.
وقد كان مقصدًا للعامة في حل مشكلاتهم، وله نشاط اجتماعي بارز في عمل الخير والاصلاح بين الناس حدثني الشيخ أفلح الرواحي أنّ الشيخ الرواحي كان يعتز بلباسه العُماني ورفض أن يلبس غيره، كما كان يؤم المصلين في مسجد بني رواحة في زنجبار، ويأخذ أولاده معه في جميع الصلوات وبعد صلاه الظهر يتبعه أصحاب الحاجات. ورغم أنه لم يشتغل بالتأليف إلا أن الشيخ نور الدين السالمي ينسب له الفضل في اقتراح فكرة وموضوع كتاب “تلقين الصبيان”. كما كان له دور مهم في نشر المعارف الإسلامية، ودعم الحركة العلمية ما بين عُمان وزنجبار، وترك جملة من المآثر العلمية تمثلت في التراجم، ونسخ وطباعة الكتب، والمراسلات، ومقالات صحفية نشرت في جريدة الفلق وغيرها.
ومن ضمن مآثر الشيخ الرواحي نقوش وزخارف الآيات القرآنية بالإشتراك مع أخيه عبدالعزيز على أبواب ونوافذ وجدران بيت العجائب في زنجبار الذي بناه السلطان برغش بن سعيد. كما كان الرواحي عضوا بارزا في الجمعية العربية بزنجبار. وكانت له أملاك كثيرة في زنجبار وبساتين وأعمال تجارية يشرف عليها بنفسه إلا أنها نهبت ابان العدوان الغاشم على زنجبار في يناير عام 1964م.
ارتبط الشيخ الرواحي بعلاقات واسعة مع أعيان وعلماء عصره في زنجبار مثل السيد حمود بن أحمد بن سيف البوسعيدي، والشيخ عبدالله بن علي المنذري، وحمد بن محمد المرجبي، والشيخ ناصر بن سالم الرواحي، والشيخ سعيد بن علي المغيري، والشيخ علي بن خميس البرواني، والشيخ الأمين بن علي المزروعي وغيرهم. وفي عُمان كانت له صلات وطيدة كذلك مع علمائها وأعيانها مثل الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، والشيخ نورالدين السالمي، والشيخ سعيد بن ناصر الكندي، والأمير عيسى بن صالح الحارثي. كما وثّق علاقاته بعلماء بلاد المغرب العربي مثل الشيخ محمد بن يوسف أطفيش، والشيخ سليمان الباروني. يقول الشيخ الرواحي في احدى مراسلاته “إني أعتقد أنّ أيام العلماء فيها بركة عظيمة، جعلها الله رحمة لعباده لمنافعهم الأخروية والدنيوية، وأرجو أن ينفعنا الله ببركتهم وينفعنا بعلومهم إن شاء الله” . وقد استفاد من علمه وتتلمذ على يديه جملة من طلبة العلم، كما افتتح مدرسة في بيته لحرصه على تعليم أولاده القرآن الكريم ومبادئ العبادات.
توفي الشيخ سالم بن محمد بزنجبار ودفن فيها عام 1947م وقد جاوز الثمانين من العمر. رحل الشيخ الرواحي وترك وراءه مآثرخالدة ومكانة علمية واجتماعية لا تخفى على أحد، كما كان له وجاهة ومنزلة خاصة عند سلاطين زنجبار. وصفه الإمام محمد بن عبدالله الخليلي(1919-1954م) في رسالة تعزية لأبنائه بأنّه “ذلك الرجل الصالح الذي قدم إلى ربه والمسلمون عنه راضون، ولفعله شاكرون، فإنه كان نافعًا للمسلمين متحملا لأمورهم، فالله يجزيه عن أفعاله الصالحة خير الجزاء”.

المراجع:
• مقابلة مع الشيخ أفلح بن حمد بن سالم الرواحي، سبتمبر 2017م .
• سلطان بن مبارك الشيباني. سالم بن محمد الرواحي تاجر صدوق وسلعة رابحة. مكتبة مسقط، مسقط، 2011م.
• سلطان بن مبارك الشيباني . التاريخ المصوّر للشيخ سالم بن محمد الرواحي. ذاكرة عمان، مسقط، 2015م.

Monday, March 26, 2018

موجز في تقسيم الامبراطورية العمانية

جريدة الوطن - ملحق أشرعة
25/3/2018م
د.محمد الشعيلي

يعتبر موضوع تقسيم الامبراطورية العمانية عام 1861 من أهم المواضيع في تاريخ عمان الحديث، ومن أكثرها ألما وحزنا في تاريخ هذا الوطن العزيز، لأنه ترتب عليه بشكل نهائي انفصال زنجبار عن مسقط، مما يعني تفكك هذه الامبراطورية التي سهر من أجل خدمتها حكام وأئمة عمان عبر دول مختلفة من تاريخ عمان المجيد.
وكان من عادة السيد سعيد بن سلطان أن ينوب ابنه ماجد في حكم زنجبار أثناء خروجه منها إلى مسقط، بينما كان يعين ابنه ثويني نائبا عنه في حكم مسقط والممتلكات الآسيوية أثناء تواجده في زنجبار والشرق الأفريقي.
ومنذ وفاة السيد سعيد في 19 أكتوبر 1856م بالقرب من جزيرة سيشيل في المحيط الهندي أثناء رحلته من مسقط إلى زنجبار، بدأت ملامح هذا الانفصال تلوح في الأفق نتيجة الخلاف الذي وقع بين أبناءه الأربعة، ثويني وماجد وتركي وبرغش.
ففي مسقط والشق الآسيوي وقع خلاف بين ثويني وتركي تطور إلى حد الصدامات العسكرية بين الطرفين خاصة في صحار وساحل الباطنة، ووجدت محاولات للصلح بين الأخوين من قبل السلطات البريطانية وكذلك من قبل شيوخ امارات ساحل عمان، إلى تم الاتفاق على صلح بينهما، وهو الصلح الذي بذل فيه ابن عمهما محمد بن سالم بن سلطان جهود كثيرة نحو تحقيق، والتسوية بين الأخوين، وكان مما نص عليه هذا الصلح أن تبقى صحار وليوا في إطارة سلطة السيد تركي، وفي المقابل يكون تركي مواليا للسيد ثويني، وأن يتلقى تركي راتبا شهريا قدر بـ 300 دولار من خزينة السيد ثويني.
أما في يتعلق بالممالك الأفريقية فقد بدأ الخلاف منذ وصول جثمان السيد سعيد بن سلطان، الذي كان يرافقه في رحلته الأخيرة ابنه برغش، والذي بيت النية بهدف الوصول إلى سدة الحكم الأفريقي، ولذلك عمد إلى دفن والده فور وصوله دون انتظار بقية أخوته، حتى يتفرغ للخطوة التالية المتمثلة في السيطرة على مؤسسات الحكم في زنجبار.
غير أن ملامح الخلاف بين الأخوين ماجد وبرغش بدأت تتبلور بشكل علني عندما طالب برغش بحكم ممباسا، ولكن ماجد رفض ذلك بقوة، وبالتالي كانت كل المؤشرات تتجه إلى التصاعد بين الأخوين، وهو الخلاف الذي سيفضي في النهاية إلى نفي برغش إلى الهند ومكوثه فيها حتى وفاة أخيه ماجد عام 1870م ومن ثم رجوعه إلى زنجبار ليتولى الحكم فيها، ويستمر كذلك حتى وفاته عام 1888م.
لكن أخطر الخلافات ما بين أبناء السيد سعيد هو الخلاف بين ثويني وماجد، ويتخلص هذا الخلاف بينهما في رغبة ماجد بالانفصال بشكل نهائي بزنجبار عن الامبراطورية العمانية، واستقلالها التام عن مسقط، وهذا ما كان يعارضه السيد ثويني بقوة، رغبة منه في المحافظة على وحدة الامبراطورية وقوة الدولة، ولأنه كان يرى بأنه الأحق في وراثة العرش بعد وفاة والده، وهو ما أثبتته التقارير البريطانية أثناء المفاوضات بين الطرفين، وتم تداول ذلك في أروقة الحكومة البريطانية في الهند، ولكن لأن مصالحها كانت تقتضي تقسيم هذه الدولة، فقد غضت النظر عن موضوع أحقية السيد ثويني، وانحازت إلى خيار التقسيم.
ولأن السيد ماجد أصر على موقفه المتمثل في المضي بزنجبار والشرق الأفريقي نحو الانفصال، فقد دفع ذلك بالسيد ثويني إلى أن يجهز حملة بحرية عسكرية عام 1858م بهدف إخضاع ماجد وزنجبار، ورغبة منه أيضا في استئناف المعونة السنوية التي تم الاتفاق عليها بين الأخوين بعد وفاة والدهما، والتي تتضمن قيام زنجبار بدفع 40 ألف ريال نمساوي إلى مسقط، كتعزيز لمواردها المالية، بحكم أن اقتصاد زنجبار كان هو الأقوى في تلك الفترة.
وبالفعل خرجت هذه الحملة من مسقط، بتاريخ 11 فبراير 1858م تضم أكثر من 2500 رجل وعدد من السفن بمختلف أنواعها، ولكن الحكومة البريطانية تدخلت وأوقفت هذه الحملة بالقرب من صور، بتاريخ 15 فبراير 1859م واقترحت على الأخوين التحكيم، برعاية الحاكم البريطاني للهند اللورد كاننج، فوافق السيد ثويني مكرها على ذلك، وعاد بالحملة إلى مسقط، وقال قولته المشهورة: “إني أضع السكين في يد سعادة الحاكم العام وأقدم نفسي عظما”.
وعليه بدأت بريطانيا في محاولة للصلح بين الأخوين حسب ظاهر الفعل، بينما كانت تدرك في حقيقة نفسها بأن مصلحتها مع انقسام هذه الدولة وتفتيت قوتها العسكرية حفاظا على مصالحها الاستعمارية في الهند وفي منطقة الخليج، لأن أكثر ما كانت تخشاه الحكومة البريطانية سواء في لندن أو في الهند، هو محاولة عقد تحالفات أجنبية مع عمان، وبالتالي الاستفادة من مقوماتها الجغرافية والعسكرية، مما يعني ذلك تأثيرا واضحا على المصالح البريطانية.
وبدأت البعثات البريطانية منذ عام 1859 في رحلات ما بين مسقط وزنجبار لتقصي الحقائق التي يجب الاتفاق عليها وبالتالي تقديمها إلى مقر الحكومة في الهند لإصدار قرارها النهائي في مصير هذه الدولة وتم تعيين العميد كوجلان مفوضا من قبل الحكومة البريطانية في موضوع الخلاف بين الأخوين أو بين الشقين من الامبراطورية العمانية. ومكث الوفد البريطاني في مسقط تسعة أيام من أجل التحقيق في الخلافات بين أبناء السيد سعيد، سواء بين ثويني وتركي أو بين ثويني وماجد. وفي نهاية سبتمبر من عام 1860 وصلت البعثة البريطانية إلى زنجبار للقيام بنفس المهام التي اضطلعت بها في مسقط.
وعندما اختتمت هذه التحقيقات كانت تميل في مضمونها مثلما أشرت سابقا إلى تأكيد أحقية السيد ثويني في خلافة والده ليس فقط على مسقط والممتلكات الآسيوية وإنما على سائر مناطق الإمبراطورية العمانية، ولكن أيضا مثلما تم الإشارة إليه بأن مصلحة بريطانيا كانت في صالح التقسيم، وهذا ما حدث بالفعل في نهاية هذا الموضوع، عندما صدر التحكيم المعروف بتحكيم اللورد كاننج في فبراير من عام 1861، والذي نص على هذه البنود:
أولا: يتم اعلان السيد ماجد حاكما على زنجبار والممتلكات الإفريقية خلفا للسيد سعيد بن سلطان.
ثانيا: يدفع السيد ماجد حاكم زنجبار للسيد ثويني حاكم مسقط معونة مالية سنوية قدرها أربعون ألف كراون ( ريال نمساوي ).
ثالثا: يدفع حاكم زنجبار إلى حكام مسقط متأخرات المعونة السنوية عن السنوات السابقة والتي بلغت قيمتها ثمانين ألف كراون.
رابعا: أن لا يتدخل حكام أو قبائل عمان في شؤون زنجبار والشرق الأفريقي .
لينتهي مع هذا التحكيم قصة الامبراطورية العمانية وتدفن وحدتها للأبد، وقد أثر هذا التقسيم كثيرا على مسقط من النواحي الاقتصادية وتدهورت تجارة عمان التقليدية مع زنجبار التي كانت قائمة منذ عصور قديمة، وعمد السيد ماجد إلى تضييق الخناق على التجارة مع مسقط وعلى السفن القادمة من عمان ومنطقة الخليج، فانخفض الدخل المادي لمسقط وللعمانيين وانعدمت الكثير من الفرص الاقتصادية.
كما أدى هذا الحادث إلى تقسيم القوة العسكرية التي كانت تتمتع بها عمان، وبالتالي تضاؤل ضخامتها وقوتها في مسقط، خاصة بالنسبة للقوة البحرية التي كان الأسطول البحري العماني يحتل المرتبة الثانية بعد الأسطول البريطاني في عهد السيد سعيد بن سلطان، كما عملت زنجبار على احتضان المعارضين السياسيين للحكومة العمانية، بخلاف الكثير من التأثيرات التي أدت إلى تدهور الأوضاع في عمان، وهو ماسيمهد إلى نشوب نوع من الحرب الأهلية بين الحكومة في الساحل وبين الإمامة في الداخل.
وفي ختام مناقشة هذا الموضوع فإنني أنوه إلى أنه لم تكن هناك محاولة للصلح بين الأخوين من قبل بعض شيوخ منطقة الخليج، أو أن يجد له مكانا في تاريخ عمان بشكل عام، ولم تتضمن المصادر العمانية والعربية ما يشير إلى ذلك، أو إلى حتى قيام السيد ماجد بزيارة مسقط ومنطقة الخليج سواء في فترة الخلاف مع أخيه ثويني خلال الفترة 1856 – 1860، أو حتى بعد صدور قرار التحكيم عام 1861م
والزيارة الوحيدة التي قام بها في هذه المناطق هي زيارته إلى الهند في سبتمبر عام 1865م.

Friday, March 9, 2018

تاريخ عمان البحري والصلات مع شرق افريقيا

تلفزيون سلطنة عمان
برنامج من عمان
الاثنين 19 فبراير 2018
الضيف :سليمان المحذوري

Thursday, March 1, 2018

علاقة عمان بجزر القمر في عهد السيد سعيد بن سلطان

برنامج من التاريخ العماني
"علاقة عمان بجزر القمر في عهد السيد سعيد بن سلطان ج1"
حلقة الإثنين 12 فبراير 2018 م
إعداد : د. محمد الشعيلي
تقديم : أحمد الكلباني
إخراج :علي بن عبدالله العجمي



علاقة عمان بجزر القمر في عهد السيد سعيد بن سلطان ج2"
حلقة الإثنين 19 فبراير 2018 م


علاقة عمان بجزر القمر في عهد السيد سعيد بن سلطان ج3"
حلقة الإثنين 26 يناير 2018 م


علاقة عمان بجزر القمر في عهد السيد سعيد بن سلطان ج4
حلقة الإثنين 5 مارس 2018 م
https://www.youtube.com/watch?v=Fy-fAbqU3TA&feature=youtu.be

Sunday, February 11, 2018

تطور النشاط الاقتصادي في زنجبار في عهد السيد سعيد بن سلطان

تطور النشاط الاقتصادي في زنجبار في عهد السيد سعيد بن سلطان 1832-1856م
د.مصلح محمد العيساوي
مجلة الأستاذ، العدد 223،المجلد الثاني، 2017