Friday, December 29, 2017

الوجود العماني في شرق افريقيا

محاضرة بعنوان: الوجود العماني في شرق افريقيا
د.محمد الشعيلي
قناة شباب الحيل

Monday, December 25, 2017

شخصيات في بلاط السيد سعيد بن سلطان

شخصيات في بلاط السيد سعيد بن سلطان ج1 
إذاعة سلطنة عمان
ديسمبر 2017 م
إعداد : د. محمد الشعيلي
تقديم : أحمد الكلباني
إخراج :علي بن عبدالله العجمي

شخصيات في بلاط السيد سعيد بن سلطان ج2

Sunday, December 24, 2017

الهنود في سلطنة زنجبار

مركز بيروت للشرق الأوسط
1/6/2016
بقلم د. صالح محروس محمد
— كان المجتمع الزنجباري قبل الوجود البريطاني منصهراً في بوتقة واحدة يعيش في ظل الإسلام وتحت القيادة العربية على الرغم من تعدد طوائفه (عرب –أفارقة- هنود) ولكن مع الوجود البريطاني بدأت تزرع روح الطائفية التي وصلت مع نهاية الاحتلال البريطاني إلى صراع مسلح أدى إلى القضاء على العرب وعلى السلطنة العربية. ويؤكد هذه الحقيقة الهامة زيارة السيدة مار جرى برهام Margery Perham لزنجبار عام 1929 تقول بالرغم من أن الناس كانوا متعددين إلا أنهم منصهرون وكانت قيادتهم سهلة ولم يكن هناك توقع لصراع طائفي الذي لم يكن معروفاً في هذا المجتمع ( )
يعد الهنود الطبقة الرئيسية من بين المشتغلين بالتجارة في زنجبار في عصر السيد سعيد منشئ زنجبار الحديثة (1806-1856) وذلك بسبب السياسة الاقتصادية الانفتاحية التي انتهجها فساعدتهم على الاتجار والاستقرار في أملاكه في شرق أفريقيا وفي تحقيق السيطرة على الشئون الاقتصادية فى زنجبار , وعامل السيد سعيد الهنود كتجار محليين كما سمح لهم بالاتجار فى منطقة بمبا والتي لا يسمح للتجار الأجانب بارتيادها . وكان يرغب في تطوير وتنظيم الإمبراطورية التجارية .
فمعظم الهنود جاءوا في عهد السيد سعيد عام 1835 م , ولقد استخدمهم في إدارة الجمارك , وهم مثل العرب جاءوا مع الرياح الموسمية للتجارة. ولما جاء البريطانيون شجعوا الهجرة الهندية . و يتسم الهنود بسمات دينية وطائفية ( حسب الجنس , من باكستانPakistani أو جاءوا من الهند في عام 1948 م) و لقد حدثت الكراهية بين الهنود المسلمين وطائفة الهندوس.
ولقد بلغ عدد الأسيويين في عام 1948 بالجزيرتين 15.211 كان منها في جزيرة زنجبار 13.107 وفى جزيرة بمبا 2.104 وكانو يمثلون 5.8 % من جملة السكان في سلطنة زنجبار ويتضح من ذلك تركز الهنود في جزيرة زنجبار حيث التجارة وبيوت الأموال
وينقسم الهنود إلى مجموعتين هما المسلمين والهندوس.أما الهندوس فعقيدتهم الهندوسية وهى عبادة الأبقار ولهم معابدهم الخاصة وأبقارهم المقدسة والمكان الذي تحرق فيه جثث موتاهم ويسمون بانيان Banyans باللغة السواحيلية وهم غالباً تجار ومنهم فئات فقيرة أصحاب مهن مختلفة مثل العربجية والحلاقين والاسكافيين , ولم يحضروا زوجاتهم إلى زنجبار , فهم يأتون ويذهبون مثل العديد من الهنود ولا يعتبرون زنجبار وطنهم الأساسي فهم يسافرون بما حصلوه من مال إلى وطنهم ثم يعودوا مرة أخرى . وجاء الهندوس من بومباي Bombay ولغتهم الهندوسية Hindustani أكثر اللغات الهندية استخداماً.
و الهندوس Hindus على اختلاف قبائلهم ومذاهبهم كانوا يشكلون مجموعة لها نفوذ وسلطة إلا أنهم مجتمع منعزل عن الآخرين , ولهم نظامهم الخاص وعزمهم الوحيد فى الحياة هو جمع المال , ويتميزون بملابسهم الخاصة المصنوعة من جلد الأُسُود وهى تتكون من قميص أبيض وقبعة حمراء اللون مطرزة بالخيط الذهبي , ويضعون شالات على أكتافهم تسمى shudda ورجالهم طوال القامة ذو بنية نحيفة نباتيون لا يأكلون لحوم الحيوانات.
ويوجد الهندوس بكل طبقاتهم الاجتماعية المعروفة في الهند مثل السيخ و مجموعات أخرى من شعوب الهند ودياناتها . و للديانة الهندوسية العديد من المعابد في زنجبار وبمبا و يوجد عدد من عائلات السيخ في الجزيرتين ليس لديهم معبد ويؤدون شعائرهم في بيوتهم.
أما الهنود الجوان فيعتنقون جميعاً الديانة المسيحية على المذهب الكاثوليكي وتظهر عليهم أثار الفكر الثقافي الحضاري البرتغالي وتنتشر بينهم جميعاً اللغات الهندية المتعددة إلى جانب الانجليزية . واسم الجوان نسبة إلى جوا المستعمرة البرتغالية السابقة في الهند . وظلوا يعرفون بهذا الاسم في المناطق التي سيطرت عليها الحكومة البريطانية فلما ظهرت الدولتان المستقلتان الهند وباكستان وتقسيمهما في عام 1947م أصبحت الأقليات الهندية تنسب إلى كل من هاتين الدولتين أى هنود وباكستانيين والجوان يعملون طباخين وخبازين وعاملي غسيل وبقالين ومصورين وأطباء وكتبه حيث تأثروا بالأوربيين وهم الفئة الوحيدة الهندية المسيحية في زنجبار. ولقد بلغ عددهم 681 في عام 1948 تركزوا في جزيرة زنجبار 598 وفى بمبا 83 يمثلون 3. % من جملة سكان سلطنة زنجبار
أما الهنود المسلمون فمنهم السنة ومنهم الشيعة فمثلاً الميمون Memons والسنديون Sindhis من أقل الهنود عدداً في زنجبار وهم مسلمون على المذهب الحنفى. ومن السكان الهنود المسلمين الشيعة في زنجبار (الخوجا The khojas ) فهم يؤلهون الإمام علىّ ويحترمون الـAgakhan لأنه تجسيد لنسل على ّ وكذلك لهم مساجدهم الخاصة التي تستخدم في المناسبات , ويصطحبون زوجاتهم لزنجبار غير محجبات وهناك فئة أخرى ( البهرة the Bohora ) فئة شيعية أخرى بعضهم تجار أغنياء ويصطحبون معهم زوجاتهم محجبات وهم أقل تأثراً بالنفوذ الأوربي عن الخوجا , ومعظم الهنود المسلمون تجار ولعبوا دور الوسيط بين التجار الأوربيين والسكان المحليين .
و يعتبر البهرة نموذجاً للبريطاني الهندي وهم حوالي 700 شخص معظمهم تجار أغنياء ويعيشون في زنجبار وكان من الهنود المسلمين الشيعة في زنجبار الطائفة الإثنا عشرية والإسماعيلية فكان الإثنا عشرية يهتمون بالقرآن الكريم ويصلون مع المسلمين .
كان للهنود دور في دعم الاقتصاد الزنجباري حيث قاموا بتمويل مشاريع العرب الزراعية وتطوير تجارة القوافل الداخلية مما جعل العرب تحت رحمة المُرابين الهنود . وقد تمكن عدد من التجار الهنود من شراء إقطاعيات زراعية مما جعلهم يضيفون إلى تجارتهم دعامة جديدة من السيطرة على قدر من الأراضى الزراعية. لم يكن الهنود في زنجبار جميعاً من أصحاب المصالح التجارية من طبقة التجار إذ أن عدداً منهم من أرباب الحرف كالنجارة والبناء والحدادة وغيرها من الوظائف البسيطة و معظمهم قد قدموا مع استقرار السلطان السيد سعيد في زنجبار.
ولقد تميز الهنود بلغتهم واتحادهم وروابطهم وقدرتهم على الاتجار والكسب وكان بعضهم مثل البهرة Bohoras يعملون فى الزراعة في جنوب جزيرة زنجبار بالقرب من قرية ماكندشى Makunduchi ,كما دخلوا في عملية صناعة القرنفل .وكان بعض الهنود بحارة ومالكي المزارع التي اشتروها من العرب نتيجة ديون الملاك العرب في زنجبار.
كان من الهنود من يملك ملكيات كبيرة من أشجار القرنفل وتأسست الجمعية الهندية عام1934 م لرعاية أحوال الهنود . وخططت الحكومة البريطانية في زنجبار لاستثمار الأموال بواسطة الهنود بشكل لا يهدد الأنشطة التجارية .
ولقد اهتم أفراد الجالية الهندية على اختلاف أجناسهم ودياناتهم بالتعليم حتى يضمنوا مركزاً اجتماعياً ممتازاً وقد علم الهنود أجيالهم القراءة والكتابة باللغة العربية والانجليزية إلى جانب لغتهم الأصلية إضافة إلى تعليمهم طبائع وعادات الجالية الهندية في شرق أفريقيا .
اعتبرت بريطانيا الهنود ( رعايا بريطانيين) , و شجعت هجرتهم إلى شرق أفريقيا لكي لحاجتها إلى العمالة الهندية (الفنية والحرفية ) فأرادت بريطانيا الاستفادة من خبرة الهنود في التجارة وعمليات الصرافة والسمسرة وتوظيف رؤوس أموالهم مما ساعد على ازدهار التجارة . فنظر البريطانيون للهنود على أنهم الفئة التي تليهم درجة ولذا يحق لها أن تختلط وتنسجم معهم دون سواهم. فكان للهنود دور مهم في تجارة شرق أفريقيا .

الصحافة العربية في زنجبار

فلم وثائقي بعنوان: الصحافة العربية في زنجبار
انتاج تلفزيون سلطنة عمان

Tuesday, December 12, 2017

الحملات العسكرية العمانية على ممباسا

إذاعة سلطنة عمان
برنامج من التاريخ العماني
حلقة الإثنين 4 ديسمبر 2017 م
إعداد : د. محمد الشعيلي
تقديم : أحمد الكلباني
ضيف الحلقة:د.سليمان المحذوري
إخراج :علي بن عبدالله العجمي

Sunday, December 10, 2017

العمانيون في بوروندي

( الفلم الوثائقي العمانيون في بوروندي (الجزء الأول
تلفزيون سلطنة عمان؛ القناة الثقافية 2017

Sunday, November 26, 2017

السلطان برغش والخديوي إسماعيل من الصداقة والوئام إلى العداوة والخصام

أثير الالكترونية: 23 نوفمبر 2017
اعداد: نصر البوسعيدي

لسلطان العماني برغش بن سعيد بن سلطان البوسعيدي، الشاب الطموح الذي حكم زنجبار في عام 1870م، بعد وفاة شقيقه السيد ماجد، كان يملك علاقات حسن الجوار بكل محبة وود مع جيرانه لا سيما مع مصر وحاكمها الخديوي إسماعيل (1863- 1879م).
وتشير المصادر التاريخية إلى أن السلطان برغش حينما ذهب بزيارته الرسمية إلى أوروبا وإنجلترا على وجه الخصوص كأول سلطان وحاكم عربي يصل بزيارة رسمية إلى تلك الأنحاء لرغبته في الاستفادة من تقدمهم في شتى المجالات وتطوير زنجبار التي أصبحت بحق اندلس العرب في القارة الأفريقية، فأدخل إليها الكهرباء والمطبعة السلطانية والخ من خدمات وبنى تحتية تميز المجتمعات المتمدنة حينها.
كان في مسار السلطان برغش برحلته هذه وهو يغادر زنجبار عدد من الدول منها اليمن ومصر والبرتغال ودول البحر المتوسط وانجلترا، لذلك وحينما وصل بزيارته إلى مصر والتي كانت تربطه علاقة ودية كبيرة بحاكمها الخديوي إسماعيل، والذي استقبله استقبالا حافلا مع اطلاق المدافع الترحيبية لوصوله مدن مصر المختلفة، فالعلاقة بينهما كانت كبيرة للغاية لدرجة أن السلطان برغش كان يعتبر والدة الخديوي والدة كل الزعماء العثمانيين والعرب، وذهب للقائها والسلام عليها تقديرا لمكانتها وإجلالا للصداقة التي تربطه بابنها، وبعد كل هذه الحفاوة في مصر واصل السلطان برغش رحلته إلى أوروبا وانجلترا بعدما أكرمه الخديوي وأحسن ضيافته.
وحينما عاد السلطان برغش من رحلته كذلك توجه إلى مصر التي تعد المحطة قبل الأخيرة ليصل إلى اليمن ثم زنجبار، فاستقبله الخديوي وكل أهل مصر بكل محبة وترحاب ولم يوجد ما يكدر صفو هذه العلاقة.
وكان السلطان يتنقل في سفره عن طريق سفنه والبواخر الإنجليزية، وحينما وصل إلى مصر اضطر السلطان برغش للمكوث فيها بشكل أطول بعدما تأجلت رحلة مغادرته نتيجة وفاة ابنة الخديوي الأميرة زينب هانم، فخيم الحزن على مصر وبقى السلطان برغش لتقديم واجب العزاء لصديقه الخديوي إسماعيل، ولذلك قام الأخير بتجهيز الأسطول المصري لينقل السلطان برغش في رحلته هذه إلى زنجبار، وقبِل السلطان برغش ما أراده خديوي مصر، وفعلا خرج الخديوي وحاشيته لوداع السيد برغش في محطة القطار الذي تحرك بجلالته من القاهرة وحتى الزقازيق ومنها إلى السويس التي استقبلته بالحفاوة وطلقات المدفعية الـ 21 الترحيبية، واعتلى السلطان الأسطول المصري وتوجه إلى اليمن في طريقه إلى مملكة حكمه زنجبار، وحينما وصل لليمن شكر السيد برغش قبطان الأسطول المصري وكرم الخديوي وفضل السلطان أن لا يكثر عليهم الرحلة حتى زنجبار وأهدى قبطان السفينة وسام الكوكب الدري من الدرجة الثالثة وزوده برسالة خطية للخديوي يشكره فيها على حسن كرمه وضيافته، وكان السلطان برغش قد أعد العدة للراحة في اليمن ومنها ينطلق إلى زنجبار عبر بوارج حلفائه الإنجليز الذين أصروا كذلك بنقله إلى زنجبار كالعادة بدل البارجة المصرية وهو من تربطه بينهم مصالح ومعاهدات تجارية وسياسية بالإضافة إلى معاهدة إبطال تجارة الرقيق التي حاربها السلطان بمعية الإنجليز بعد الاتفاق على ذلك.
وحينما عاد الأسطول المصري إلى مصر وتسلم الخديوي إسماعيل رسالة السلطان برغش، وعلم بأن السلطان لم يكمل الرحلة إلى زنجبار بالبارجة المصرية مثلما أراد، غضب بشده واعتبر بأن ذلك إهانة عظمى له ولبلاده خاصة وانه يكن كل البغض للإنجليز من حاولوا التدخل في شؤون بلاده والحد من استقلاليته بمصر، مما جعله يضمر العداء للسلطان برغش وبالتالي جهز جيشه لمهاجمة ممتلكاته في بنادر الصومال، وبالفعل توجه الجيش المصري في عام 1875م، من ميناء السويس نحو الصومال واحتل بنادرها التي كانت تحت السيادة العمانية.
ولم يكن بمقدور السيد برغش مواجهة الخديوي إسماعيل للفارق العسكري الكبير بينهما، فالسلطان برغش في تلك الأيام لم يكن رجل حرب وقتها، بل كان يتطلع لتنمية زنجبار والمردود الاقتصادي لكل الممتلكات التي تقع تحت سيطرته بالاطلاع والاستفادة من التجربة الإنجليزية، فبريطانيا مثلما أسلفنا كانت حليفته الأقوى في ظل تمددها الاستعماري في المنطقة وقلة حيلة العرب في مواجهة الاستعمار الأوروبي بشكل عام.
وعطفا على ما سبق فقد تمكن الخديوي إسماعيل من احتلال بنادر الصومال جميعها لمدة عامين وعرفت هذه الحملة العسكرية بـ (ماكيلوب باشا)، ولم يستجب الخديوي لطلب السلطان برغش الكف عن هذا الاعتداء على سيادته في تلك البنادر مما تسبب ذلك إلى أن تدخلت بريطانيا ببوارجها العسكرية بطلب من السلطان برغش بعدما استنفذ كل الحلول لتهديد الجيش المصري بالانسحاب من موانئ الصومال للحد من أطماع الخديوي إسماعيل في المنطقة، وفعلا انصاع الخديوي إسماعيل للتهديدات الإنجليزية وانسحب من المواقع التي كانت تحت سيادة السلطان، لتنتهي هذه الأزمة التي كانت ستشعل حربا بين بريطانيا ومصر لأسباب مثلما يصنفها البعض بأنها هزيلة، وقد تسبب ذلك مع جملة أسباب كثيرة لعزل الخديوي من حكم مصر نتيجة الضغط الإنجليزي والفرنسي على السلطان العثماني عبدالحميد الثاني لإبعاده وعزله عن حكم مصر والذي تحقق فعلا في عام 1879م، ليصبح التاريخ لدينا هكذا محزنا نتيجة الصراعات التي حطمت الأمة الإسلامية وحضارتها في ظل خبث السياسة الاستعمارية التي عملت بشكل منظم على مبدأ فرق تسد.
المراجع:
– زنجبار شخصيات وأحداث 1828-1972م، ناصر بن عبدالله الريامي، دار الحكمة لندن، الطبعة الأولى 2009م.
– تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجبار، تأليف زاهر بن سعيد، تحقيق احمد الشتيوي، 2007م، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان.

Monday, October 16, 2017

لماذا ندرس التاريخ ؟

د. سُليمان المحذوري
جريدة الرؤية؛ 24 سبتمبر 2017
لا يختلف اثنان على أنّ تاريخ أيّ بلد يُشكّل علامة فارقة في صناعة الحاضر، واستشراف المُستقبل، كما أنّه يُمثل إرثاً حضارياً تتكئ عليه الأمم في بناء غد أفضل لأجيالها. يقول د.علي الريامي في مقال منشور في "نشرة المسار" بجامعة السلطان قابوس 2010م: "إنّ التاريخ يُمثل ذاكرة الأمم والشعوب التي تُعنى بتسجيل التجربة الإنسانية بمختلف أبعادها، وتوجهاتها في لحظات الانتصار والانكسار، كما تحفظ لنا الإرث الحضاري للإنسان". ويُضيف "ما من أمة من الأمم إلا وتحرص على تسجيل تاريخها بشكل أو بآخر خلال مختلف الفترات التاريخية التي تمر بها صعوداً وهبوطاً، نجاحاً وإخفاقاً؛ حتى تتمكن الأجيال المتعاقبة من استلهام التجارب البشرية في مختلف أوجه نشاطاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية فتستفيد منها في صنع حاضرها والتخطيط لمستقبلها". ويقول الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل "الاهتمام بالسياسة فكراً وعملاً يقتضي قراءة التاريخ أولاً، لأنّ الذين لا يعلمون ما حدث قبل أن يولدوا، محكوم عليهم أن يظلوا أطفالاً طول عمرهم".
ومن هذا المنطلق فإنّ عُمان لا تُعد استثاءً من هذه القاعدة، وعند النظر للتاريخ العُماني تقفز إلى الذهن حقيقة لا ينبغي تجاهلها وهي أنّ تاريخ عُمان خلال الحقب التاريخية المختلفة يُعد جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، كما لا ينبغي إغفال الامتداد الزماني والمكاني لعُمان. وبالتالي فإنّه يحق للعُمانيين كما يحق لغيرهم الاعتزاز بتاريخهم وحضارتهم. فالتاريخ العُماني ضارب بجذوره في عمق التاريخ، كما أنّه يعجّ بالمواقف المشرّفة، والسير الخالدة، والشخصيات البارزة في شتى المجالات والتي كان لها إسهام لا يُنكر عربياً وإسلامياً.  كما أنّه لا يُمكن استبعاد أي حقبة تاريخية من حياة الأمم بشؤونها وشجونها؛ لأنها جزء من تاريخها كما يذكر ذلك د.حامد عمار في معرض تقديمه لكتاب "قيادة المجتمع نحو التغيير". وعليه؛ تؤكد مؤلفة هذا الكتاب منى جعبوب "إن الأمم التي لا تدرس تجاربها وتحفظها للأجيال القادمة تكرر أخطاءها باستمرار، وتصبح عجلة تقدمها بطيئة جداً حين تتحرك".
ومن جهة أخرى ينبغي أن يؤخذ في الحسبان كذلك عند قراءة التاريخ - خاصة من قبل المشتغلين بالتاريخ والباحثين - كما تذكر إسراء النجار في مقالها المنشور في "نشرة المسار" "إنّ التاريخ ابتلي بمدونين يفتقدون إلى قواعد ومنهجية البحث العلمي التاريخي من لدن نفر دخل صناعة التاريخ وهو لا يملك القدرات التي تؤهله أن يكون مؤرخاً؛ فأغراه الكسب المادي، فصار يُفسّر الأحداث التاريخية على هواه، ويطرح اجتهادته الشخصية وفق انتمائه السياسي لا التاريخي على حساب الأمانة التاريخية. فاصطنع هؤلاء تاريخاً لا صلة له بالحقيقة التاريخية". وطائفة أخرى كتبت إما طمعاً في المراتب والثناء والتزلف للسلطة، أو بدافع أهواء شخصية لبطلان حق وإثبات باطل كما يذكر الريامي.
حدّثني أحد الإخوة العراقيين عمّا آلت إليه العراق جراء الأحداث العصيبة التي مرت بها، وركزّ في موضوعه على نقطة في غاية الأهمية وهي اجتثاث حضارة العراق؛ وذلك بتدمير المتاحف وسرقة الآثار وغيرها من المُمارسات في محاولة لفصل الإنسان العراقي عن حضارته وهذا ما يحدث في بلدان عربية أخرى؛ إلا أنّه أردف أنّ العراق بلد ذو حضارة راسخة وبالتالي مهما حدث سينهض من كبوته يوماً ما. أذكر ذات يوم عندما دخلت لتدريس إحدى الشعب مادة تاريخ عُمان والحضارة الإسلامية في مؤسسة أكاديمية حكومية سألت الطلاب في أول يوم دراسي ما أهمية هذه المادة؟ فلم يجب على هذا السؤال إلا طالبين فقط؛ بل إنّ أغلب الطلاب كان يرى بأنّ هذه المادة عبئاً دراسياً عليهم كما أنّها ليست لها علاقة بتخصصاتهم الدراسية!. 
واستناداً إلى ذلك فإني أخلص إلى نتيجة مفادها أهمية تعليم الناشئة لتاريخ وطنهم والاعتزاز برموزه وبجرعات مُناسبة؛ وذلك من أجل غرس روح الانتماء لديهم، وتوثيق وتمتين العلاقة تجاه الأرض التي ينتمون إليها، وتالياً تحقيق المواطنة الصالحة. ومن خلال الاطلاع على المناهج الدراسية الحالية أرى بأنّها تحتاج إلى مراجعة شاملة لتشريبها تاريخ عُمان وحضارتها وبقدر مُناسب مع مراعاة الحقب الزمنية المختلفة حتى تتكون لدى الطالب صورة ذهنية متكاملة عن تاريخ وطنه؛ مع الأخذ في الحسبان طريقة تقديم المعلومة بأساليب تتناسب مع هذه الأجيال. ولتحقيق هذه الغاية لا مناص من وجود خطة وطنية ذات أهداف استراتيجية، وعمل ممنهج لتتكامل الجهود بين الجهات المسؤولة عن التعليم أولاً منذ المراحل الأولى وحتى الجامعية، إلى جانب الإعلام والجهات المسؤولة عن الثقافة ثانياً، وكذلك المتاحف - مع أهمية كونها متاحف تفاعلية جاذبة لا مجرد مكان لعرض المقتنيات والتحف - وغيرها من الجهات ذات العلاقة بهذا الموضوع.
مع ضرورة الانتباه إلى أنّ هذا الأمر لا يعني أن تتجه البوصلة لصناعة جيل مُخدّر بالماضي يعيش على اجترار أمجاده والتغني بالأسلاف وما حققوه؛ دون النظر إلى حاضره ومستقبله لأنه حتماً سيفوته القطار؛ وإنما يجب أن نضع نصب أعيننا أننا ندرس التاريخ من أجل أن نتكئ على دعامة قوية لفهم الحاضر بشكل أفضل، والانطلاق نحو المستقبل بثقة وعزم.

Tuesday, October 10, 2017

فلك السلامة.. والمحبة

علي بن بدر البوسعيدي
جريدة الرؤية ، 10 اكتوبر 2017
الدول العظيمة دومًا لا تفرط في صلاتها الخارجية وتواصلها الحضاري مع الشعوب الأخرى، خاصة إذا كان مكتوبا على سفر التاريخ، بل تجعل ذلك جزءًا من دبلوماسيتها وتفاعلها المستقبلي مع محيطها الإقليمي والدولي، وهكذا هي عُمان؛ ما فتئت تضع علاقتها بدول الجوار على رأس محاور اهتماماتها ودبلوماسيتها الرسمية والشعبية، وعلاقاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية.
بالأمس القريب، وبناءً على التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- انطلقت سفينة الإسناد السلطانية "فلك السلامة" من ميناء السلطان قابوس، في رحلة إلى بعض دول شرق إفريقيا؛ وتحديدا لزيارة موانئ كل من زنجبار ودار السلام وممباسا، حاملةً معها التحيّة والمحبة والسلام من الشعب العماني إلى إخوانهم في تلك الدول. فعلاقة عُمان بتلك الدول فريدة من نوعها، ولا تقاس بمقاييس المصالح الدولية أو المصالح الظرفيّة الآنيّة بل تُقاس بمقاييس التاريخ والصلات والوشائج التي كانت ولا تزال تمتد عراها بين عمان ودول شرق إفريقيا.
إن ما بين عُمان وشرق إفريقيا من حُسن جوار وعلاقات وطيدة ليس أمرًا وليد اللحظة والتو؛ فالعلاقات بين الجانبين ضاربة بجذورها في عمق التاريخ؛ حيث ترجع بعض المصادر التاريخية بداية الاتصال العماني بالساحل الإفريقي الشرقي إلى حقبة ما قبل الإسلام، وما زالت إفريقيا تدين بالفضل لنشر الإسلام في ربوعها لعمان ورجالها، حين أبحر العمانيون إلى هناك تجارًا ونواخذة ودعاة، وكما قال سماحة الشيخ أحمد الخليلي إن التاجر العُماني حمل إسلامه مع سلعته، فكان تاجرًا وداعية في نفس الوقت.
لقد أقام العمانيون العديد ‏من المراكز التجارية على الساحل الشرقي لإفريقيا، ليس هذا فحسب بل اختلط العرب وتزاوجوا مع القبائل الإفريقية في تلك المناطق، فأضحت الثقافة متقاربة متصاهرة مثلما تقاربت النفوس وتمازجت محبة وسلاما.
ولأنّ البحار كانت على مر العصور وسيطا وناقلا حيًّا بين شعوب السواحل اختار جلالة السلطان بحكمته السديدة ونظرته الثاقبة البحر وفلك السلامة وسيلة لتوصيل رسائل المحبة والسلام لشعوب شرق إفريقيا، وكذلك هدف جلالته من اختيار البحر وفلك السلامة إلى إحياءً الموروث البحري العماني العريق، فقد كان العمانيون يوما ما سادة البحار وربابنتها بقيادة ابن ماجد، ونافذة العرب الحضاريّة المُطلّة على آسيا فجابوا أصقاعها ومجاهل إفريقيا وحتى أمريكا البعيدة رسل سلام وهداية ومحبة للإنسانية جمعاء.
أدام الله عزَّ عمان وحفظ سلطانها

Tuesday, October 3, 2017

مصارع الأسد "بوانا سيمبا".. البطل صالح بن حمود السناوي .

بقلم : عبدالله بن حمد الغيثي

اذَا كَشَـفَ الـزَّمَـانُ لَكَ القِنَـاعَا
وَمَدَّ إِلَيْـكَ صَـرْفُ الدَّهْـرِ بَـاعَا
فَـلاَ تَـخْشَـى المَنِيَّــةَ وَالتَقِيْـهَا
وَدَافِـعْ مَا اسْتَطَـعْتَ لَهَـا دِفَـاعَا

للبطولة رجال .. وعنهم كل كلمات المجد تقال .. رجال بل هم أبطال . .فقد شقوا طريقهم دون عناء   فيغترفون من بوتقة الزمن . .كل الأحزان والآهات والشجون   ..
ليخطوا بآلامهم ودمائهم الطاهرة كل المحن رجال عشقوا الوطن .. فعشق الوطن ريحهم . .وسار على خطاهم السالكون .. كنت اراه يمشي على اقدامه في طريقه الى بيته في منطقة سيح العافية عجوزا في هيئته ، ولكن ملامحه تدل على قوته وهيبته ، انظر الى وجهه وكأني انظر الى ليث قوي خرج من معركة شرسة قاتل فيها بنفسه وخرج منها بطلا منتصرا على خصومه كل ما يوحي من ملامحه تعكس عظمة تاريخ وكفاح ابطال تراه بمصره الكبير على رأسه كانه "لبدة" (شعر حول العنق)وعيون لامعتان وجسم قوي .. يبادلك بابتسامة تملاء محياه مرحبا بك فتسعد بلقياه ..

 فالشجاعة الفائقة التي لا يتصف بها إلا قليل من البشر وللبطولة ركائز لا تخفى على أحد، أولها فيض الحيوية، ورسوخ العقيدة، بوصفها القوة التي تهيمن على الفكر والمشاعر والعزيمة، وتحمي الفرد عند الملمات، وتمده بطاقة على الصبر، وتملأه بالاطمئنان وقت القلق، والثقة وقت الاضطراب، وتجعل العظائم تصغر في عينيه، ما دامت باطلا، والصغائر تكبر في نفسه ما دامت حقا ولا بطولة من دون شجاعة ، لأنها عدة البطل في الحرب وسلاحه، ولأنها في السلم القوة الدافعة إلى الاعتصام بالعقيدة، والصدع بكلمة الحق، والتنديد بمفاسد المجتمع وشرور الحكام .كان "رحمه الله" ليس وحشا كاسرا، قاسي القلب، متبلد المشاعر، بل هو إنسان عطوف، طيب القلب، رقيق المعاملة، وهذا لا يتناقض مع شجاعته ومضاء عزمه. وهذا ما كان يظهره لأبناء قريتة ولجيرانه واحفاده فصفاته اكتسبها من الأسد كحيوان يتمتع بالعديد من السمات النبيلة كالشجاعة وعدم المبالاة بالأهوال، وجسارة القلب ومواجهة العدو مهما كانت قوته وحجمه. وأيضاً يتسم بالعطف والحنان على صغاره حتى أنك تتعجب إذا علمت أنه رحيم بفرائسه فهو لا يعذبها قبل قتلها كالنمر ولا يهلكها كالفهد لكنه سرعان ما ينهي حياتها،ومن يتصور أن البطولة خالية من الرحمة، فإنه خاطئ أو مغرض، يتوهم أن البطولة تدمير وتخريب وإفساد وغطرسة، وينسى أن الأبطال في تاريخ الإنسانية قد عرفوا الرحمة والعطف والوفاء والضعف أمام المواقف الإنسانية ،فالبطولة مرتبطة بالأخلاق ارتباطا شديدا

تذكرني بطولته بقصة الأمير بدر بن عمار امير "طبريا"  وقصته مع الأسد  ،كان على فرسه فمر على أسد كان قد تمكن من فريسته للتو فأتلف عليه بدر بن عمار فريسته بسبب حضوره المفاجيء فأفلس الأسد منها فانطلق الأسد إلى بن عمّار فقفز على مؤخرة فرسه فانشغل بن عمار عن سيفه لسرعة الحدث وكان بيده سوطا ضرب به الاسد على وجهه فأوقعه ودار الجيش عليه فقتل الأسد ثم خرج أسد آخر توجه له بن عمار فهرب الأسد من الأسد فامتدحه المتنبي

في قصيدة رائعة :-
اعْدى الزَّمان سخاؤُه فسخـا بِـهِ =ولقد يكونُ بِهِ الزَّمـانُ بـخـيلا
وكأنَّ بَرْقاً في متـونِ غـمـامةٍ= هنديّهُ في كـفّـهِ مـسـلـولا
أمُعفِّر اللّيثِ الهِزَبْرِ بـسَـوطِـهِ=لمن ادَّخرْتَ الصّارمَ المصقـولا
وردٌ إذا وردَ البُـحـيرة شـاربـاً=وردَ الفـراتَ زئيرُه والـنـيلا
مُتخضّبٌ بدمِ الـفـوارسِ لابـسٌ=في غيْلِهِ من لِـبْـدَتـيْه غـيلا
ما قوبلَـتْ عـينـاهُ إلاَّ ظُـنَّـتـا=تحتَ الدُّجَى نارَ الفريقِ حُلـولا

فاذا كان الأمير ابن عمار ضرب الأسد بسوطه فالوالد صالح بن حمود السناوي صارعه مصارعة الرجال وجها لوجه مع اختلاف الجنس والنوع والوزن، حيوان قوته في جسده واسد قوته في عقله، اسد وزنه لا يتجاوز سبعون كيلو جرام وحيوان وزنه 250كيلو جرام .
منذ طفولته يصرع اقرانه ويبارزهم فينتصر عليهم وهبه الله قوة في الجسد سخرها في الدفاع عن نفسه ومجتمعه ، كان محط اعجاب من قروم قومه وكأنهم يعدوه لمبارزة الوحوش في البراري والاعداء في الحروب والنوازل ، يكبر وتكبر عنده الآمال والطموحات

 إِذَا اعْتَـادَ الفَتَـى خَـوْضَ المَنَايَـا..فَأَهْـوَنُ مَا يَمُـرُّ بِـهِ الوُحُـولُ

ومما يجدر ذكره عن شجاعته، هي قصة صراعه مع الأسد حيث أنهم كانوا مستضافين عند الوالد الوجيه علي بن خالد السناوي في بلدة "مكانكة" بجمهورية بوروندي، وقد ذهب الوالد علي  ومعه الوالد الضرغام صالح بن حمود السناوي  وبرفقتهم ثلاثة من الرجال  في سيارة "بيك آب" خضراء ملك لأحد اصحابه من بلدة المضيرب بولاية القابل والذي كان يقودها الوالد صالح بنفسه ،ذهبوا والشجاعة لباسهم وهم يعلمون خطورة الاحراش وغابات السفانا والادغال والسهول الخضراء ويعرفون مخاطر الاسود والسباع الضارية ولكنهم اعتادوا على زئيرها فأصواتها بالنسبة لهم تبهج النفس لإحساسهم بانها قريبة منهم فهي مرادهم فالأسود لا تخاف الاسود ، وكان كعادته عندما يخرج في أفريقيا يحمل معه بندقيتين بندقية "أبو كسر" لصيد الطيور وبندقية أخرى "أبو خمس" لصيد الظباء، وعندما وصلوا إلى مجرى الماء بقرب البلدة المسمى بالمحلية "متوني" رأى الأسد من خلال عيونه المشعة في الظلام ينظر اليهم وكانه على موعد معهم حيث يعتبر الأسد من أقوى الحيوانات وأكثرها شجاعةً، فهو الوحيد الذي استطاع فرض هيمنته على جميع الحيوانات الموجودة في الغابة، لما يتمتع به من قوة وضراوة  ،لذا فقد حاز على لقب ملك الغابة، بالإضافة إلى قوته الجسدية الكبيرة وسرعته العالية في الانقضاض على فرائسه، فمن أكثر الحيوانات المفضّلة لدى الأسود هي الغزلان والحمر الوحشية.،صوب بندقيته البلجيكية نحو الأسد ثم أطلق عليه النار من السيارة، فأصابته ولكن لم يمت ،  وبما أن الوقت كان ليلا فقد واصلوا مشوارهم إلى بلدة "مكينكا" وعند العودة في النهار نزلوا ليقتفوا أثر الأسد الذي ضربوه، وكان  الوالد صالح في مقدمتهم، وبندقيته البلجكية على كتفه، وكان لسان حاله يقول

مَشَيْنا مِشْيَةَ اللَّيْثِ *** غَدَا واللَّيْثُ غَضْبَانُ

بِضَرْبٍ فِيهِ تَوْهِينٌ *** وَتَخْضِيعُ وإقْرَانُ

تقول (الكونسته دوديتو)الجبناء يهربون من الخطر والخطر يفر من وجه الشجعان

وما أن رآهم الأسد حتى انقض عليه مطوقاً بيديه على عنق الوالد صالح، لخنقه لافاً برجليه على بطنه، فالهندسة الجسدية لدى الأسد محكمة التصميم، فالأسد ذو قوة عنيفة له جبروت متفرد بها، فهو عبارة عن كتله عضلية متحركةتظهر قوته من حجم قبضة يده المعكوفة القوية العريضة الممتلئة عظاماً وعضلاً والتي تخفي مخالب قوية طويلة تنغرس في اللحم كالمقصلة، فكأنما تشكلت يده لسبب واحد وهو الفتك وتهشيم العظام ، ولكن  الوالد صالح تمكن بما أوتي من قوة أن يدفع الأسد عن جسده  بدون تدخل من كان بصحبته وصارعه مصارعة الرجال يتقلبان وكأنهما في معركة او في وسط حلبة مصارعة فغلب عليه " بخر الاسد" من فمه لقوة هيجانه فمسك الو الد صالح فكي الاسد بقوة وجسارة حتى كسارها ،ثم صوب بندقيته على الفور وأطلق على الأسد النار وأرداه قتيلا. وما ان قتله حتى وقع صريعا من كثر ما اصابه من تعب واعياء وعراك، وقد تأثر من جروح تلك المخالب واللطمات التي أصابته من الأسد، تأثر بتلك الجروح لدرجة انها أفقدته الوعي وبإصابات في جميع أنحاء جسمه، وأبرزها في رقبته فبقي في المستشفى ستة شهور لعلاج ما اصابه من جروح ، يقول  "جورج برنارد شو " عشُ يَوْمٍ واحد كالأسد خَيْرٌ من عيش مئة سنة كالنعامة .. لهذا فضل ان يكون اسدا يقاتل اسد ليعيشها يوما واحدا عيشة الأسود الاحرار مما حدى بالحكومة البلجيكية المستعمرة لبوروندي بمنحه بندقية صيد بلجيكية (تعرف في عمان تفق أبو خمس)

واصبح من ذلك اليوم يعرف عندهم  ببوانا سيمبا" مصارع الأسد سواء في بروندي وحتى بعد رجوعه الى عمان .. بقي الاسد في عمان بهيبته يختال بعنفوانه ، رمزا للقوة والشموخ كم من الامهات من تذكر اسمه لدى اطفالها لهيبته او لتحفيزهم ليكونوا مثله في الشجاعة والاقدام  وعادة العرب الفخر بخصالهم وامجادهم  .. ولكن بوانا سيمبا من افضى لجماعته الشرف ونبل الخصال

ما بقومي شرفت بل شرفوا بي ..وبنفسي ارتفعت لا بجدودي

عاش في قرية سيح العافية يتمنى ان يرجع شبابه ويعود للغابات والاحراش لمقابلة الاسود ولكن اسدنا توفاه الله على فراش الموت مرددا قول حسان بن ثابت

يا نفس إِلا تقتلي تموتي.. هذا حمام الموت قد لقيت

وما تمنيت فقد أُعطيت..وإِن تأخرت فقد شقيت

رحم الله تلك الاجساد التي عاشت ابية تكافح من اجل خير البشرية وسمعتها ضاربة اروع الامثال في الشجاعة والنخوة .. رحمك الله يا "بوانا سيمبا" .. رحمك الله يا مصارع الاسد .. رحمك الله ايها الجد الكبير صالح بن حمود السناوي 

Sunday, September 24, 2017

The Zanzibar Uprising 1964 - Are the Arabs African Citizens or Settlers?


Khartoum — Academic Researcher Dr. Abdallah Ali Ibrahim discusses in this book the background of the gruesome massacre that occurred during the Zanzibar Uprising of 1964 against the Arabs.
The writer has sought to, intellectually, refute the misconception that the Arabs are invaders in Africa or just a collection of settlers who should be wiped out of the Continent. He says his aim is to lay the groundwork for brighter Afro-Arab relations.
From the outset, the author appears very reserved about calling what had happened in Zanzibar a revolution or an uprising. He charges that the incidents that resulted in the ouster of Zanzibar's Sultan Jamshid Bin Abdallah Al Said- a Moslem of Arab origin - cannot be called a national Zanzibari revolution, as it was instigated and led by a Ugandan man with the name John Okello who led a group of East African mainlanders. Further, the stakeholders within the Zanzibari opposition elements had no knowledge about what was really happening. Consequently, the right name that should be given to those incidents should be 'invasion' not 'uprising or revolution'.
The author identifies the mastermind of those events - John Okello - as a homeless Ugandan who crossed into Zanzibar from Kenya in 1959 in search of a living.
Okello had dropped from grade 4 -elementary school- following the death of his parents. He then pursued a number of occupations in the East African Region, finally settling down in Kenya which was, then, rife with the Mau Mau uprising against British rule.
Okello had witnessed the Mau Mau violence. He happened to spend a night at the home of an Arab man who hosted him very well and when it was bedtime, the man asked him not snore, calling him abid (slave). Ever since, Okello continued to dream that he was going to become the liberator of Africans from Western colonization and Arab serfdom. He travelled to Zanzibar, which he considered a God-given land rushed upon by the Portuguese and the Arabs, with British backing. He entertained the belief that the Britons may leave, but the Arabs, who claim the land to be theirs until the day of judgement, would stay behind.
In Zanzibar Okello first joined the Afro-Shirazi party of Sheikh Abeid Karume that opposed the dominant position of the Arabs in the Islands of Zanzibar and Pemba. Okello's speeches denouncing British imperialism, the South Asians from the Indian Sub-continent and the Arabs who dominated the political life of the Sultanate of Zanzibar, won him a following amongst the African population of the Sultanate. He, in particular, continued to speak about slavery and accounted for awesome aspects of the practice. Okello then formed an armed group of volunteers from East African mainlanders and instigated them to take revenge on the Arabs by killing them, expropriating their properties and dislodging them from the area.
The African literature, in particular that written by Tanzanian mainland writers, had tended to deny the massacre claiming it to be no more than an Arab fabrication.
But Okello had kept a round-the-clock record of Arab victims of the massacre which he embodied in his book "The Zanzibar Revolution". Historians had estimated that "Arab Holocaust " victims at 5000-11000. The historians conclude that, as a result of the massacre, the Arab population of Zanzibar had dropped from 50000 in 1963 to 12000-15000. The rest were killed, forced to leave or simply fled.
No Zanzibari African could have done what Okello did for the simple reason that the Island's African dwellers had intermingled with the Arabs, spoke Swahili and embraced Islam, while Okello and his men had no bonds of religion or intermarriage with the Zanzibari ethnic Africans. The core issue during those incidents was ethnic, rather than national, however. While Okello represented pure Africanism, the Sultan of Zanzibar was more Zanzibari than him (Okello).
But what Okello had done - as a claimed liberator of the Africans- had backfired. For, after 50 days of his access to the leadership, he rolled down from the helms and became unwanted, not only in Zanzibar, but also in Kenya, Uganda and Tanganyika. The country's police took him from one custody to another. In their turn, the Zanzibar nationals strived to erase his name from the revolution's records, describing him as a coward and as an opportunist. They also ridiculed his self-proclaimed Field Marshall title for, they argued, Zanzibar had no army in the first place.
The memorials, through which the Westerners had strived to keep the history of slavery in living memory the best they could, was also among the instigating factors for the massacre. As an example, the Church of Zanzibar was built in 1870 on a 19th Century slave market, to keep the hate of Arabs in the hearts of the local population. The Westerners also erected a big portrait at the Makerere University that represented what they called the humanity of the Christian missionaries whom they said had come to Africa to liberate its people from Arab slavery.
The author, however, agrees with writer Jonathan Glassman that the historical ethnic memory does not, all by itself, lead to genocide, as genocide is a result of strenuous work on the part of the concerned group or state. As a proof of this, the author says the massacre against the ethnic Arabs had stopped once Okello was removed from the political stage, while the memory of slavery continued to persist.
The Zanzibar massacre was a bitter fruit of the strong differences among the Sultanate citizens (before independence) on what citizenship should be and on who should rule and on what basis. These differences had awakened the ethnic memories because politicians had exploited the fears of the past in order to win. In this respect the Zanzibari national party had focused on the Islamic Zanzibari nationhood in a bid to isolate the mainland Africans, while their adversaries continued to hammer on the idea that the Arabs were alien to Africa.
Still fear looms that a new catastrophe may occur 50 years after the 1964 massacre because the Zanzibari identity problems unleashed by the massacre are still in place: The ruling Revolution Party of Tanzania had lost its grounds in Zanzibar in the most. The party had had a contender for popular support in the unified Christian front. As a result, the two parties' conflict materialized a visible ethnic content. Ethnic Arab voters vote for the unified front, whereas their mainland adversaries vote for the revolution party. The revolution party accuses its foes as being representative of the interests of the Arabs who wish to reclaim the Sultanate and establish an Islamic republic. On their part, the front party accuse their adversaries of being a party of the mainland African Christians.
In conclusion, the author suggests what he calls the pillars of a strategy for removing the hurdles that face the Afro-Arab relations. Of these pillars, he says, is to bear in mind that Zanzibar still maintains its Arab-Islamic gains and did not lose its old roots to the genocide.
Part of that strategy is also to tighten the intellectual pressure against the notion of negritude that denies Africa's historical mix which has become part of the Continent's cultural and demographic fabric, irrespective of the historical sins committed against either a historical or contemporary sector. An example of this was when Okello assumed the role of the genuine Christian emancipator, forgetting the fact that Christianity was not an indigenous African religion. Okello, by assuming the role of the Christian emancipator, had departed from Africa's traditional faith and started to kill people as aliens to Africa, though these people and their culture were present in Africa centuries before the advent of Christianity.
Moreover, Africa could be said to have become a white continent by the acceptance in South Africa of 6 million eligible white citizens as a result of the policies of the African National Congress Party that made no mention of ethnicity during its long history of struggle against the apartheid.
The author also blames advocates of negritude for not just shedding the blood of non-ethnic Africans, but also for turning a blind eye on the mass killing of Tutsi's in Rwanda that occurred along ethnic lines and under the pretext that they (the Tutsi) were Ethiopian immigrants to the Central African nation. And, in addition, a presidential candidate was denied the right to contend for the presidency because he was considered a foreigner like what happened to Kenneth Kaunda, the founder of the state of Zambia. Here, the word foreigner meant a non-national and not just a Negro.
Another pillar of Ibrahim's strategy is to free the concept of Arabism and Islam from its missionary implications. That is because Arabism and Islam are African without the need to mention their original roots. That is a fact the author said he did not discern well until when Henry Gates visited the City of Timbuktu in Mali, West Africa, and was alarmed to see the deterioration of the treasure of books and libraries in that heritage City. The film Gates had shot about those treasures had struck a chord of alarm with the international academics who collected funds to rescue that "African" heritage.
The book was published in 2016 as part of the series "kitabat naqdiyya fi al-fikr waltareekh (critical studies in thought and history), published by the author himself, who is viewed as an outstanding Sudanese thinker, historian, writer and academic. Ibrahim is also an honorary lecturer on history of Africa and Islam in the American Missouri University. He has enriched the Sudanese and the World library with a lot of valuable books. He is also a regular writer in the Sudanese press, tackling various intellectual, historical, social, and political issues.
http://allafrica.com/stories/201606151122.html

Tuesday, August 15, 2017

زنجبار في عهد السيد سعيد بن سلطان

زنجبار في عهد السيد سعيد بن سلطان ج(1)، برنامج من التاريخ العماني
إذاعة سلطنة عمان
14/8/2017
https://www.youtube.com/watch?v=iwuhEfrndE0

زنجبار في عهد السيد سعيد بن سلطان ج(2) برنامج من التاريخ العماني
https://www.youtube.com/watch?v=Y3skZ8Hq2ac

زنجبار في عهد السيد سعيد بن سلطان ج(3) برنامج من التاريخ العماني
https://www.youtube.com/watch?v=zglOGtOEWPI

Friday, August 4, 2017

قراءة في "رحلة أبي الحارث" للشيخ الأديب محمد بن علي بن خميس البرواني

محمد بن سليمان الحضرمي
جريدة عمان 

صدر للباحث العماني د. محمد بن ناصر المحروقي بحثا بعنوان (حول أدب الرحلة في زنجبار، “البحث عن أمة واحدة”: قراءة في “رحلة أبي الحارث”، للشيخ الأديب محمد بن علي بن خميس البرواني (ت: 1953)، صدر البحث ضمن إصدارات مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، والتي تصدر عن المجلس، وهي مجلة علمية محكمة، تصدر عن مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت، وفيه يقدم د. المحروقي تحليلا للرحلة التي قام بها الشيخ محمد بن علي بن خميس البرواني، وصدرت في كتاب بعنوان (رحلة أبي الحارث)، طبعت أول مرة في زنجبار عام 1915م.
في تحليله يبرز الباحث ثراء كتابات أدب الرحلة في زنجبار في العصر الحديث، واستقصاء العوامل السياسية والثقافية التي تدخل في تشكيل منظومة ذلك الثراء، ويشير الباحث إلى أن ظهور المطبعة السلطانية في عهد السيد برغش بن سعيد بن سلطان البوسعيدي (ت: 1888م)، قادت إلى نشاط صحفي، وظهور أول صحيفة عربية عمانية في زنجبار، سميت بصحيفة “النجاح”، وذلك في عام 1911م، ثم تبعتها صحف أخرى كالفلق والنهضة وغيرها.
ويؤكد في سياق بحثه أن السلطان حمود بن محمد بن سعيد البوسعيدي، سار على الخطى نفسها، في تشجيع حركة الطباعة والصحافة، وحقق هذا السلطان علاقات جيدة مع رواد حركة الإصلاح العربي، أمثال محمد رشيد رضا، وجرجي زيدان، مما أدت إلى توطيد العلاقة الثقافية بين مثقفي زنجبار ورواد حركة الإصلاح.
وفي هذا سياق الانفتاح الثقافي، وانتعاش حركة النشر، صدر في أدب الرحلات كتب أخرى، من أمثال “الدر المنظوم في ذكر المحاسن والرسوم”، للسيد حمود بن محمد البوسعيدي، وبحسب المحروقي فإن البرواني صاحب رحلة أبي الحارث، سعى إلى تقديم أنموذج للحداثة التي على زنجبار أن تسلكها في بحثها عن هويتها، مما يمكن تسميته بـ”الأمة الإسلامية”، أو “الأمة الواحدة”.
قسم الباحث بحثه إلى أربعة فصول، تتلخص حول ما أسماه بالنهضة المرتقبة، والذي يؤكد فيه أن رحلة أبي الحارث تتموضع ضمن سياق أسئلة النهضة المرتقبة في زنجبار، إشارة منه إلى وجود خطاب نهضوي متعدد الأصوات، يجمع بين الإسلامي والقومي والعلماني، ينشغل بالبحث عن نهضة زنجبار، إلا أن ثورة 1964م، والتي أطاحت بآخر سلطان من أصل عربي، وهو السلطان جمشيد بن عبدالله بن خليفة بن حارب البوسعيدي (لا يزال على قيد الحياة)، وضعت نهاية لذلك التطلع، بعد أن قامت حكومة وطنية في زنجبار، سعت إلى محو السمة الإسلامية.

الدور الإصلاحي للمطبعة السلطانية
وفي فصل تحدث فيه عن دور المطبعة السلطانية في زنجبار ودورها الإصلاحي الريادي، وهو حديث يقود إلى الانجازات التي أدخلها السلطان برغش بن سعيد بن سلطان (1870م – 1888م)، حيث شهدت زنجبار في عهده إصلاحات عديدة تتعلق بالبنى الخدمية الأساسية، من بين أعماله إدخال الكهرباء، وتوصيل الماء العذب إلى جزيرة زنجبار، وتعبيد الطرق، وبناء بيت العجائب، وهو أول بيت من ثلاثة أدوار، مزود بمصعد كهربائي في شرق افريقيا.
وأما أعماله السيد برغش بن سعيد الثقافية، فأبرزها إنشاء المطبعة السلطانية والتي عنيت بطبع الكتب الدينية والأدبية، وأسهمت في ظهور الصحافة العربية في زنجبار، منذ مطلع القرن العشرين.
وتتبعا للظروف التي دفعت السلطان برغش بن سعيد لشراء مطبعة، فقد بزغت فكرتها في ذهنه لأول مرة عندما زار السلطان أوروبا، سنة 1875م، وفي طريقه توقف في القاهرة، وشاهد المطابع العربية، واشترى مطبعتين، الأولى يعتقد أنه اشتراها من انجلترا عام 1875م، وابتدأ العمل بها سنة 1879م، والثانية اشتراها من الآباء اليسوعيين في لبنان سنة 1884م، واستقدم معها طاقما للعمل، وكانت المطبعة السلطانية تطبع الأوامر السلطانية والكتب الدينية والأدبية، ولاحقا أصبحت تطبع الصحف باللغات العربية والإنجليزية والسواحلية.
ويؤكد الباحث المحروقي أنه من العوامل الأخرى التي ساعدت على ولادة الصحافة العربية في زنجبار، ذلك التفاعل الإيجابي النشط، الذي كان بين رواد الصحافة العربية الأوائل في القاهرة وبيروت والأستانة والإسكندرية وباريس ولندن، وبين السلطانين: حمود بن محمد بن سعيد (1896م – 1902م)، وابنه علي بن حمود (1902م – 1919م)، هذا ويحتفظ أرشيف زنجبار بالكثير من المراسلات التي كانت تجري بين رواد الصحافة العربية وهذين السلطانيين.

دعم الصحافة العربية
من جانب آخر كان سلاطين زنجبار يدعمون الصحافة العربية في نشأتها من بينها الراوي والمرصاد والفضيلة، والمنار، والهلال، وغيرها، وتكشف الوثائق عن وجود مراسلات بين محمد رشيد رضا، حيث يكتب رسالة إلى سلطان زنجبار، بتاريخ 5/10/1901م، يعرف فيها السلطان برسالة صحيفة المنار التي أسسها منذ أربع سنين، (زمن كتابة الرسالة)، ويطلب فيها الدعم المادي، ورسالة ثانية من صاحب المنار لسلطان زنجبار، يعرفه بمشروع جديد له، وهو تأسيس جمعية العلم والإرشاد بالأستانة، ويطلب فيها دعم السلطان أيضا.
كما يكتب الأديب جرجي زيدان محرر الهلال، للسلطان حمود، ففي رسالة مؤرخة بتاريخ 30 أكتوبر 1899م، يشير فيها إلى تسلمه مبلغ ستة جنيهات عن اشتراك السنة السابعة، ويذكر أنه يريد أن يخص بنشر الأخبار السلطانية،  ويسبق غيره من الصحفيين، وهناك ثلاث رسائل أخرى من جرجي زيدان للسلطانيين حمود وعلي.
ويؤكد الباحث المحروقي أن الصحف العربية التي كانت تصل إلى زنجبار، عبر اشتراكات السلاطين، كانت تلقى طريقها إلى صفوة المجتمع من العلماء والشعراء، وأبرزه هؤلاء الشاعر الكبير وأول محرر لصحيفة عربية، أبومسلم ناصر بن سالم الرواحي (ت: 1920م)، والذي أنشأ صحيفة النجاح في عام 1911م.

ازدهار النثر الفني
وفي فصل يتناول أدب الرحلة في زنجبار، يؤكد الباحث د. محمد المحروقي أن ازدهار الحركة الثقافية في القرن العشرين، وتكون شريحة من القراء أدى إلى ازدهار “النثر الفني” المتصل بأدب الرحلة، وتحضر الكتب التالية، شاهدا على ذلك النشاط الذي لحق هذا الجنس الأدبي الجميل، فإلى جانب “رحلة أبي الحارث البرواني” تمت طباعة كتاب “الدر المنظوم” للسيد زاهر بن سعيد ورتبه لويس صابونجي، و”رحلة عظمة السلطان المطاع خليفة بن حارب إلى أوروبا، لحضور تتويج صاحب الجلالة جورج السادس ملك بريطانيا العظمى”، لسعيد بن علي المغيري، حيث نشرت ملحقا مع  كتابه الشهير “جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار”.
وهي رحلات رسمية وذاتية، من ضمنها رحلة أبي الحارث، ومن دوافع كتابتها هو التعرف على حياة المسلمين الآخرين في المدن الإسلامية، ونقلها عبر الكتابات الأدبية، إلى القارئ المسلم في زنجبار، وفي الشرق الإفريقي عامة، على اعتبار أن زنجبار هي مصدر  الإشعاع  الديني والثقافي في تلك البقعة من الأرض.
ويتناول الباحث في فصل خاص بالشيخ الرحالة محمد البرواني فكره الإصلاحي المعتدل، حيث كان ذات شخصية منفتحة، ومتطلعة، ولا تقنع بالسائد والمألوف، فقد بدأ عندما بلغ الخمسين من العمر، بتعلم اللغة الانجليزية، رغبة في الاطلاع على الفكر والأدب الإنجليزي اطلاعا مباشرا، مدفوعا إلى ذلك بميوله الأدبية وإرادته القوية، وثمة سبب آخر يكمن وراء تلك الرغبة في تعلم اللغة الإنجليزية، هو إعطاء المثال العماني على ما ينبغي أن يكون عليه الموقف من الغرب.
ويضيف المحروقي أن الشيخ البرواني ارتبط بعلاقة جيدة مع الشاعر الكبير ناصر بن سالم بن عديم الرواحي، ففي إحدى المناسبات يكتب أبو الحارث أبيات في عيادة أبي مسلم، مهنئا إياه بالشفاء، من مرض أصابه، وإعجاب أبي مسلم بموهبة أبي الحارث الأدبية، يظهر في تقريضه لهذه الرحلة حيث كتب: إن رحلتكم حبة من فريد الجوهر، تناولتها الثريا لتجعلها ثامنة سبعتها، أو حبة في عنقودها، أو فصا لخاتم كفها، أو واسطة لعقدها، فإن لم يكن ذا فرحلتكم قطعة من النور، دلت على مكان نبوغكم في الكتابة، ثم أتبعها بقصيدة من نظمه يقول فيها:
تجول في بساط الأرض شيئا..
لتنظر صنعة الملك البديع
فلم تك صخرة جبلت فقرت..
فلست إلى المسير بمستطيع
من جانب فإن هذه الرحلة كما يقول الباحث الدكتور المحروقي: إنها طبعت في مطابع النجاح، مما يشير إلى تبني أبي مسلم لهذا العلم، تبنيا تاما.

مسار الرحلة البروانية
أما عن رحلة أبي الحارث، فقد وصفها الباحث المحروقي بالأمة الواحدة، حيث انطلقت من زنجبار صبيحة يوم الجمعة 17/4/1914م، على الباخرة الألمانية المسماة “جتريدورمن”، وذلك للاطلاع على بلدان العالم الإسلامي، ولذلك فهي من نوع السياحة الفكرية، وفي هذه الرحلة سافر البرواني إلى مصر، وبلاد الشام، حيث انطلقت من زنجبار، واتجهت إلى تانجة، ثم ممباسا، وعدن، والسويس، وبورسعيد، والقاهرة، وبيروت، ودمشق، ويافا، ثم العودة إلى بور سعيد، والقاهرة، وجيبوتي، وعدن وممباسا وحتى وصلت إلى زنجبار، حيث غطت مساحة واسعة، من المدن الواقعة في المحيط الهندي، إلى جانب زيارته للقاهرة ولبنان وبلاد الشام، واستغرت ستة أشهر إلا خمسة أيام، ويحرص في رحلته ذكر وسائل التنقل التي استخدمها، لإبراز التقدم الذي وصل إليه العالم في مجال المواصلات.
وفي سرده الوصفي للرحلة يتحدث البرواني عن مظاهر التاريخ الإسلامي، في مدينة الفسطاط، ويذكر عدد مساجدها والتي تصل إلى 36 ألف مسجد، وثمانية آلاف شارع، وأحب في القاهرة خدمة المطاعم والبائعات الافرنجيات في الدكاكين، والمتنزهات، وصيف جسر قصر النيل، وقراءة القرآن قبل صلاة الجمعة، وقصور مصر الجديدة، وكرم عرب الريف. كما أبدى امتعاضا ببعض المشاهد في مصر، من بينها عادات النساء في المآتم، وتلحين القرآن، وتقديس جامع المتولي، وغيرها من المشاهدات التي سردها في رحلته، ويثني على أهل الريف المصري كثيرا، فيصفهم بأنهم أهل الكرم واللطف، ولين الجانب، والاحتفاء بالغريب. ويصف الحرم الشريف في مدينة القدمس، حيث يقول: بعد وصولي الفندق، خرجت قاصدا إلى الحرم الشريف، ولما انتهيت إليه دخلت من أحد أبوابه، فانتهيت إلى مساحة عظيمة، وهي ساحة الحرم، من جانب أخر يستفيد البرواني من وصف بعض الجغرافيين، كوصف ابن جبير لمدينة مدشق.

أسئلة النهضة العربية
يقول د. محمد المحروقي محللا شخصية البرواني الثقافية: لمس بشكل غير مباشر سؤالا من اهم أسئلة النهضة العربية الحديثة، المتصلة بالموقف من الغرب، فشخصيته اتسمت بالمرونة والانفتاح على الآخر، مما انعكس على موقفه من الغرب، ذلك الموقف الذي يقضي بالاستفادة من منجزات الغرب، دون التخلي عن القيم الإسلامية، ودون الابتعاد عن روح الإسلام.
ولد الشيخ الرحلة محمد بن علي بن خميس البرواني في زنجبار سنة 1295هـ/ 1878م، في أسرة متعلمة تعمل في التجارة، كما هي عادة الكثير من العمانيين في شرق افريقيا، وكان والده من علماء زنجبار المشهود لهم في مجال النحو والعروض، كما كان شاعرا مقربا من السلطان برغش بن سعيد، وكان والده ينظم مدائح في هذا السلطان، واشتغل الشيخ علي بالتجارة، وكان من الأثرياء المعروفين، كما عمل بالتعليم، وكانت له مكتبة زاخرة بالكتب الأدبية والدينية، أسهمت في توجيه الولد وجهة أدبية، مستفيدا من نهمه في قراءة الأدب الرفيع، وتوفي الشيخ محمد البرواني بمنزله في زنجبار، يوم الثلاثاء الموافق 21/7/1953م، عن عمر يناهز 76عاما، وترك عدة مؤلفات، من بينها مقامات أبي الحارث، ومجموعة من القصائد الشعرية.

الصراع العماني البرتغالي على ممباسا في إفريقيا

أثير
9-8-2014

Thursday, July 20, 2017

رحلة السفينة سلطانة إلى لندن

د.سليمان المحذوري
جريدة الوطن،ملحق أشرعة، 16 يوليو 2017
ارتبط اسم السفينة “سلطانة” أو “السلطاني” بالرحلة الشهيرة إلى نيويورك وهي تحمل على متنها أحمد بن نعمان الكعبي عام 1840م مبعوثاً خاصاً للسّيد سعيد بن سلطان في مهمة دبلوماسية وتجارية في آن واحد. بيد أنّ هناك رحلة أخرى مماثلة لا تقلّ أهمية من وجهة نظري عن الرحلة المُومأ إليها آنفاً رغم أنّها لم تحظ بالاهتمام والرصد من قبل الباحثين؛ وأقصد هنا رحلة سلطانة إلى مدينة لندن عام 1842م، وهي تحمل علي بن ناصر أحد أقرباء السّيد سعيد، والذي شغل منصب والي ممباسا خلال مناسبتين الأولى خلال 1837-1845م، ثم في فترة لاحقة خلال 1870-1872 في عهد السلطان برغش، وقد رافقه محمد بن خميس الذي كان يدرس الملاحة واللغات في لندن آنذاك ثم أصبح لاحقاً عام 1850م رباناً في الأسطول العُماني. و الباحث عن مادة علمية حول هذه الرحلة لا يجد إلا النزر اليسير وبعض المتفرقات هنا وهناك لا تُغني ولا تُسمن من جوع. غير أنّ هذا لا يمنع البتّة من محاولة تسليط الضوء ولفت الانتباه إلى رحلات بحرية لسفن عُمانية عديدة لا زالت تنتظر من يفتش عنها، ويبحث عن أبطالها علّه بذلك يُسجل سبقاً بحثياً يُساهم في سدّ بعض الفجوات ـ وما أكثرها ـ في تاريخنا البحري.
وتعدّ السفينة سلطانة إحدى دعائم أسطول السيّد سعيد بن سلطان سلطان عُمان وزنجبار التي بُنيت في مدينة بومباي في حوض مازاجون لبناء السفن سنة 1833م بحمولة تبلغ 312 طن على الطراز الأوروبي مع ادخال تعديلات عليها على الطابع العُماني بأشرعة مربعة تحملها ثلاثة صواري، وقد زودت بـ 14 مدفعاً.
ولا يُعرف كثيرا عن رحلة هذه السفينة إلى لندن إذ لم يجر تدوين يوميات عن الرحلة. وقد ظهرت صورة للسفينة في مجلة أخبار لندن المصورة Illustrated London News في عدد 18 يونيو في نفس السنة التي زارت فيها لندن عام 1842م وهي تفرغ حمولتها من هدايا السيد سعيد للملكة فكتويا. بيد أنّ هذه الرحلة كانت دبلوماسية بامتياز؛ لأن سفيرها علي بن ناصر حمل رسائل إلى اللورد أبردين والملكة فكتوريا، كما زُود بتعليمات لمطالبة الحكومة البريطانية بتعديل سياستها بشأن تقييد تجارة عُمان. وقد أجرى علي بن ناصر سلسلة من المباحثات مع اللورد أبردين اتسمت بصعوبة التفاهم الأمر الذي يفسر لنا عدم رضا السيد سعيد عن النتائج الدبلوماسية التي حققتها البعثة.
أبحرت سلطانة من زنجبار بتاريخ 11 فبراير عام 1842م متجهة إلى لندن، ووصلت جزيرة سانت هيلانة Saint Helena – المستعمرة البريطانية في المحيط الأطلسي منذ منتصف القرن السابع عشر ـ في 8 ابريل؛ حيث حظي علي بن ناصر ورفاقه باستقبال رسمي من قبل حاكم الجزيرة، وبعد أربعة أيام غادرت البعثة ووصلت لندن في 12 يونيو حيث كان في استقبال علي بن ناصر البرفسور سير تشالز فوريز الرئيس الفخري لجامعة أبردين، وعضو حزب المحافظين في البرلمان، وشغل كذلك منصب رئيس أول بيت تجاري بريطاني في بومباي. وقد أمرت الحكومة البريطانية بأن تُجرى اصلاحات للسفينة على نفقتها.
وبتاريخ 29 يونيو قابل علي بن ناصر الملكة فكتوريا التي أعربت عن سرورها لرؤيته ثانية. ومن نافلة القول الإشارة إلى أنّ علي بن ناصر كان قد زار لندن عام 1838م وقابل الملكة حينذاك، ولعل أبرز النتائج التي تحققت من تلك الزيارة توقيع معاهدة التجارة والصداقة بين عُمان وبريطانيا عام 1839م، وعلى إثرها تمّ تعيين اتكنس هامرتون كأول قنصل بريطاني في زنجبار أواخر عام 1841م.
وقد عادت سلطانة إلى زنجبار بدون تفاصيل تذكر عن رحلتها وكانت نهايه السفينة بتحطمها في إحدى رحلات العودة من الهند في منتصف القرن التاسع عشر. وربما أنّ رحلة سلطانة إلى لندن لم تحقق نتائج تجارية ودبلوماسية كبيرة مع بريطانيا؛ إلا أنّها في تقديري تُعتبر ذات أهمية خاصّة من حيث إنّ هذه الرحلة كان على رأسها والي من ولاة السيد سعيد على منطقة مهمة من ساحل إفريقيا الشرقي وهي ممباسا. كما أنّ السيّد سعيد بعث بهدايا للملكة البريطانية “فيكتوريا” مثل أربعة خيول عربية، وعقود من اللؤلؤ والزمرد، وشالان، وعطر ورد أسوة بالهدايا التي بعثها للرئيس الأميركي “مارتن فان بورين” في الرحلة السابقة لهذه السفينة عام 1840م إلى نيويورك.
كما لا يفوتني أن أذكر أنّ عُمان ارتبطت بعلاقات وطيدة مع الإنجليز منذ زمن طويل، وجاءت الرحلة في خضم التنافس الدولي على ممتلكات السيد سعيد الإفريقية بين فرنسا وأميركا والمانيا لكسب ود السيد سعيد؛ وبالتالي تُعتبر الرحلة خطوة جريئة في تدعيم علاقة السيد سعيد مع بريطانيا خاصّة وأنّ المصالح البريطانية كان يغلب عليها الطابع السياسي أكثر من التجاري.
ختاماً يُمكن القول إنّ مثل هذه الرحلات البحرية الطويلة التي وصلت إلى موانئ بعيدة تُعد علامة فارقة في تاريخ عُمان البحري، كما ترمز وبوضوح إلى دور الدبلوماسية العُمانية في فترة مبكرة، علاوة على المساهمة الفاعلة في نشاط التجارة العالمية البحرية. حيث استطاعت السفن العُمانية الوصول إلى موانئ أوروبية وأميركية منذ زمن مبكر؛ وهذا يدل دلالة واضحة على المهارة الملاحية التي كان يمتلكها البحارة العُمانيون؛ إلى جانب تمتين العلاقات التجارية والدبلوماسية مع دول متعددة ومختلفة، وتجسير التواصل الحضاري والثقافي مع الشعوب الأخرى متخذين من مياه المحيط الهندي مطية لتبادل المنافع، ونقل تراث وحضارة الإنسان العُماني.
ولا ريب أنّ مثل هذه الرحلات تتطلب مزيداً من البحث والتقصي، وبالتالي الخروج بعمل توثيقي احترافي يصل بهذه الرحلات البحرية العًمانية إلى العالمية، ولعل الندوة التي أقامتها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في ديسمبر 2014 حول رحلة السفينة سلطانة إلى نيويورك تُعد مثالاً لا يُمكن تجاوزه للخروج برؤية مُناسبة بشأن انتاج فيلم توثيقي حول الرحلة وإن كنا لم نر النتائج بعد.

المراجع:
• وزارة التراث والثقافة. عُمان وتاريخها البحري، ط2 ، وزارة التراث والثقافة ، 2002م.
• مجلة نزوى، العدد 22، ابريل 2000م.

Monday, July 10, 2017

استرداد الجنسية".. ذاكرة وطن

حمود الطوقي
جريدة الرؤية
 الإثنين 10 يوليو 2017 
عد 40 عاما، استعاد 11 فردا من عائلة واحدة عُمانية تنتمي إلى قبيلة المحاريق، جنسيتهم العُمانية، بعد كِفَاح طويل من أجل محاولة تصحيح وضعهم بالطرق القانونية، والخروج من مأزق تجذَّروا فيه، لتأكيد الانتماء إلى الوطن، وأنصف العائلة صدور المرسوم السلطاني رقم (29/2017) والمنشور في الجريدة الرسمية العدد رقم 1200.. فأخيرا، حُقَّ لهذه العائلة أن تحتفل بعودة انتمائها إلى تراب الوطن؛ حيث كافحت طوال 4 عقود على الرغم من الشُّقَّة التي رافقت مسيرة تأكيد الانتماء هذه، منذ الجد، مُرورا بالابن والأخوات والبنات.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا عندما يتوافر ما يثبت الأهلية في استعادة الجنسية العُمانية، يُرافق ذلك إجراءات مُعقَّدة وعادة تشكيكية من الجهات الرسمية؟
في نموذج العائلة المحروقية مثال لا ينبغي التغاضي عنه، وهو يفتح ملفا مسكوتا عنه وتناولا إعلاميا بشكل أو بآخر على مدار السنوات الماضية، فيما يخصُّ الوجود العُماني في شرق إفريقيا ودول البحيرات العظمى. فالعُمانيون هناك، حنينهم إلى التراب العُماني لا يتوقف ولا ينفك يتجدَّد، وليس أمامهم سوى البحث عن بوادر الأمل، وأغلبهم صاروا "بدون" في هذه الدول، ولم يعد أمامهم سوى الانصياع لأمرين، إما متابعة الكفاح والنضال من أجل استعادة الجنسية، أو العمل في تلك البلدان بحسب استعداداتهم المهنية بروح عُمانية وثابة.
من الناحية العددية، يمكن لتلك الأرقام العُمانية المهملة في المهجر القسري الإفريقي أن تزيد من الكثافة العُمانية هنا في الوطن، بما لا يدع مجالا للشك في أن وجودهم سيكون مهما ومثمرا على الصعيد الاجتماعي، والدماء واحدة على كل حال.
أمَّا من الناحية الاقتصادية، فإنَّ مهنيَّة العُمانيين في المهجر القسري الإفريقي ستكون ذات فائدة كبيرة على المستوى المهني، على المستويات الزراعية والصناعية واليدوية، وسيكون ذلك مُعِينا للحِرَاك الاقتصادي المحلي.
ومن حيث حركة رأس المال، فكثيرٌ من العُمانيين القاطنين في شرق إفريقيا أو دول البحيرات العظمى لديهم تجارات مختلفة؛ فماذا إنْ تمَّ تسخير تلك الأموال وضخها في المجتمع الاقتصادي المحلي؟! ألن يكون ذلك مجديا بدلا من تدويرها في دول أخرى؟
من ناحية أخرى، لقد باتَ العلم، في ظل غياب الوثيقة التي تثبت الأصول والانتماءات، أو التشكيك فيما تبقى منها، فيصلا لا محيد عنه ولا مناص منه، فمن يُرِد إثبات نسبه ومكانه يُمكنه اللجوء إليه، من خلال فحص الـDNA. لكن على الرغم من موثوقيته العلمية، إلا أنه غير مفعَّل على مُستوى تحقيق رغبات العُمانيين والعُمانيات في العودة لموطنهم الأصلي عُمان، وبات الكفاح من أجل تحقيق ذلك بمثابة حفر في صخر جلمد، على الرغم من وضوح الرؤية في المكاسب التي يمكن تحقيقها من وراء إعادة الحنسية العُمانية لمن أذهبهم البحث عن لقمة العيش وتحسين المستوى المعيشي إلى الدول الإفريقية.
ولعلَّ ما لم ترصده وسائل الإعلامية عن إمكانية ضياع الهوية العُمانية في القارة السمراء، هو الزواج بالإكراه بين النساء العُمانيات والرجال الأفارقة، والسبب يعود إلى ضرورة وجود تأشيرة إقامة لاستمرارية العيش، وهذا الإجراء يمكن أن يجعل الهوية العُمانية تتلاشى؛ إذ سيصبح الانتماء والجنسية إفريقية بامتياز، وهذا سيشكل خطورة في المستقبل. وهذا النوع النفعي من الزواج منتشر بكثرة، ناهيك عن كثير من النماذج العُمانية، رجالا ونساء على حدٍّ سواء، كان حُلم الدفن في التربة العُمانية بمثابة وصيّة يوصون ويوصين بها، ولكن تلك الوصايا لا يتم تنفيذها، ليتم الإقبار والدفن في المهجر القسري، مع أنَّ هذا بمثابة مطلب إنساني، يجعل المرء يرغب في السكينة والراحة حيث انتمائه، ولكن لا تشاء الأفكار أن تتحقق.. سيظل هذا الملف مفتوحا ولن يتنازل من يشعر بانتمائه لتراب عُمان عن أن يكون ضريحه بالقرب من أجداده.
وإذا كانتْ قد حدثت حالات بسيطة حصل بمقتضاها على الجنسية العُمانية من لا يستحقها، باستخدام أساليب احتيالية، وتقديم شهادات غير صحيحة؛ فهل يكون التصدي لمثل هذه الاحتمالات، التي لا يمكن تعميمها، بشرعنة التعقيدات التي تحجب أصحاب الحق عن العودة إلى نسيج المجتمع؟
وفي هذا السياق، نقترح تشكيل لجنة وطنية تضمُّ مُمثلين من الجهات ذات الاختصاص، ومن ثم تنتقل إلى المشرق الإفريقي لحصر المطالبين باسترداد الجنسية، ودراسة طلباتهم دراسة جدية ومُعمَّقة؛ بنية وضع حل لها. وفي تقديري، أنَّ استعادة هذه الفئة وضمَّها إلى النسيج الوطني لن يشكل عبئاً ماليًّا على الدولة -كما يظن البعض- وإنما هو في الغالب الأعم مكسب للدولة اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.
نترك الإجابة للسلطة المختصة التي لا نشك في رجاحة عقلها، ورؤيتها الشمولية لهذا الملف الشائك. ويبقى طرق الأبواب قائما والأمل معقودا.

Sunday, July 9, 2017

الحضارة العمانية بشرق إفريقيا

سعيد بن خلفان النعماني
لقاء مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان

Saturday, June 10, 2017

أزمة ساحل البنادر الصومالي بين سلطنة زنجبار وايطاليا (1888-1889م)

أحمد بن خلفان الشبلي
قلعة التاريخ: العدد 5 يونيو 2017
بعد حوالي شهر ونصف من تولي السلطان خليفة بن سعيد مقاليد الحكم في سلطنة زنجبار , وبالتحديد في الخامس عشر من مايو عام 1888 م , بعث ( فليوناردي ) القنصل الإيطالي بزنجبار , وبرسالة توبيخ إلى السلطان خليفة , يلومه فيها على تعمده عدم الرد على رسالة ملك إيطاليا ( فيكتور عمانويل ) التي بعث بها إليه[1]. وقد طـالب لتصـحيح هذا الخطأ أن تتنازل سلطنة زنجبار عن مدينة كسمايو الواقعة على ساحل البنادر الصومالي لصالح الحكومة الإيطالية , وقد أفهم ( فليوناردي ) السلطان خليفة أن بريطـانيا وألـمانيا سـتؤيدان هذا الطلب [2].
أصاب هذا الموقف السلطان خليفة بن سعيد بالحزن الشديد , وقد طلب من الجنرال ( ماثيوس ) أن يبلغ القنصل الإيطالي , أنه لم يتعمد اهمال رسالة ملك إيطاليا , وهو يأسف لهذا التأخير الذي حدث بسبب  وصول الرسالة في شهر رمضان , الذي تتباطأ  فيه معظم الأعمال الرسمية  , وأنه لم يتمكن بعد من الاطلاع عليها [3]. إلا أن القنصل الإيطالي أصر على موقفه , وفي 6 / 6 / 1888 م , أبلغ قناصل كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا أنه أنزل علمه من على القنصلية الإيطالية , وقطع علاقته بسلطنة زنجبار [4].
وعلى الرغم من أن الخطوة التي أتخذها السفير الإيطالي تبدو لحظية , إلا أن إيطاليا كانت مهتمة بساحل البنادر منذ مدة طويلة , حيث كانت تهدف  من خلال السيطرة على ساحل البنادر للضغط على الحبشة لإدخالها قسرا في دائرة نفوذها وتحت حمايتها [5]. لذا أرسلت حملة استكشافية على متن السفينة الحربية ( بارباريجو ) بقيادة الكابتن ( تشكي ) , إلى مصب نهر جوبا , وذلك للوصول إلى آخر نقطة صالحة للملاحة يمكن الوصول إليها فيه . وكتابة تقرير عن أحوال الناس وحركة التجارة وإمكانية استغلال المنطقة لصالح إيطاليا [6]. ويبدو أن البعثة لم تحقق أي معلومات من شأنها دفع إيطاليا نحو احتلال المنطقة حينها , فاكتفت بعقد معاهدة تجارية مع السلطان برغش بن سعيد في مايو من عام 1885م[7], حصلت بموجبها على امتيازات تجـارية مع حرية التنقل في أرجاء السلطنة [8]
ولزيادة الضغط على السلطان خليفة بن سعيد للتنازل , طلب ( فليوناردي ) في اجتماع مع السلطان وبشكل صريح ومباشر أن يتنازل له عن كسمايو , من دون قيد أو شرط , وعندما رفض السلطان خليفة هذا الطلب , قام ( فليوناردي ) في اليوم التالي بإنزال العلم الإيطالي من على بناية القنصلية الإيطالية , وقطع العلاقات مع سلطان زنجبار [9], وهو ما كان يعني قطع العلاقات الدبلوماسية مع سلطنة زنجبار , تمهيدا للقيام بعمل عسكري [10].
وعلى الرغم من الضغوط التي مارسها القنصل الإيطالي على السلطان خليفة للتنازل عن كسمايو إلا أنه لم يلتفت إلى هذا المطلب[11]. حيث أن السلطان خليفة قد حصل على تطمينات من جانب الألمان والبريطانيين , تضمنت تعهدهما بعرقلة مشروع استيلاء إيطاليا على ساحل البنادر[12]. وهذا ما أكده القنصل الفرنسي في زنجبار ( أم . لاكو ) ( M . Lacaus )  في رسالته الموجهة لوزارة الخارجية في باريس بتاريخ 10 / 6 / 1888 م [13].

ــ موقف بريطانيا وألمانيا من رغبة إيطاليا الاستيلاء على ساحل البنادر :

لم يكن التصرف الذي قام به القنصل الإيطالي ( فليوناردي ) , للاستيلاء على ساحل البنادر ليرضي الألمان والبريطانيين على الأقل في ذلك الوقت , حيث لم يمضي وقت طويل على استيلاء الدولتين على مساحات واسعة من أراض سلطنة زنجبار , ولا تزال تداعيات ذلك مستمر , متمثلة في الغضب الشعبي الذي بدأ يجتاح البر الأفريقي من السلطنة والذي سيطر عليه الألمان , حيث كانت البداية بالامتعاض الذي انتاب العرب والأفارقة من سكان السلطنة نتيجة الممارسات الألمانية , والتي تسببت فيما بعد بنشوب ثورة ضدهم بقيادة سالم بن بشير الحارثي , بدءا من أغسطس عام 1888 م [14].
وقد اعلنت كلا من بريطانيا وألمانيا في 11 / 6 / 1888 م , عدم تأييدهما للمطالب الإيطالية . بل أن المستشار الألماني بسمارك[15], أعلن صراحة أنه لن يسمح لإيطاليا باستخدام القوة العسكرية ضد سلطنة زنجبار[16]. كما أمر في الوقت نفسه قنصله في زنجبار بتوجيه إنذار إلى القنصل الإيطالي لوقف هذا الابتزاز ضد السلطان خليفة[17].
وفي ذات الوقت وعلى الرغم من المعرضة الشديدة التي أبداها الألمان ضد رغبة الإيطاليين التوسع في ساحل البنادر , والتي هددت فيها باستخدام القوة ضد التوسع الإيطالي , فإن المعارضة التي أبداها الإنجليز ضد رغبة التوسع الإيطالي في ساحل البنادر كانت أقل حدة من الألمان , بل أنها كانت أكثر دبلوماسية في التعاطي مع الأمر . حيث سعت بريطانيا لاستغلال الموقف وحاجة إيطاليا للسيطرة على ساحل البنادر , لتشكيل حلف بريطاني إيطالي للحد من توسع ألمانيا والفرنسي في شرق أفريقيا , كما أن بريطانيا كانت بحاجة إلى حليف أوروبي يدعم احتـلالها لمـصر[18]. وقد ظهرت بوادر هذا التحالف في إعلان رئيس جمعية شرق أفريقيا ( وليم ماكنون ) [19], في 20 / 8 / 1888 م , والذي قال فيه : " إن نشر الحضارة والمدنية في شرقي أفريقيا يحتاج إلى التعاون مع أمة فتية ورثت النشاط والحكمة الرومانية "  [20].
لذا فقد ناورت بريطانيا سياسيا من جديد , لتحقيق مصالحها في منطقة شرق أفريقيا , على حساب سيادة أراض سلطنة زنجبار . وقد أبلغت إيطاليا بضرورة التريث حتى تدخل في مفاوضات مع السلطان خليفة لإقناعه بالتنازل عن ساحل البنادر لإيطاليا[21]. مع إعطائها لضمانات بعدم وقوع منطقة ساحل البنادر بيد دولة أخرى[22]. وفي الوقت نفسه كانت حكومة رئيس الوزراء الإيطالي ( كرسبي ) حريصة على توثيق علاقتها ببريطانيا , وذلك من أجل تنسيق سياستهما في حوض البحر الأبيض المتوسط [23].
 ولإظهار بأن الأزمة قد انتهت بين السلطان خليفة بن سعيد والإيطـاليين , وأن المطالب الإيطالية بالسيطرة على ساحل البنادر بالقوة قد توقفت , حثت  السلطات البريطانية للسلطان خليفة على كتابة رسالة اعتذار لملك إيطاليا , بالإضافة إلى إطلاق وحد وعشرين طلقة ترحيبية بعود العلاقات بين سلطنة زنجبار وإيطاليا [24]. كما أن الأزمة بين إيطاليا والدول الأوروبية في شرق أفريقيا قد انتهت في ديسمبر من عام 1888 م , حيث تم قبول مشاركة إيطاليا كلا من ألمانيا وبريطانيا والبرتغال في فرض حصار على سواحل شرق أفريقيا لقطع الإمدادات عن الثورة التي قامت ضد ألمانيا في البر الأفريقي[25].
وكمكافئة لموقف إيطاليا ورغبة في خلق توازن بين الدول الاستعمارية في ِشرق أفريقيا سعت بريطانيا للضغط على السلطان خليفة بن سعيد لتأجير ساحل البنادر لها أولا , بحيث تقوم فيما بعد بتأجيره لإيطاليا .  وقد وقع السلطان خليفه وفي 31 / 8 / 1889 م , على بنود تأجير ساحل البنادر للشركة البريطانية , على أن تقوم هي بالتنازل عن المنطقة بمعرفتها [26], وبنفس الشروط المتضمنة في عقد الامتياز الممنوح لها أو بأفضل الشروط التي يمكن أن تحصل عليها الشركة من السلطان مستقبلا . وبعد شهرين ونصف تقريبا من ذلك , أي في 18 / 11 / 1889 م , تنازلت الشركة البريطانية بدورها لإيطاليا عن كافة حقوقها وامتيازاتها في موانئ ساحل البنادر باستثناء كسمايو[27].
وقد كرست إيطاليا خلال تلك الفترة وجودها في المنطقة , وهو ما نتج عنه في النهاية الدخول في مفاوضات مباشرة مع السلطان علي بن سعيد لتأجير ساحل البنادر الصومالي للحكومة الإيطالية مقابل ( 160 ) ألف روبية سنويا مكافأة للسلطان . وقد تم التوقيع على الاتفاقية بين الطرفين [28], في  12 / 8 / 1892 م [29].
ولم تكتفي الحكومة الإيطالية بذلك بل عملت على الحصول على تنازل من قبل سلطنة زنجبار عن ساحل البنادر لصالح إيطاليا , ودخلت في مفاوضات مباشرة مع السلطان حمد بن ثويني , وبوساطة بريطانية , تمخضت عن عقد اتفاق في 13 / 1 / 1895 م , تدفع على أساسه إيطاليا مبلغ وقدره ( 144 ) ألف جنيه [30]. مقابل تنازل السلطان عن ساحل البنادر الصومالي والممتد حوالي 1800 كيلوا متر[31]. وبذلك يكون ساحل البنادر قد خرج بشكل نهائي من سلطة سلطنة زنجبار . وقد عملت إيطاليا على فرض سيطرتها المباشرة على الصومال , واعتبرت ساحل البنادر مستعمرة إيطالية في عام 1898 م .



[1] ــ الإسماعيلي , عيسى بن ناصر . زنجبار التكالب الاستعماري وتجارة الرق . دبي , دار الغرير للطباعة والنشر , 2012 م . ص 40 .
[2] ــ العقاد , صلاح , وجمال زكريا قاسم . زنجبار . القاهرة , مكتبة الأنجلو المصرية , ب ت . ص 215 .
[3] ــ الإسماعيلي , عيسى بن ناصر . المرجع السابق . ص 40 .
[4] ــ رسالة من القنصل الفرنسي في زنجبار السيد لاكو ( Mr . Lacaus ) موجهة بتاريخ : 10 / 6 / 1888 م , إلى إدارة الشؤون التجارية والقنصلية بباريس .
[5] ــ قاسم , جمال زكريا . مرجع سابق . ص 321 .
[6] ــ عبار , عبدالقادر , الدولة والقبيلة في الصومال من الاستقلال إلى الحرب الأهلية , تقديم السيد فليفل , مقديشو , مركز الشاهد للبحوث والدراسات الإعلامية , 2013 م..
[7] ــ العقاد , صلاح . وجمال زكريا قاسم . مرجع سابق . ص 215 .
[8] ــ عبار , عبدالقادر . المرجع السابق . ص 70 .
[9] ــ الإسماعيلي , عيسى بن ناصر . المرجع السابق . ص 41 .
[10] ــ قاسم , جمال زكريا . دولة البوسعيد في عمان وشرق أفريقيا  . العين , مركز زايد للتراث والتاريخ , 2000 م. ص 321 .
[11] ــ العقاد , صلاح . وجمال زكريا قاسم . مرجع سابق , ص 215 .
[12] ــ قاسم , جمال زكريا . المرجع السابق , ص 321 .
[13] ــ رسالة موجهة من القنصل الفرنسي ( أم . لاكو ) ( M . Lacaus )  إلى وزارة الخارجية بباريس بتاريخ 10 / 6 / 1888 م . المصدر : الأرشيف الوطني بأبوظبي . ب ر .
[14] ــ الريامي , ناصر بن عبدالله . زنجبار شخصيات وأحداث. مسقط : بيت الغشام , ط 3 , 2016 م , ص 330 ــ 331 . والموسوعة العمانية . مرجع سابق . المجلد : 3 , ص 497 ــ 499 .
[15] ــ العقاد , صلاح , وجمال زكريا قاسم . مرجع سابق . ص 215 .
[16] ــ قاسم , جمال زكريا . مرجع سابق . ص 321 .
[17] ــ الإسماعيلي , عيسى بن ناصر , مرجع سابق , ص 41 .
[18] ــ مصلحي , محي الدين محمد . المخططات الاستعمارية الإيطالية في شرق افريقيا في الفترة ما بين 1914 ــ 1939 م , القاهرة : مجلة الدراسات الأفريقية , العدد : 13 و 14 . 1984 , 1985 . ص 4 .
[19] ــ كانت جمعية شرق أفريقيا  تعنى بمتابعة وتنمية مصالح انجلترا في أفريقيا .
[20] ــ العقاد , صلاح , وجمال زكريا قاسم . مرجع سابق ص 321 .
[21] ــ الإسماعيلي , مرجع سابق , ص 42.
[22] ــ العقاد , صلاح , وجمال زكريا قاسم . المرجع سابق . ص 216 .
[23] ــ نفس المرجع . ص 216 .
[24] ــ رسالة موجهة من القنصل الفرنسي ( أم . لاكو ) ( M . Lacaus )  إلى وزير الخارجية الفرنسي , في 15 / 9 / 1890 م . المصدر : الأرشيف الوطني بأبو ظبي . ب ر .
[25] ــ العقاد , صلاح , وجمال زكريا قاسم . مرجع سابق . ص 216 .
[26] ــ العقاد , صلاح , وجمال زكريا قاسم . مرجع سابق , ص 217 .
[27] ــ كان الاهتمام بالغا بميناء كسمايو باعتباره أفضل الموانئ حينها , بالإضافة إلى أشرافه مباشرة على نهر جوبا الذي كان يأمل منه أن يكون ممرا مائيا يقود إلى داخل القارة ومنطقة الحبشة بالتحديد .
[28] ــ مثل الحكومة الإيطالية قنصلها في زنجبار ( السنيور كوتوني ) بينما مثل الحكومة البريطانية وسلطنة زنجبار القنصل البريطاني ( جيرالد بورتال )
[29] ــ عابر , عبدالقادر , والسيد فليفل . مرجع سابق , ص 74 .
[30] ــ جريدة الفلق : 21 / 4 / 1954 م .
[31] ــ عابر , عبدالقادر , والسيد فليفل . مرجع سابق , ص 74 .