Saturday, December 26, 2015

ثــــــــــــــــورة زنــــجــــبــــار : ثورة البروليتاريا برداء عنصري

سعيد الوزان - عزيز اجهبلي
 
جريدة العلم
18/8/2011
 
 
 
 
 
جانب من المشاهد الدموية التي خلفها التمرد
سلاطين زنجبار



أطاحت ثورة زنجبار سنة 1964 بسلطانها جمشيد بن عبد الله وحكومته المكونة بشكل أساسي من العرب عن طريق الثوار الأفارقة المحليون. والسلطنة المكونة أساسا من عدة جزر هي نموذج للتنوع العرقي، وقد منحتها بريطانيا الاستقلال سنة 1963، ولكن أسفرت سلسلة من نتائج الانتخابات النيابية بإبقاء العرب على سيطرتهم على الحكم كنتيجة الموروث باعتبارها مقاطعة سابقة لسلطنة عمان. فأصاب الإحباط تحالف حزب أفرو شيرازي (ASP) مع حزب الأمة اليساري بسبب التمثيل البرلماني الناقص على الرغم من الفوز بنسبة 54% من الأصوات في انتخابات يوليو 1963، مما حرك جون أوكيلو عضو حزب أفروشيرازي حوالي 600–800 من الثوار صبيحة يوم 12 يناير 1964 في الجزيرة الكبرى أنغوجا، فاحتل مراكز الشرطة واستولى على أسلحتهم، ثم تقدم نحو العاصمة ستون تاون حيث أطاحوا بالسلطان وبحكومته. ثم بدأوا بالاقتصاص من المدنيين العرب والأسيويون في الجزيرة: وقد قدر عدد القتلى المدنيين نتيجة تلك الثورة من عدة مئات إلى 20,000 شخص. فجيء ب كرومي زعيم حزب أفروشيرازي لينصب رئيسا وقائدا للدولة الجديد، ومنح حزب الأمة مواقع في السلطة،وقد أنهت تلك الثورة 200 عام من حكم العرب العمانيون لزنجبار. ويتم كل عام الاحتفال بهذه المناسبة في الجزيرة كذكرى سنوية ويوم عطلة رسمية.


في يوم 12 يناير 1964 ، تعرضت مراكز الشرطة في أنغوجا الجزيرة الكبرى لزنجبار على الساعة الثالثة صباحا لهجوم نفذته مجموعة من المتمردين أغلبهم من الأفارقة ، و الذين لم يكن عددهم يتجاوز 800 رجل مدججين بأسلحة بسيطة ، حيث هاجموا كل مستودعات الشرطة و استولوا على المئات من البنادق الأوتوماتيكية والمدافع الرشاشة ، و قاموا بالسيطرة على المباني الحساسة في العاصمة زنجبار القديمة ، وفي خلال ست ساعات من اندلاع القتال تمكن الثوار من السيطرة على مكتب التلغراف والمباني الحكومية الرئيسية، وأخذوا مهبط الطائرات الوحيد في الجزيرة. وقد فر السلطان جمشيد ومعه رئيس الوزراء محمد شامتي حمادي والوزراء على اليخت السلطاني المسمى سيد خليفة، فقام الثوار بالاستيلاء على قصر السلطان وباقي الممتلكات السلطانية، معلنين حكومة جديدة. و قد خلفت المواجهات حوالي 80 شخصا وجرح 200، أغلبهم من العرب، وذلك خلال 12 ساعة التالية من القتال في الشوارع].
تحرير زنجبار من العرب!

ووفقا لتاريخ زنجبار الرسمي، فقد كان أماني عبيد كرومي زعيم حزب الأفروشيرازي هو المخطط للثورة وقائدها. ولكن في الوقت الذي كان فيه هذا الأخير على البر الأفريقي مع زعيم حزب الأمة المحظور عبد الرحمن محمد بابو، فإن سكرتير الحزب الأوغندي المولد ، والشرطي السابق جون أوكيلو كان قد أرسل كرومى إلى أفريقيا لضمان سلامته ، وقد دخل أوكيلو زنجبار قادما من كينيا سنة 1959، مدعيا بأنه كان برتبة مشير مع المتمردين الكينيين خلال ثورة الماو ماو ‏،مع أنه بالواقع لم تكن لديه أي خبرة عسكرية ،وأكد انه سمع صوتا يأمره كمسيحي أن يحرر شعب زنجبار من العرب، و هكذا قاد أوكيلو جيش الثوار الذين كان أغلبهم أعضاء في اتحاد شبيبة الأفروشيرازي العاطلين عن العمل في 12 يناير. حيث تكهن أحد المعلقين بأنه من المحتمل أن أوكيلو وعصبة الشبيبة هم من خطط لتلك الثورة.
صاحب المزاج المتقلب

أنشأ حزب الأفروشيرازي و حزب الأمة مجلسا ثوريا ليكون بمثابة حكومة انتقالية، حيث يتزعم كرومى المجلس كرئيس للبلاد و يشغل بابو منصب وزير الشؤون الخارجية. و تم تغيير اسم البلد إلى جمهورية زنجبار وبمبا الشعبية، وكانت أول أعمال الحكومة الجديدة هو الطرد النهائي للسلطان وحظر حزبي الوطني وشعب زنجبار وبمبا، ولكي ينأى كرومي بنفسه عن أوكيلو صاحب المزاج المتقلب، فقد أبعده بهدوء عن الساحة السياسية، وإن سمح له بالاحتفاظ بلقب المشير الذي منحه لنفسه. ومع هذا فسرعان ما أخذ الثوار أتباع أوكيلو يقومون بتنفيذ أعمال انتقامية ضد سكان أنغوجا من العرب والآسيويين، حيث نفذوا عمليات اعتداء وقتل والاغتصاب وهاجموا الممتلكات، وطالب أوكيلو في خطبه الإذاعية بقتل وسجن عشرات الآلاف ممن وصفهم بالأعداء والعملاء، وقد اختلفت التقديرات الفعلية لعدد الوفيات اختلافا كبيرا، وقد وثق طاقم فيلم إيطالي قتل الأسرى العرب ودفنهم في مقابر جماعية، حيث تم التصوير من على متن طائرة هليكوبتر لعمل فيلم اسمه «Africa Addio»، وهذا المقطع من الفيلم يضم الوثيقة المرئية الوحيدة المعروفة عن عمليات القتل تلك، وقد فر الكثير من العرب طلبا للأمان إلى عمان، وبأمر من أوكيلو لم يمس أحدا من الرعايا الأوروبيين .
بحلول 3 فبراير عادت الأمور في زنجبار إلى حالتها الطبيعية، وقد لاقى كرومى القبول الواسع من الشعب كرئيس للبلاد ، وأعادت الشرطة تواجدها في الشوارع وفتحت المحلات المنهوبة أبوابها وسلم السكان المدنيون الأسلحة غير المرخصة، وأعلنت الحكومة الثورية أن سجناؤها السياسيون وعددهم 500 سوف يحاكمون في محاكم خاصة. وشكل أوكيلو ميليشيا شبه عسكرية اسمها قوة الحرية العسكرية، يتشكل أغلب أعضاؤها من مؤيديه، حيث قامت بدوريات في الشوارع ونهبت ممتلكات العرب، و قد كان تصرف أنصار أوكيلو وخطابه العنيف ولهجته الأوغندية وديانته المسيحية سببا في نفور الكثير من أهالي زنجبار المسلمين وكذلك الحزب الأفروشيرازي، وبحلول شهر مارس قامت ميليشيا مؤيدة لكرومي وحزب الأمة بنزع سلاح العديد من أتباع أوكيلو. وفي يوم 11 مارس جرد اوكيلو من رتبة مشير، ومنع من دخول زنجبار عند محاولته العودة من رحلة إلى البر الرئيسي. وقد رحل إلى تنجانيقا ثم إلى كينيا ثم عاد بعد ذلك معدما إلى وطنه الأم أوغندا.
ردود الفعل الأجنبية

كانت القوات البريطانية في كينيا على علم بالثورة منذ الساعة 04:45 من صباح يوم 12 يناير، ووضعت على أهبة الاستعداد لمدة 15 دقيقة بناء على طلب من السلطان في احتمال هجوم احترازي على مطار زنجبار، ولكن المندوب السامي البريطاني في زنجبار تيموثي كروستويت نفى وجود اعتداء على الرعايا البريطانيين ونصحهم بعدم التدخل. ونتيجة لذلك خفضت القوات البريطانية في كينيا وضع الاستعداد إلى أربع ساعات من ذلك مساء ذلك اليوم. ولم يوافق كروسثويت على الجلاء الفوري للمواطنين البريطانيين، حيث أصيبت الدوائر الحكومية واقتصاد البلاد بالشلل التام بسبب التعطيل المباغت للعديد من المرافق الحكومية الرئيسية، و قام البريطانيون بتنسيق مع كرومي بوضع جدول زمني لإجلاء منظم لرعاياهم وذلك تجنبا لاحتمال سفك الدماء.
وفي خلال ساعات من قيام الثورة، سمح السفير الأمريكي بخروج المواطنين الأمريكيين من الجزيرة، حيث وصلت مدمرة البحرية الأمريكية مانلي (Manley) يوم 13 يناير، فرست في ميناء زنجبار ولم تسعى الولايات المتحدة لإخلاء رعاياها بطلب الإذن من المجلس الثوري ، مما حدا أن تستقبل السفينة مجموعة من الرجال المدججين بالسلاح، وفي النهاية أعطي الأذن بالإخلاء يوم 15 يناير، واعتبر البريطانيين أن هذه المواجهة قد تكون سببا في كثير النوايا السيئة التالية ضد القوى الغربية في زنجبار.
سفينة هيبي (Hebe) التابعة للبحرية البريطانية

أقرت الولايات المتحدة بعد إجلاء رعاياها يوم 13 يناير بأن زنجبار تخضع للنفوذ البريطاني، لذا فإنها لن تتدخل،ومع ذلك فإنها مافتئت تحث بريطانيا أن تتعاون مع البلدان الأخرى لشرق أفريقيا كي تستعيد النظام، وأول سفينة عسكرية بريطانية ظهرت على الساحة هي الفرقاطة (HMS Owen) التي تحول مسارها من الساحل الكيني حتى وصلت زنجبار مساء يوم 12 يناير، وانضم إليها يوم 15 يناير الفرقاطة ريل (Rhyl) والسفينة هيبي التابعة للأسطول الملكي المساعد. ولأوين ذات التسليح الخفيف القدرة على تنبيه الثوار بوجود قوة بريطانيا العسكرية، وإن كان الأمر مختلف للسفينتين هيبي وريل، ونظرا إلى تقارير غير دقيقة بأن الوضع في زنجبار آخذ في التدهور، فإن السفينة ريل كانت تحمل سرية من الكتيبة الأولى من فوج ستافوردشاير من كينيا حسبما ذكرته على نطاق واسع وسائل الإعلام الكينية، مما سيعوق المفاوضات بريطانيا مع زنجبار، وقد انتهت السفينة هيبي توا من إزالة مخازن من مستودع البحرية في مومباسا حيث كانت محملة بالأسلحة والذخيرة. ومع أن المجلس الثوري لم يكن على علم بحمولة هيبي، إلا أن رفض البحرية الملكية البريطانية السماح بتفتيش السفينة على الشاطئ خلق شكا ساعدته الشائعات بأنها كانت سفينة برمائية هجومية.
لقد تمت عملية إخلاء جزئي للمواطنين البريطانيين في 17 يناير، ولم تكتمل بسبب قيام جيش شرق أفريقيا بأعمال شغب مما دفع بالسفينة ريل إلى تحويل مسارها إلى تنجانيقا حتى تتمكن القوات التي على متنها من قمع التمرد.
ظهرت مخاوف بعد اتحاد تنجانيقا وزنجبار يوم 23 أبريل من قيام حزب الأمة بانقلاب؛ لذا فقد أعد مخطط عملية للتدخل في حال حدوث الانقلاب. ويشترط لتنفيذ تلك العملية قوة كتيبة كاملة مع سيارات استطلاع وتحمل جوا إلى الجزيرة للاستيلاء على المطار وحماية حكومة كرومى، ومع ذلك تم اجتياز خطر التمرد على الوحدة، مما ألغى العملية في يوم 29 أبريل، وإن ظل القلق ساريا من وجود انقلاب، وفي يوم 23 سبتمبر استبدلت خطة جيرالدا بالخطة السابقة والتي تساهم فيها قوات بريطانية من عدن والشرق الأقصى وذلك بالتدخل إذا حاول حزب الأمة الإطاحة بالرئيس جوليوس نيريري في تنزانيا، وتشمل على كتيبة مشاة ووحدة قيادة تكتيكية وعناصر من مشاة البحرية الملكية ينقلون إلى زنجبار لشن هجوم برمائي، بدعم من القوات البريطانية المتابعة من قواعدها الموجودة في كينيا وعدن للحفاظ على القانون والنظام، وفي دجنبر ألغيت خطة جيرالدا و بها أنهيت جميع خطط بريطانيا للتدخل العسكري في البلاد.
نتائج الثورة

من أهم نتائج ثورة زنجبار كانت كسر هيمنة العرب والطبقة الآسيوية الحاكمة التي استمرت لمدة 200 سنة، ومع أن زنجبار اندمجت مع تنجانيقا كوحدة سياسية، إلا أن المجلس الثوري ومجلس النواب قد احتفظا بوجودهما حتى سنة 1992، ويعملان بنظام الحزب الواحد ولهما السلطة في الشؤون المحلية، وتزعم كرومي الحكومة المحلية كرئيس لزنجبار كونه أول من شغل هذا المنصب. واستغلت تلك الحكومة نجاح الثورة لتنفيذ تنظيمات في أنحاء الجزيرة. فمثلا أضحت الخدمات المدنية في زنجبار ذات كادر أفريقي بالكامل، وسحبت الأراضي الزراعية من العرب ووزعت على الأفارقة. إلا أن الحكومة الثورية قد وضعت أيضا إصلاحات اجتماعية مثل الرعاية الصحية المجانية، وفتح نظام التعليم للطلبة الأفارقة الذي كانوا قد شغروا 12٪ من الأماكن في المدارس الثانوية قبل الثورة.
اتهمت حكومة ما بعد الثورة بالوحشية في مراقبة الحريات الشخصية والسفر وممارسة المحسوبية في تعيينات المناصب السياسية والصناعية، وقد بدت الحكومة التنزانية الجديدة عاجزة عن فعل شيء حيال ذلك، فازداد السخط الشعبي وعدم الرضا عن الحكومة حتى وصل ذروته عند اغتيال كرومى يوم 7 أبريل 1972 مما تسبب بقتال لأسابيع بين المناوئين والموالين للحكومة. وفي سنة 1992 بدأت زنجبار أخيرا العمل بنظام التعددية الحزبية، ولكن لا تزال معرضة لاتهامات بمزاعم فساد وتزوير الانتخابات.
لا تزال الثورة تمثل حدثا ذا أهمية للأكاديميين كما هو للزنجباريين، فتحليلات المؤرخين بأن سبب الثورة هو وجود طبقية عنصرية واجتماعية بين السكان، وبعضهم قال أن الثوار الأفارقة مثلوا حالة البروليتاريا تمردت ضد طبقة الحكام والتجار من العرب وجنوب آسيا. بينما شكك آخرون بتلك النظرية قائلين بأنها ثورة عنصرية تفاقمت بسبب التفاوت الاقتصادي بين طبقات هذا المجتمع

http://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=10&ved=0ahUKEwi5isCVsvvJAhVM2xoKHUS-AQ0QFghTMAk&url=http%3A%2F%2Fwww.alalam.ma%2Fdef.asp%3Fcodelangue%3D23%26id_info%3D43393&usg=AFQjCNF7U-4PssP0zZ7FF8mui-HTiCJ6yw&sig2=mfAWqojjWJrh4_CPMktC0A. 

زنجبار مملكة العرب المفقودة

نهاية الرحلة
 
حمد العسكر
 
قبل أن نبدأ الحديث في هذا الجزء من الرحلة كان لا بد من معرفة شيء من تاريخ المنطقة في قليل من السطور التالية.
تكونت جمهورية تنزانيا من اتحاد تنجانيقا وزنجبار، على أثر المذابح الدامية التي وقعت في زنجبار في سنة 1384هـ - 1964م. وتنزانيا اسم لمملكة قديمة قامت بهذه المنطقة، وكانت تنجانيقا وزنجبار القسم الأكبر من سلطة آل بو سعيد الإسلامية في شرقي أفريقيا، وتكالبت عليها القوى الاستعمارية في الربع الأخير من القرن الماضي، فتآمرت بريطانيا وألمانيا وفرنسا على أقسام شرقي أفريقيا فيما بينهم، فوقَّعت كل من بريطانيا وألمانيا معاهدة في سنة 1304هـ - 1886م، لاقتسام المنطقة بينهما، فأخذت ألمانيا تنجانيقا.
    وظلت ألمانيا تسيطر على تنجانيقا حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عندما هزمت، فآلت إلى بريطانيا، وسعت للانتداب عليها من قبل عصبة الأمم المتحدة، وظلت تنجانيقا تخضع لبريطانيا حتى استقلت في سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وثمانين هجرية 1961م.
 
أطاحت ثورة زنجبار المدعومة سياسياً سنة 1964 بسلطانها جمشيد بن عبد الله وحكومته المكونة بشكل أساسي من العرب عن طريق الثوار الأفارقة المحليين. والسلطنة الواقعة شرق تنجانيقا المكونة أساسا من عدة جزر هي نموذج للتنوع العرقي، وقد منحتها بريطانيا الاستقلال سنة 1963، ولكن أسفرت سلسلة من نتائج الانتخابات النيابية بإبقاء العرب على سيطرتهم على الحكم كنتيجة الموروث باعتبارها مقاطعة سابقة لسلطنة عمان. فأصاب الإحباط تحالف حزب أفرو شيرازي (ASP) مع حزب الأمة اليساري بسبب التمثيل البرلماني الناقص على الرغم من الفوز بنسبة 54% من الأصوات في انتخابات يوليو 1963، مما حرك جون أوكيلو عضو حزب أفروشيرازي حوالي 600–800 من الثوار صبيحة يوم 12 يناير 1964 في الجزيرة الكبرى أنغوجا، فاحتل مراكز الشرطة واستولى على أسلحتهم، ثم تقدم نحو العاصمة ستون تاون حيث أطاحوا بالسلطان وبحكومته. ثم بدأوا بالاقتصاص من المدنيين العرب والآسيويون في الجزيرة: وقد قدر عدد القتلى المدنيين نتيجة تلك الثورة من عدة مئات إلى 20,000 شخص. فجيئ بعبيد كرومي زعيم حزب أفروشيرازي فنصب رئيسا وقائدا للدولة الجديد، ومنح حزب الأمة مواقع في السلطة.
نظر الغرب إلى الحكومة الجديدة على أنها شيوعية، وبما أن وضع زنجبار لا يزال تحت النفوذ البريطاني، فقد وضعت الحكومة البريطانية عددا من الخطط للتدخل. لكن الخشية من استيلاء الشيوعيين على السلطة لم يتحقق، وقد تم إخلاء المدنيين البريطانيين والأمريكيين بدون مشاكل، فلم يكن هناك من حاجة لتنفيذ خطط التدخل البريطاني. وفي الوقت نفسه أنشأت قوى الكتلة الشيوعية من الصين وألمانيا الشرقية والإتحاد السوفييتي علاقات ودية مع الحكومة الجديدة عن طريق التعرف على البلد وإرسال المستشارين إليها. وقد ناقش كرومي موضوع اندماج زنجبار مع تنجانيقا، وتكوين دولة جديدة اسمها تنزانيا؛ وقد وصفت وسائل الإعلام المعاصرة لهذا الحدث بأنه محاولة لمنع الشيوعيين من تدمير زنجبار. وقد أنهت تلك الثورة 200 عاماٌ من حكم العرب العمانيين لزنجبار. ويتم كل عام الاحتفال بهذه المناسبة في الجزيرة كذكرى سنوية ويوم عطلة رسمية.
 
مخطط السير العام
 

المسافة بين دار السلام ومدينة ستون تاون عاصمة الجزيرة
 
مخطط سير  الرحلة داخل الجزيرة
 
لماذا أسميت زنجبار مملكة العرب المفقودة ؟
 
لعل أفضل إجابة لهذا السؤال ما ذكره الكاتب على محمود سامي في موقع المسلم بتاريخ 14-10-1430هـ
حيث قال : ( من البلاد التي أصبحت منسية في ذاكرة المسلمين اليوم ، تأتي دولة زنجبار ، والتي لا تزال تدافع عن اسمها العربي ، والوجود الإسلامي بها ، رغم حملات التنصير ، وما يتعرض له سكانها من فقر و استشراق بشكل كبير، حتى أضحت تستصرخ العرب والمسلمين.
     وإذا هذه الديار الواقعة في شرق أفريقيا ، قد أصبحت اليوم تتخذ البعد الأفريقي ، فان حضورها العربي ، لا يزال حاضرا ، وهويتها الإسلامية ، لا تزال باقية ، حيث يعتبر جل سكانها من المسلمين بنسبة تصل إلى 90 % . وعلى الرغم من ذلك ، فإنها تبدو ونتيجة للتحديات السابقة وكأن سكانها من المسلمين هم الأقلية، وما عداهم هم الأغلبية!
هذه البلاد ، ونتيجة للفقر المدقع الذي يعانيه سكانها المسلمون، ويكاد ينخر في أجسادهم ، أصبح أحد العوامل الرئيسة لتغيير الدين، بل والحرب عليه ، بفعل حملات التنصير التي تشهدها البلاد، والتي تتخذ مع تنزانيا حكما فيدراليا، تتمتع فيه الأخيرة ، بكل مقدرات الأولى، فضلا عن استحواذها على النصيب الأكبر من المقاعد السيادية في الحكومة الائتلافية.
وعلى هذا النحو ، يعيش سكان زنجبار من المسلمين في هذه البلاد التي دخلها الإسلام منذ القرن الأول الهجري، وحكمها العرب العمانيون قرابة ألف عام، إلى أن كانت المجزرة ، التي وقعت في العام 1965 ، وكانت بمثابة إسقاط للحكم العربي بها ، ومحو الوجود العماني ، الذي كان يتمتع بسدة الحكم، حتى كانت هذه الحرب على اللون والهوية والديانة ، فراح ضحية هذه المجزرة قرابة 10 آلاف من المسلمين .
      وعلى الرغم من هذه الثورة الدموية بأرض الإسلام ، إلا أنه على الرغم من كل هذه الدماء التي وقعت على أرض الإسلام بزبجبار ، فان الوجود الإسلامي لا يزال حاضرا ، والسمت العربي قائما ، وإن نازعه التنصير ، وإن طارده الاستشراق ، وإن قاومته روح التخلف والجهالة ، بعد انتشار مذاهب كثيرة, منها تخالف أهل السنة والجماعة.
هذه البلاد يعتبرها المؤرخون البوابة الشرقية لأفريقيا، في الوقت الذي يطلق عليها السائحون بستان أفريقيا الشرقية، من جمال طبيعتها، وتمتعها بجزر طبيعية أخاذة ، تبهر العقول، وتلفت إليها الأنظار.
     لذلك كانت حمم التنصير تنهمر عليها ، وبراكين الاستشراق تنهل منها ، للدرجة التي جعلت كثير من الدارسين الأجانب يتخذون من البلاد موطن إقامة لهم ، يدرسون بها ، ويعكفون فيها على دراسة تأريخ هذه البلاد ، وطبيعتها الخلابة، في الوقت الذي كان يرافق ذلك التنصير ، وأدواته الفتاكة.
     ونتيجة للفقر الذي يعانيه أهل هذا البلاد ، وغياب الوعي الديني – إلا من قليل منهم- فكثيرا ما استخدم التنصير معاوله ضد المسلمين، تارة للتلويح بالمال ، فيدفع المسلمات إلى بيع أنفسهن جراء مبالغ زهيدة ، وتارة أخرى يدفع بأدوات استشراقية، مستغلا الفهم المحدود عن الإسلام ، وغياب الوعي لدى أبناء البلاد... ) انتهى.
 
حقيقة ما يسمى استقلال زنجبار 1964

      في عام 21 يناير سنة 1964م أعلن استقلال زنجبار ، ولم يكن أحد يعلم ماذا يخفي هذا الاستقلال تحت عباءته الدنسة فقد قام وزير خارجية ممباسة ( كميونا) بإصدار أمر لتنفيذ مذبحة بشعة يندر حصولها في تاريخ البشر وشاركة في هذا رئيس شرطة زنجبار البريطاني حيث قام بتسريح الضباط الوطنيين العرب ، وأخفى مفاتيح مخازن السلاح ثم تسلل 600 قارب صيد من مدينة دار السلام واستولوا على باخرة أسلحة جزائرية تدعى :ابن خلدون ، كانت مرسلة إلى موزبيق وعند إعلان الاستقلال قام الحزب الافروشيرازي بانقلاب مسلح واستولى على السلطة وخلع السلطان جمشيد بن عبد الله بن خليفة وابتدأت المذبحة التي خططت لها بريطانيا قبل تسع سنوات ( منذ أن بدأت فكرة الأحزاب ) ووقع ما لم يكن في حسبان أحد … لقد قام الأفارقة والشيرازيون( وأكثرهم مسلمون ) بهجوم شعبي شامل على العرب الذين في زنجبار وخلال دقائق أصبح قتل طفل أو شيخ أو امرأة عربية أسهل من التفكير بقتل نملة.....
 
     تولى الحكم بعد هذه المذبحة عبيد كرومي الذي حكم زنجبار ممثلا لاتحاد تنزانيا الذي أعلن بعد هذا الانقلاب وهو مؤلف من كل من زنجبار وتنجانيقا .
     وترى كثير من الدراسات التاريخية أن تاريخ العرب في زنجبار أو زنزبار 

لماذا لم يتدخل الرئيس جمال عبد الناصر ..؟

دنيا الوطن
 
تاريخ النشر : 2010-01-14
 
" 1 "
في مقال سابق لي في الشبيبة بعنوان ( ليبرمان يزورأفريقيا بحذاء غولدا مائير ) تناولت مقالا كتبته يوسي ميلمان في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بتاريخ 7/8/2009 والتي أشار فيها أن القارة السوداء كانت في الستينيات أحد الأهداف الهامة للسياسة الخارجية الإسرائيلية حيث استطاعت إسرائيل أن تمول فيها أنشطة مختلفة مما أتاح لها توطيد الوجود الهام لممثلي الموساد في أرجاء القارة السوداء الذين خطوا خطواتهم الأولى عبر القارة حتى أصبحوا فيما بعد قادة للجهاز في إسرائيل وذكرمنهم على سبيل المثال دافيد كيمحي ورؤوفين مرحاف وناحوم أدموني
وقال يوسي ميلمان في مقاله ذلك إن الاعتبارالأمني كان مبررا لعناصر الموساد والمستشارين العسكريين في الجيش الاسرائيلي للتدخل في الشؤون الداخلية للأنظمة الافريقية حيث ترددت من خلال تقارير مختلفة أسماء ضباط الموساد كمتورطين في انقلابين على الأقل في كل من زنجبار وأوغندا وهما الإنقلابان اللذان أطاحا بالوجود العماني في الشرق الأفريقي وبنظام الرئيس الأوغندي المسلم عيدي أمين
إن هذه الإشارات الآن حول الدور الإسرائيلي في انقلابين وقعا في زنجبار وأوغندا تطرح تساؤلات كثيرة للمهتمين بالقارة الأفريقية وبالتاريخ العماني هناك ولعل أبرز سؤال مطروح خاصة من العمانيين هو لماذا لم يتدخل الرئيس جمال عبد الناصر ضد الإنقلابيين في زنجبار والذي حدث في مثل هذا اليوم 12/1/ 1964 ولماذا لم يتدخل لإيقاف المجزرة ضد العمانيين مما قد يفسر أنه كان موافقا عليها ، وفي حقيقة الأمر فإن كلاما كثيرا قيل في هذا الموضوع ومن حق الضحايا وأبنائهم أن يوجهوا الاتهامات كما فعل أحد الأصدقاء في جلسة عشاء عندما قال لي إنني أكره جمال عبد الناصر خاصة عندما علمت أنه وقف ضد العمانيين في انقلاب زنجبار ، لذا فمن حق الناس أن يعرفوا إجابة لذلك السؤال وهو لماذا لم يتدخل الرئيس جمال عبد الناصر ؟! وما حقيقة التدخل الإسرائيلي في ذلك الانقلاب ؟!
" 2 "
التحليل الأخير للقضية برمتها يشير إلى أن القيادة المصرية أخطأت التقدير في قضية الإنقلاب في زنجبار لأن القارة الأفريقية كانت ولا تزال تشكل أهمية استراتيجية في السياسة الإسرائيلية طوال ال62 عاما من إنشاء الكيان الصهيوني باعتبار أفريقيا تشكل عمقا أمنيا واستراتيجيا للوطن العربي ، وقد وقف الرئيس جمال عبد الناصر بالمرصاد ضد السياسات الإسرائيلية في أفريقيا واستطاع أن يوقف التغلغل الإسرائيلي في القارة بمواقفه الداعمة لحركات التحرر الأفريقية ولمواقفه المناهضة للإستعمار خاصة البريطاني وضيّق الخناق على إسرائيل في كل مكان اتباعا لسياسته المبنية على الدوائر الثلاث المصرية والعربية والأفريقية إلا أن الرئيس عبد الناصر في قضية زنجبار بالذات نجده وقد وقف ضد سياسته تلك بعد أن أثبتت الوثائق الآن أن إسرائيل طبقت السياسة نفسها بدعمها الإنقلابيين بهدف التضييق على مصر التي كانت على علاقة جيدة بحكومة زنجبار ، والمفارقة الآن أن إسرائيل هي التي تضيق الخناق على مصر وتتبع السياسة نفسها التي اتبعتها مصر في السابق ضدها
إن خطأ القيادة المصرية في قضية زنجبار يبدو واضحا فيما كتبه الأستاذ محمد فائق وهو مهندس العلاقات المصرية الأفريقية في كتابه ( عبد الناصر والثورة الأفريقية ) حيث يقول إن أجهزة الإعلام الغربية صورت الثورة أنها مقتل أمة عربية بل قال عنها الكثيرون إنها مذبحة المسلمين في زنجبار وكان الأمر أبعد ما يكون عن ذلك فجميع السكان من المسلمين وبالتالي لا يمكن لهذه الثورة أن تكون ضد المسلمين ولكنها في حقيقة الأمر كانت ثورة اجتماعية ، ثورة ضد السلطان والطبقة الحاكمة التي تراكمت في يدها ثروة البلاد وكانت هذه الطبقة التي قامت ضدها الثورة تتكون في معظمها من العرب فالسلطان من أصل عربي منذ بسطت عمان في عهد أسرة اليعاربة سيطرتها على الجزيرة أوائل الثلاثينيات من القرن الثامن عشر بعد أن خلصتها من الحكم البرتغالي وأن سيطرة القلة الحاكمة التي كانت تزهو بأصلها العربي من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهور الأفروشيرازية كانتماء وأصل جذب الأغلبية العظمى لمواجهة هذه القلة
ويقول محمد فائق رغم إدراك القاهرة للأبعاد الإجتماعية لثورة زنجبار منذ البداية إلا أنها كانت قلقة خشية أن تتجاوز الثورة هذه الأبعاد فتتحول إلى كراهية واضطهاد تنتقل من الجزيرة إلى الساحل الأفريقي ضد كل ما هو عربي خاصة أن معظم إذاعات الدول العربية كانت قد بدأت حملة من الهجوم الشديد على الثورة في الوقت الذي كانت المشاعر الأفريقية في دول الساحل تؤيدها وتباركها لذا رأى الرئيس عبد الناصر - كما يقول مستشاره للشؤون الأفريقية محمد فائق - رأى أن اعتراف مصر السريع بثورة زنجبار من شأنه أن يضع حدا لعمليات القتل والإضطهاد ضد العناصر القديمة في زنجبار كما أنه يعطي فرصة للثورة لكي تؤكد بُعدها الإجتماعي وتكشف عنه فتعمل على وقف حملة الكراهية ضد العرب
والأستاذ محمد فائق لا يكتفي بتقديم مبرر تأييد القيادة المصرية للثورة بل يقول إن من نتائج ثورة زنجباراتحاد الجزيرة مع تنجانيكا في دولة جديدة هي تنزانيا حيث أيدت مصر هذا الاتحاد الذي رأى فيه البعض اختفاء دولة عربية إسلامية فيما كان رأينا أن الاتحاد سيعمل على زيادة نفوذ المسلمين في شرق أفريقيا لأن تعداد المسلمين في تنجانيكا يفوق تعدادهم في زنجبار كلها ولكن تأثيرهم كان محدودا لتخلف مستواهم الثقافي ، وهكذا بعد أن كان الإسلام في منطقة شرق أفريقيا محصورا في دويلات صغيرة لم يتعد عدد سكانها المليون نسمة تحيطها دول تتربص بها وتخشى نفوذها الإسلامي في المنطقة حيث تنتشر الأقليات المسلمة أصبح تأثير الإسلام ونفوذه عظيما في دولة أكبر تعدادا قادرة بدورها على التأثير في منطقتها وفي أفريقيا كلها وقد انعكس ذلك بالتالي على العلاقة الوثيقة التي نشأت بعد ذلك بين الرئيس عبد الناصر والرئيس جوليوس نيريري رئيس تنزانيا وتوثقت الروابط بين البلدين إلى حد بعيد
إن المبررات التي قدمها الأستاذ محمد فائق لتأييد مصر للثورة في زنجبار غير مقنعة لكنه مع ذلك يذكر عبارة غريبة في نهاية حديثه عن زنجبار إذ يقول هكذا نجد أن ثورة زنجبار كانت ثورة في صالح الإسلام والمسلمين وفي صالح العرب وأصبح لهذه الثورة تأثير عظيم في الدولة الجديدة !!
" 3 "
في كتابه ( زنجبار – شخصيات وأحداث ) تناول ناصر بن عبد الله الريامي مصلحة بريطانيا في سقوط الحكم العماني في زنجبار كما تناول أيضا التدخل الإسرائيلي في دعم الإنقلابيين وقدم معلومات قيمة حول ذلك وهي المعلومات التي أشار إليها الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان في مقاله المشار إليه كما أن ناصر فند بعض الآراء التي قالها الأستاذ محمد فائق سواء في كتابه عن عبد الناصر والثورة الأفريقية أو في لقائه معه في القاهرة وهو يعد لمادة كتابه زنجبار – شخصيات وأحداث ، وقد سأل محمد فايق ناصر الريامي كم كان عدد العمانيين في زنجبار ، 50 ألفا ؟ فهل كان لنا أن نضحي بمصالحنا كلها في القارة في سبيل 50 ألف شخص فقط ؟ وبما الطبعة الثانية من كتاب زنجبار شخصيات وأحداث قد صدرت وهي موجودة الآن في المكتبات وبما أن مقالي لا يتسع لسرد تحليله حول الواقعة سأكتفي بأفكار رئيسية فقط حيث يذكر ناصر الريامي في كتابه ص 448 أن المراقب لمجمل الظروف والأحوال التي مرت بها القارة الأفريقية في تلك الفترة سيخرج بخلاصة مؤداها أن عبد الناصر ما كان في وضع يسمح له بالتدخل ، ويستخلص هذا مما قاله محمد فايق من أنه كانت هناك محاولة استعمارية خبيثة لإبعاد عرب أفريقيا ومصر تحديدا عن أي نوع من التضامن أو الوحدة الأفريقية ومن ذلك برزت فكرة تقسيم القارة بواسطة الصحراء ليصبح شمالها عربيا وجنوبها أفريقيا ، وبفشل هذه المحاولة برزت فكرة العنصرية العربية الأفريقية كمرتع خصب لتشويه صورة العرب في القارة وإثارة الكراهية ضدهم ، وعلى كل حال كما يقول فائق فإن أي تدخل مصري لإنقاذ الحكومة الشرعية من السقوط كان من الممكن أن يؤدي إلى توسيع نطاق المذبحة لتصل إلى البر الأفريقي وهذا هو الهاجس الذي عملت الإدارة المصرية على تحاشيه وإن سرعة الأحداث لم تترك لهم سوى مجال التدخل الدبلوماسي الذي استهدفوا من ورائه حسب قوله إيقاف المذبحة العرقية والمحافظة على حياة رموز الحكومة السابقة
وإذا ما أخذنا الوضع المتقدم في الاعتبار سنجد – والكلام لناصر – أن أي نوع من التدخل من جانب عبد الناصر مهما بلغت ضآلته لنصرة حكومة عربية من السقوط وسط القارة السمراء كان سينظر إليه بمنظور عنصري مجرد ، ويبدو أن عبد الناصر كان في موقف حرج ووجد نفسه مضطرا إلى وزن قضية زنجبار من ميزان المصالح السياسية فوضع تأييد النفوذ العربي في زنجبار في كفة ووضع في الكفة الأخرى علاقة مصر بالشعوب الأفريقية السمراء فرجحت الأخيرة وتلك هي لعبة السياسة ، ومن ذلك مثلا أن الرئيس جمال عبد الناصر رأى أن الصراع مع إسرائيل قد بلغ أشده ووجد أن ارتباط مصر بالدول الأفريقية في منظمة سياسية واحدة من شأنه إعطاء مصر ميزة هامة في التغلب على إسرائيل يمكن استغلال هذه الميزة في مقاومة التوسع الإسرائيلي في القارة الأفريقية ، ثم إن هناك شيئا آخر هو أن الجيش المصري كان يعاني ما يعانيه في اليمن وهذا بدوره جعل القيادة المصرية في موقف صعب آخر
" 4 "
أيا ما كان فإن الرئيس جمال عبد الناصر كان مخطئا في موقفه من الانقلاب الذي وقع في زنجبار ولا أقول هذا الكلام لأني عماني بل إن الوقائع تثبت ذلك ، فإذا كان هو يريد أن يحجّم إسرائيل في القارة الأفريقية فإن إسرائيل تعاملت مع مصر بالسياسة نفسها خاصة في زنجبار وكان الخطأ الذي وقع فيه عبد الناصرهو أنه استمع إلى آراء مستشاريه وخاصة محمد فائق كما أنه استمع أيضا إلى رأي الرئيس الجزائري أحمد بن بيللا الذي اجتمع معه في القاهرة في يوم الانقلاب نفسه وأثناه عن أي تدخل محتمل باعتبار أن الانقلاب إنما هو انقلاب يقوده راديكاليون عرب ضد الوضع الاجتماعي هناك وضد حكومة موالية للإنجليز ، ولم يكن معلوما أن إسرائيل قد لعبت لعبتها هناك وذلك ما سنتاوله إن شاء المولى في مقال لاحق يوما مّا
في ظني المتواضع أنه كان يمكن للرئيس عبد الناصر أن يوقف المذبحة برفع سماعة الهاتف فقط إلى الرئيس نيريري ولكنه لم يفعل ونيريري من المهندسين الكبار الذين تولوا عملية التحضير للإطاحة بكل ما هو عماني في الشرق الأفريقي
إن مشكلة الرئيس جمال عبد الناصر أن أخطاءه كبيرة بحجمه وكلما كان الثوب ناصع البياض كانت البقعة السوداء فيه أكثر ظهورا ، فلو أننا فرضنا أنه تدخل في زنجبار وفشل التدخل كان هناك من سيلومه مدى الدهر وقد يتساءل لماذا التدخل في زنجبار وهي بعيدة عنا ، وحتى لو فرضنا أنه نجح في ذلك التدخل فإن هناك من كان سيقول وما هي الفائدة التي جنيناها من ذلك التدخل ؟! وهذا هو قدر الرئيس جمال عبد الناصر في كل قراراته سواء التي أصاب فيها أو أخطأ ...!
 

قراءة في مذكرات رجل عماني من زنجبار لـ الدبلوماسي سعود البوسعيدي

جريدة الشبيبة
 
الإثنين، ٢٢ يونيو، ٢٠١٥
من على شواطئ زنجبار حيث النسيم العليل يداعب الأمواج تبدأ رحلة الكتابة لدى الدبلوماسي سعود بن أحمد البوسعيدي في مذكراته "مذكرات رجل عماني من زنجبار". وكأنه عود على بدء، عود للمكان الذي أثر كثيرا في المؤلف وأخذ جل حياته وشاهد كل تفاصيله، وبدءاً لأن هذه البرهة من الزمن والتي تحركت خلالها موجة بحرية وعانقت جمال الشاطئ كانت كفيلة بتحريك الكثير من المشاعر والذكريات لدى البوسعيدي وجعلته يكتب مذكرات ليست مليئة بالتفاصيل فحسب وإنما أيضا مليئة بالحنين.الكتاب حررته جين جعفر وترجمه إلى العربية الشاعر حسن المطروشي.

تلك الحركة على طرف الشاطىء حركت الكثير من المشاعر، إلا أن أكثر ما حركته ذكريات ما حدث عام 1964 في زنجبار، فجأة تتحول حركة الشاطىء إلى ذاكرة ثورة. وفيما يبدو أن هذا الحدث كان المحرك الأساسي للكثير من الكتابة عن زنجبار سواء كانت سياسية أم أدبية.كان البوسعيدي في الخمسين من عمره عندما حدث الانفجار، وكان متزوجا وأبا لثلاثة أطفال ينعم معهم بحياة هادئة ومستقرة.. لكن ما حدث مزق كل شيء، وشتت الكثير من الحيوات كما تشير مقدمة الكتاب.تبدأ مذكرات البوسعيدي من الفترة التي سبقت الانقلاب في زنجبار، وبأسلوب وصفي آسر تأخذك المذكرات إلى الحديث عن تفاصيل كثيرة تماست مع المؤلف في تلك الأيام حيث كان على اتصال مباشر بمكتب الرئيس. ويتحدث المؤلف عن تطور الانقلاب الذي قاده عبيد أماني كارومي الذي نودي به رئيساً لزنجبار منذ اليوم الأول. وفي اليوم الثالث تم اعتقال المؤلف مع مجموعة من المسؤولين واقتيدوا جميعا إلى مقر محطة راديو صوت زنجبار حيث وجدوا هناك قادة الثورة


يقول الكاتب في مقدمته للكتاب "كانت أعمق التجارب أثرا في حياتي، دون شك، هي حدث الثورة في زنجبار عام 1964م، إذ كنت حينها في الخمسين من العمر، متزوجا وأبا لثلاثة أطفال، وأنعم بحياة مستقرة، ولديَّ وظيفة جيدة. إن هذه الثورة الوحشية قد مزقت العالم بالنسبة لنا، كما نعلم جميعا، وشتتت حياة من بقوا بعدها على قيد الحياة. ولكن الإنسان لديه قدرة هائلة على تجاوز الأمور، وهذا ما يعكسه النصف الثاني من الكتاب الذي يتحدث حول إعادة بناء حياة جديدة ــ مثلما تأتي لأكثر العمانيين الزنجباريين".وإذا كانت أحداث الثورة قد أثرت في الكاتب إلى هذا الحد وجعلته يستعيد الكثير من التفاصيل إلا أن المؤلف يفتح نافذة مهمة في سياق الأحداث ويعود بالتفاصيل إلى عام 1914م حيث كان العالم على وشك اختبار قدراته التكنولوجية حديثة الاكتشاف في الحرب العالمية الأولى. وحياة المؤلف في كل سياقاته وكما يقول بنفسه في غير مكان تشبه في كثير من النواحي التحولات التي حدثت في القرن العشرين لذلك دمج المؤلف ما هو شخصي في السياق الأوسع للتاريخ، دون إقحام مفتعل، بغية الإبقاء على طراوة السرد كمحور رئيس في صياغة مادة الكتاب.وفي منتصف الكتاب تقريبا، نعود إلى عام 1964 للحديث عن الثورة الزنجبارية مجددا، حيث تتواصل أحداث التاريخ عبر عدة محطات مضطربة تمتد لعدة سنوات، إلى حين تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ مقاليد الحكم في عمان عام 1970م. لقد كانت لحظة حاسمة تبشر بميلاد عصر جديد من التغيير، يسهم في بناء وطن حقيقي لآلاف العمانيين الذين شردتهم الثورة، أو لأولئك الذين كانوا يعيشون في الخارج، نظرا لقساوة الظروف التي كانت سائدة قبل مجيء صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.


ويسرد المؤلف قصة العمانيين مع زنجبار كيف بدأت وأين انتهت.. ثم يسرد المغامرات الأولى لجده في زنجبار وعلاقته بالسيد خالد بن برغش خلال مرحلة الاضطرابات عام 1896.وتتشعب المذكرات وتتنوع في ما تطرح ولكنها في كل ذلك كانت تقدم تاريخا وتقدم تفاصيل عما كان يحدث في زنجبار في مرحلة مهمة من مراحل الوجود العماني فيها.كل الأحداث التي يذكرها الكتاب وإن كان بعضها معروفا ومدونا في كتب التاريخ وحتى في كتب المذكرات إلا أن الكتاب يأخذك إلى عوالم جديدة، وتفاصيل دقيقة شارك الكاتب في صنعها أو كان بالجوار منها ولذلك يكتسب الكتاب أهميته من هذه النقطة. كما أن الكاتب لا يأخذك في سرده بطريقة الزمن المتوالي ولكن في بعض الأحيان يستخدم تقنيات سردية روائية في الرجوع بالأحداث إلى الوراء عن طريق الفلاش باك أو عن طريق تداعي السرد. ويتحول الكاتب في بعض الأحيان إلى كاتب أدب رحلات حينما يتحدث عن رحلاته التي ترحلها في مختلف بقاع العالم

Wednesday, December 16, 2015

Acquisition Highlight: Zanzibar: Personalities & Events (1828-1972)

Gerard C. van de Bruinhorst
African Studies Centre , Leiden
Posted on 10 January, 2014. Last modified on January 26, 2014


January 2014 marks the 50th anniversary of the so-called Zanzibar Revolution on Sunday 12 January 1964. In the week following the toppling of the newly elected government, the Sultan of Oman fled the island and thousands of people were killed. Sources put the number of casualties at anywhere between 4,000 and 20,000, with most of those killed being Arabs of Omani descent. A few months later Zanzibar agreed to a union with mainland Tanganyika and the new nation of Tanzania was born. The events of 1964, namely the revolution, the massacres and the subsequent union, still dominate the memories and political discourse of many Zanzibari Tanzanians. While a lot of African citizens of Zanzibar will celebrate these events and see them as marking the beginning of the real era of independence and freedom from their colonial and their Arab feudal masters, the January Revolution and its aftermath will be mourned by many others. Among this group is the Omani writer Nasser Abdulla Al-Riyami, the author of Zanzibar: Personalities & Events (1828-1972).
Nasser Abdulla Al-Riyami
Al-Riyami was born a few months after Zanzibar’s bloody episodes in 1964 and left the island for Oman with his parents in 1970. After receiving a BA in Law from Ain Shams University in Cairo, he joined the Royal Omani Police and was transferred to the Directorate General of Passports & Residence in 1997. After graduating with an MA in Criminology from Loughborough University (UK), he gained a diploma in police studies and was appointed Assistant Attorney-General in 2004. He wrote an interesting historical chronicle in Arabic that was translated into English and launched at the Muscat Book Fair in January 2012. Two years later, this translation is still very hard to find in libraries and only two copies are currently available among the estimated 2 billion physical and digital assets in the union catalogue Worldcat. Recently, however, the African Studies Centre was successful in acquiring a copy of the book from the Masomo bookshop in Zanzibar.
150 years of Oman-Zanzibar links
After the prelude to the book in which the virtues of Omani and Arab/Islamic culture are extolled and historical evidence is presented that shows how Arabs were the original inhabitants of the islands long before the Bantus, the first chapter is devoted to a historical overview of the beginnings of the Busaidi Sultanate in Zanzibar. According to Al-Riyami, Sayyid Saʿīd b. Sulṭān finally settled on the island in 1828, although most other sources claim it was 1832 or 1840 when the Sultan moved his capital. A general overview of the historical events of the period between 1828 and 1972 follows. Instead of concluding with the events of 1964, the years from 1964 to 1972 are included, ending with the assassination of the authoritarian ruler Abeid Amani Karume (1905-1972). At this point, it becomes clear that the Omani period finally drew to a close. The last Zanzibar sultan, Jamshid bin Abdullah (1929-), is now living in exile in the United Kingdom and he declared at a press conference that he was delighted when he heard about Karume’s assassination and was willing to return to Zanzibar as ruler if and when Zanzibaris wanted him to do so. No invitation ever materialized.
Bloody Sunday 1964
Chapter 2 provides a detailed account of the events of 1964 based on eyewitness accounts and those of key players, such as the police officer al-Kharusi. In addition, al-Riyami provides some explanations. The Arabs were not, according to him, a privileged elite class of plantation owners and were active nationalists and supporters of Zanzibar’s independence. The idea that the Arabs were responsible for slavery and were feudalists exploiting the African Bantu population is based on lies and misinformation. This was part of a set of colonially fabricated myths implanted in the hearts of the Africans and used as a tool to eradicate Islam. Other strategies employed to this end were the introduction of the Roman alphabet in 1929 and religious discrimination in the educational system. In addition to the colonial factor, the two politicians blamed for the 1964 events were Tanganyika’s President Nyerere and his Minister of Defense Oscar Kambona. What stopped the British from intervening in the uprising in this young independent state was the wish to prevent any further spread of pan-Arabism through the Zanzibar Nationalist Party, which was closely linked to Egypt’s President Nasser.
The last sultan into exile
Chapter 3 provides an overview of Sultan Jamshid’s flight to the UK where he was interviewed in person by the author. And the following chapter elaborates on some of the theories as to why the 1964 killings happened. The British policies of hate and misinformation about the role of the Arabs in the slave trade had planted the seeds of racism in the minds of the African population. The second half of the chapter deals with the emergence of the major political parties just before independence in 1963. This is the least original part of the book as it relies heavily on secondary sources.
People make history
The final part of the book may be surprising for readers who had expected a historical account and explanation of Zanzibar’s 1964 Revolution. Chapter 5 describes the life histories of 24 well-known Arab personalities who played a role in Eastern Africa (not only on Zanzibar’s islands of Unguja and Pemba) including famous scholars, traders and political figures from other parts of the Omani Sultanate, for instance the coastal Mwambao strip in Kenya. The hagiographic nature of the historiography is probably most visible in these final two chapters. Several of the traders and explorers who feature in al-Riyami’s book, such as Tippu Tipp and Rumaliza, are usually portrayed in Western sources as having had a role in the slave trade. In Riyami’s account, they appear as brave anti-colonialists and shrewd ivory traders and explorers who were instrumental in the spread of Islam. Religious actors are represented as well; for example the final biography in this chapter deals with the current Grand Mufti of Oman who also hails from Zanzibar: Ahmed bin Hamed al-Khalili.
Family chronicle
Chapter 6 reads as a family chronicle, with the author describing the descendants of Nasser bin Ahmed bin Mohammed al-Riyami who was born around 1750. Apart from the biography of his own father, Abdullah bin Masoud (1928-1982) with whom he left Zanzibar in 1970, there are details about the life history of his paternal grandfather Bwana Udi (Master of the Incense) Masoud b. Ali b. Muhammad b. Salim bin Nasser (1892-1957), who was a member of the Arab Association for 30 years. His descendants have launched a private facebook group Awlad al-Udi and a website featuring family news, information and historical pictures. These biographical emblems provide vivid examples of the constructive and positive role Arab individuals and their families played in the history of Zanzibar. The blurb reads as folows:
‘It is not the intention of the author to portray the Arabs as the sole ethnic group that built modern State of Zanzibar, nor indeed as the only victims, nor even to hymn their praises but to underscore their scholarly, artistic and constructive contribution in many aspects of life as opposed to the myriad corrupt objectives instilled in the minds of the rank and file against Arabs and Arabism.’
Nostalgia for the ‘Lost Andalusia’
The main criticism that can be made of Zanzibar: Personalities & Events is its one-sidedness and pro-Arab bias. The author looks back nostalgically at the Golden Age of the Sultanate when Zanzibar was free of malaria, had high spiritual standards and was among the best developed countries in the region. After the revolution, which is referred to as an ‘invasion’ throughout the book to underscore the role of mainland Tanganyika mercenaries, the islanders’ health deteriorated, racism became rampant and property was confiscated. The book is too biased to be the definite history of the January Revolution. In al-Riyami’s view, it was the western colonial powers − supported by Israel with its anti-Arab policy − that poisoned the political and social climate by creating racist stereotypes and fabricating stories about the despicable role Arabs played in the slave trade. However Glassman showed in his book War of Wards, War of Stones that the construction of racial fear was not one-sided: both the victims and the perpetrators of the violence in the 1960s actively participated in this discourse. Also, al-Riyami’s downplaying of the role of the Arabs in the plantation culture is not backed up by facts. Most of the largest clove plantations, for example, were in Arab hands, according to Cooper’s study From Slaves to Squatters. And to call the system of squatting on the clove estates a form of ‘Islamic socialism’ is probably a little too optimistic.
A valuable library resource
Despite this criticism, the book is still a valuable resource from a African Studies library perspective. Zanzibar: Personalities & Events (1828-1972) provides the average western student relying on English-language material with (i) a much-needed Indian Ocean and Arab perspective of events; (ii) access to lesser-known resources; and (iii) an introduction to an unfamiliar way of historiography.
Oman, the Arab World and the Indian Ocean
The importance of Oman and the Indian Ocean for the history of Zanzibar can hardly be overestimated and has certainly not decreased, although it did change after the bloody events of 1964. Economic, political and religious ties between Oman and Zanzibar/Tanzania remained strong and have become even stronger over the last few decades. Scientific interest in the area is, for example, illustrated by the conference on ‘The History of Islamic Civilization in East Africa’ that was organized by the National Record & Archives Authority of Oman in September 2013. The papers and research themes presented there covered a vast array of disciplines and showed a vibrant Omani interest. Understanding Zanzibar’s historical and current events needs a cross-national and cross-regional perspective from both the Arab world and the Indian Ocean, as is illustrated by Ghazal’s book on Islamic reform and Arab nationalism : expanding the crescent from the Mediterranean to the Indian Ocean (1880s-1930s. Oman and its Swahili-speaking diaspora remain connected by ‘enduring links’, as the Arab-Zanzibari Juma Aley claims.
Arabic and Swahili sources
Riyami’s book also reveals a treasure of lesser-known resources in other languages. Zanzibar: Personalities & Events (19828-1972) is well researched and based on an impressive number of oral and written sources, archival documents, newspapers and letters. The book provides numerous anecdotes and incidents that reveal the author’s intimate knowledge of and deep interest in the subject. He mentions more than 40 interlocutors (most of them eyewitnesses) and lists many Arabic (and to a lesser extent Swahili) published and unpublished documents. The discovery of these (for many readers) unknown materials and the delivery of rare or even unique documents is facilitated by rapidly expanding union catalogues that aggregate information from multiple libraries all over the world. Almost all of the published materials listed by al-Riyami are easy to locate and can be requested by Inter-Library Loan. Some are open access, such as al-Ghassany’s important collection of many eyewitness accounts of the revolution,or released intelligence studies; in other cases the ASC Library has managed to obtain rare English translations of important documents, for example the personal narrative of the political prisoner Amani Thani Fairoz who was incarcerated by Karume. The follow up of personal, subject and geographical descriptors of these items in the library catalogue can lead to further discoveries for instance the only known film footage of the 1964 carnage.
Tabaqāt-historiography
The third valuable aspect of this translation is the different kind of historiography it represents. At first glance, the enormous amount of space devoted to family histories and personalities may seem very odd, especially because the men described are not specifically linked to the Zanzibar Revolution. However when we realize that the book has its origins in an Arab scholarly culture, then the similarities between al-Riyami’s historiography and the classical tabaqat literature become more obvious. Tabaqat historiography, as Heather Sharkey explains, is a kind of biographical dictionary that ‘arranges history not through events, but through people’. History writing of this kind is common in many parts of Islamic Africa, although it seems to be giving way to more western, event-oriented genres. The best example of this kind of literature in East Africa is probably Baadhi ya wanavyuoni wa Kishafi wa Mashariki ya Afrika, written by Abdallah Saleh Farsy, not surprisingly a famous Arab Zanzibari.
Collecting global resources
Zanzibar : Personalities & Events is an important library acquisition in an area studies centre because by its very nature the book stimulates reflection on the necessity of transcending boundaries and borders. Within the wider context of a collection of global resources, the book connects different geographical areas, it shows the rich diversity of resources in multiple languages and illustrates the variety of scholarly traditions.
http://www.ascleiden.nl/news/acquisition-highlight-zanzibar-personalities-events-1828-1972

Saturday, December 12, 2015

ذاكرة "جهينة اﻷخبار .. علي بن جمعة المغيري"

تلفزيون سلطنة عمان
 
الإثنين ٩ رمضان ١٤٣٥ هـ
 
 

المرأة في الذاكرة العُمانية: نساء من زنجبار

جريدة عمان
 
سلطان بن مبارك الشيباني
استكمالا لما سبق ذكره في حلقات سابقة عن مشاركة المرأة العمانية في نسخ الكتب، وفي الشعر، والفقه، والعلوم والمعارف المتنوعة، وفي وجوه الإحسان المتعددة؛ أعرج هنا على ذكر نساء من زنجبار – عاصمة المملكة العمانية في التاريخ الغابر – كان لهن حضور بارز وذكر عاطر.
فمن هؤلاء النساء: عائشة بنت جُمعة بن علي بن مسعود المغيريَّة (ق13هـ تقريبًا): امرأة فاضلة من نساء زنْجبار، نشأتْ في بيت شرفٍ وعلم، فجَـدُّها الشيخ علي بن مسعود المغيري الذي هاجر من عُمان إلى الديار الإفريقية الشرقية في عهد اليعاربة واستوطن بلدة مُمباسة الْمَعروفة الآن بساحـل كينيا، ووالِدُها الشيخ جمعة بن علي المغيري الذي قُتِلَ سنة 1248هـ في جيش السلطان سعيد بن سلطان في وقعـة (سِيوَى) بأرض (الباجون) مـع جُملةٍ من أعيان عُمَان، وأخوها الشيخ محمد بن جمعـة المغيري (ت1325هـ) الذي كان أحد المقدَّمـين في دولة السلطان برغش بن سعيد بن سلطان، وهي بِنْتُ عَـمِّ الشيخ العلامة جمعة بن سعيد بن علي بن مسعود المغيري (ت 4 ذي القعدة 1323هـ) صاحب الْمَآثر المعروفة بعمان وزنْجبار.
مِنْ آثار السيدة عائشة عِمَارَتُها للمسجد الموجود في حارة (كَجِفِشِنَّي) بزنْجبار، الْمَعروف بِمَسْجـد بنت جُمعة، ولست أدري هل عُمَّرت إلى القـرن الرابع عشر الهجري كأخيها أم لا.
ومنهن: جوخة بنت سعيد بن علي المغيرية (حية سنة 1274هـ): امرأة فاضلة من نساء زنجبار، يبدو أنها أخت الشيخ العلامة جمعة بن سعيد بن علي بن مسعود المغيري (ت 4 ذي القعدة 1323هـ) صاحب المآثر المعروفة بعمان وزنجبار. من آثارها: وقفها لمخطوط «الأنوار ومفتاح السرور والأفكار» على طلبة العلم سنة 1274هـ. والكتاب المذكور في الشمائل المحمدية، وهو منسوب إلى الشيخ عبدالله بن ناصر بن عبدالله الإسماعيلي؛ من أهل القرن الثالث عشر، ومحفوظ بمكتبة الشيخ سالم بن حمد الحارثي بالمضيرب.
ومنهن: ريا البروانية؛ والدة الشيخ علي بن خميس بن سالم بن راشد بن عامر بن راشد بن سالم بن سعيد بن عامر بن خلف بن سنان بن عبدالله البرواني. وهي ابنة عم والده، فهي ريا بنت علي بن عامر بن راشد بن سالم…. قال الشيخ الغيثي في إيضاح التوحيد 1/ 424: «وهي امرأة مشهورة موصوفة بصفات جميلة». ولها أوقاف عديدة.
ومن نساء زنجبار المحسنات: شيخة بنت سيف بن ناصر بن أحمد الريامية، وخولة بنت حمود بن أحمد بن سيف البوسعيدية، ونونوة بنت حمود بن أحمد البوسعيدية، وفاطمة بنت محمد بن سعيد بن سلطان البوسعيدية، وعليا بنت محمد بن سعيد بن سلطان البوسعيدية.
وغيرهن كثير.
 

جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار

منى عبدالله الذكير
 
صحيفة الجزيرة
 
7/2/2001م
 
لقد صنعت العوامل الجغرافية والبشرية من سلطنة عمان بلدا ذا قيمة استراتيجية وحضارية منذ القدم، فالبحر يحيط بها من اجزائها الثلاثة ورمال الربع الخالي تلتف بجزئها الرابع الذي يفصلها عن بقية شبه الجزيرة العربية ويقوم التركيب السكاني فيها على أساس قبلي عربي.
ولقد سجلت كتب المؤرخين كثيرا من الأخبار عن هجرات القبائل العربية الى شرق افريقيا واستيطانها في العديد من الجهات الداخلية لقارة افريقيا.
وفي عهد الرسول الأمين صلوات الله وسلامه عليه دخل الاسلام أرض عمان ويروى ان النبي قال: من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان .
وقد خضعت عمان لسلطان الأمويين أيام الحجاج بن يوسف الثقفي، وفي 720م كانت تحت حكم بعض الجماعات، وفي نهاية القرن العاشر الميلادي تلاشى نفوذ العباسيين تماما من ارض عمان، واستعادت الامامة العمانية سلطانها باعتبارها نظام الحكم المفضل في عمان وان المؤرخين ليؤكدون بان العرب العمانيين كانت لهم مراكز في القارة الافريقية ولهم ذرات تمتد من بر الصومال حتى مدغشقر، ولقد زار ابن بطوطة الرحالة العربي المغربي الساحل الافريقي ووصف بدقة الآثار العمانية هناك من قصور ومساجد وقبور، وكانت لهم نشاطات تجارية وصلات وطيدة بالسلاطين الوطنيين في افريقيا الشرقية في ايام حكم الامام سيف بن سلطان العربي.
وكانت ممباسة مقر الولاة الذين يرسلهم الائمة اليعاربة في عمان ليتولوا حكم ممباسة وغيرها من الموانىء الافريقية ثم انتقلت الامامة من اليعاربة الى الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي، وبذلك انتقلت ممباسة وزنجبار والجزيرة الخضراء في الساحل الافريقي الى السادة البوسعيديين، وقد سافر السيد سعيد بن سلطان عام 1818م من مسقط في اسطول ضخم يمخر به عباب البحر الى زنجبار، فشاهد لأول مرة هذه الجزيرة الجميلة واستقبله اهل زنجبار بالحفاوة، وقد رأى ان يتخذ منها عاصمة لمملكته وزرع فيها شجر القرنفل، وقد اشتهرت زنجبار بتجارة محاصيل القرنفل في جميع انحاء العالم, وانتقل كثير من القبائل العمانية واليمانية والعدنانية للاستقرار بها وبنوا المستوطنات والمراكز التجارية، ومراكز نشر الدين الاسلامي، وشقوا الطرق وبنوا المساجد، وقد امتزج العرب العمانيون بالسكان الوطنيين لهذه الجهات وأبقوا لهم ملوكهم وسلاطينهم واحكامهم، والروح العمانية لا تعرف تفاضلا لجنس او لدين، وقد سعوا الى تعليمهم الحرف والزراعات واشركوهم معهم في شؤون الحياة وأعطوهم الاملاك والمزارع يتوارثونها في حرية تامة، كما هو ثابت ومسجل في عديد من الصكوك وجلبوا سكان تلك البلاد من الزنوج الى عمان وثقفوهم وأدبوهم وعلموهم دين الاسلام، وتزوجوا منهم وصارت بعض نسائهم والدات لعرب نبلاء، وانفصلت زنجبار عن مسقط أيام حكم السيد ماجد أكبر أبناء السيد سعيد وتوالى على حكم زنجبار سلسلة من أبناء واحفاد السيد سعيد، وآخرهم خليفة بن حارب الذي تعتبر أيام حكمه العصر الذهبي لزنجبار، وفي ديسمبر سنة 1963م اعلن استقلال زنجبار، وبذلك انحسر الحكم العماني عنها، بعد ان ترك بصمات وضاءة في الحضارة والرقي هناك، وزنجبار كلمة عربية محرفة أصلها بر الزنج وهي جزيرة تقع في المحيط الهندي وتبعد عن البر الافريقي مسافة 25 ميلا خمسة وعشرين، وكانت تسمى في القرن الاول للمسيح منشونيا، وتصلح في ارضها زراعة الأرز والحبوب، وعدد سكانها يقرب من مائة ألف نسمة من كل الطوائف، والغالبية افريقيون.
وأكبر أنهارها نهر مويرا وينبع من مكان ما وسط الجزيرة التي يقال: انها كانت متصلة بالبر الافريقي والدلائل ذات نوع الاشجار في الجزيرة والبر ونفس أنواع الوحوش الضارية كالنمور والتماسيح والقردة، ويسقي سكان زنجبار عين ماء فوارة يقال إنها تنبع من البر الافريقي وتجري تحت البحر ثم ينبع في الجزيرة، وكان الانسان قديما يستطيع الوصول لزنجبار سيرا على قدميه خائضا في المياه وقت الجزر وثبور المياه، وأرض زنجبار خصبة غنية بأشجار الفواكه مثل القرنفل والنارجيل والبرتقال، وتوجد بها شجرة تسمى دوريات، وهي ذات حجم كبير لها ثمر عليه شوك مثل القنفذ أكلها لذيذ الطعم ومثل هذه الشجرة توجد في امريكا والهند.
وأول رسم يلوح للمسافر الذي يدنو من زنجبار قصور العرب القدماء ذات اللون الابيض الناصع كأنها درر تنبعث من تحت أمواج البحر وقصر السعادة الخاص بالسلطان السيد خليفة وأطلال بيت الراس الذي بناه السيد سعيد بن سلطان.
وجدير ان تسمى زنجبار ببستان افريقية الشرقية لجمال ريفها الخلاب، وقد كان يوجد في زنجبار حوالي مليون شجرة قرنفل ولكن منذ سنة 1358ه أصاب القرنفل، موت مفاجىء، وظلت تلك العلة تجتاح شجر القرنفل بوجه السرعة حتى قضت عليه وتعتبر من أكبر النكبات التي حلت بالجزيرة، وفقدت مدخولا اقتصاديا ضخما حيث كان محصول القرنفل يسوق الى جميع دول العالم وبخاصة دول اوروبا، ان اول ظهور للبرتغاليين في سواحل افريقيا الشرقية كان سنة 1494م بقيادة المكتشف فاسكودي جاما البرتغالي ويعتبر السيد سعيد بن سلطان بن الامام أحمد السياسي القدير الذي بواسطته اشتهر اسم زنجبار وعمت الأقطار، وبهمته رسخت أقدام العرب العمانيين في زنجبار الحديثة.
ولد سنة 1204ه في بلد سمايل من عمان وتولى المملكة سنة 1219ه الموافق لسنة 1791م، وكان السيد سعيد جنديا عظيما وحليفا لانجلترا لا أقل من نصف قرن وكان مكافحا لتجارة الرقيق واول من أدخل زراعة شجر القرنفل الذي يصدر الى كافة أنحاء العالم وقضى عشرين عاما في ارساء الحكم في عمان وتهدئة الأوضاع وخلق الاستقرار في بلده وجعل زنجبار عاصمة لحكومته عام 1832م وانتقل معه مئات من العرب العمانيين وعمت التجارة، واتسع نطاقها وألف العرب السياحات والقوافل الى اواسط افريقيا.
كان للسلطان سعيد جيش قوي أخضع به جميع أقطار الساحل الافريقي الشرقي ومات السيد سعيد عن أربعة وثلاثين ولدا، وله جيش بري اضافة الى الاسطول البحري وكان ملوك اوروبا يتقربون اليه بالهدايا مثل المدافع والسلاح، وكان جيشه البري مؤلفا من أمم شتى منهم البلوشي والعجم وهم الغالبية وفي عهده زاد عدد السياح الأوروبيين الى افريقيا، ورأت بريطانيا ان تجعل مصالح رعاياها في يد وكيل قوي فعينت القبطان همرتين فضلا لجلالة ملك بريطانيا، ووكيلا لشركة الهند الشرقية في ديوان حاكم زنجبار، وتعاظم سلطانهم منذ ذلك الحين وهيمنوا على امورها السياسية، وارتفع العلم الانجليزي فوق زنجبار عام 1843م، ويحكى ان الملكة فيكتوريا أهدت السلطان سعيد عربة ملوكية غير انه لم يجد لها طرقا مناسبة حتى تجرها الخيل، كما اهدته آنية للشاي من الفضة المموهة بالذهب ولكنه لم يستخدمها لما في ذلك من البذخ والاسراف ولكون الذهب استخدامه حراما شرعا، وهذا يدل على ورعه، ولقد توفي السيد سعيد في 19 اكتوبر سنة 1856م في البحر على متن باخرته المسماة فيكتوريا، ودفن بزنجبار التي اختارها وطنا له، وبموت السيد سعيد دخل تاريخ زنجبار وافريقيا في عصر جديد لأن الانجليز هبوا لاكتشاف اعماق افريقيا التي كانوا يعتبرون البر الافريقي ميتاً ليس به ما يفيدهم، ولكن رحلات عرب عمان الى الداخل فتح الطرق للاوروبيين وتنبيههم الى الخيرات التي تستقر في اراضيها كما ان فتح قناة السويس عام 1869م ساعدت على سهولة الوصول الى زنجبار.
لقد أبرم السلطان سعيد الكثير من المعاهدات ومن ضمنها معاهدة مع الولايات المتحدة التي كانت اول دولة حطت رحالها في ساحل زنجبار، وكانت المتسلطة في جميع المصالح التجارية في افريقيا الشرقية، وشاركتها فرنسا في هذه السيادة وكانت تلك المعاهدة فاتحة لكل المعاهدات التي أبرمتها زنجبار بعد ذلك مع جميع الدول

Tuesday, December 8, 2015

الهجرات العُمانية إلى شرق افريقيا

تلفزيون سلطنة عمان
برنامج نزوى عاصمة الثقافة الاسلامية
6/12/2015م
تقديم د.عائشة الغابشية
ضيف الحلقة سعيد بن سالم النعماني

السلطان العماني الذي شارك في الحرب العالمية الأولى

أثير
2/6/2015م

ولد السلطان خليفة بن حارب في مسقط في26/8/1879م لأبوين ينتميان لأسرة البوسعيد الحاكمة في عمان ، فأبوه السيد حارب بن ثويني بن سعيد بن سلطان الذي حكم عمان من عام 1856 الى عام 1866م ، وأمه السيدة تركية بنت السلطان تركي بن سعيد بن سلطان. حينما بلغ السيد خليفة من العمر ثلاثة عشر عاما ، انتقل للعيش في سلطنة زنجبار سنة 1893م بكنف عمه السلطان حمد بن ثويني (1893-1869م)




تولّى السيد خليفة بن حارب حكم سلطنة زنجبار في عام 1911م ، في الوقت الذي وصل فيه النفوذ البريطاني إلى ذروته في المنطقة لا سيما ، وأن زنجبارأصبحت رسميا تحت الحماية البريطانية في عام 1890م بسبب تداعي انهيار الإمبراطورية العمانية في ذلك الوقت ، وقد تحكّم الإنجليز في زنجبار، وبعض الأجزاء الأفريقية في جميع شؤون البلاد الداخلية والخارجية وفق التعديلات الدستورية البريطانية التي فرضت على زنجبار التي تم إدخالها ضمن نطاق وزارة المستعمرات الإنجليزية رسميا سنة 1913م. كان السيد خليفة بن حارب من أكثر سلاطين زنجبار حكمة ،وبصيرة وتواضعا، وكان مضرب مثلا في الأخلاق الرفيعة التي جعلته محبوبا جدا لدى أهل زنجبار ، ولم يكن من الحكمة التي يملكها السلطان أن يبدأ حكمه بمعارضة سلطة الحماية البريطانية ، تلك القوة التي تهيمن على المنطقة منذ سنوات طويلة، ولذا فإن سياسته فرضت على السلطات البريطانية الأخذ برأيه في الكثير من الأمور التي كانت تعتبر لدى بريطانيا ذي طابع سيادي رغم السيطرة المطلقة لبريطانيا في زنجبار، وأجزاء كبيرة من البرّ الأفريقي .

 


موقف السلطان خليفة من الحرب العالمية الأولى :


كان لإندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914م ، آثار مباشرة ، وغير مباشرة على منطقة الشرق الأفريقي على اعتبار أن أجزاء كبيرة من هذه المنطقة قسّم بين الأطراف المتصارعة في هذه الحرب بريطانيا ، وألمانيا ، وإيطاليا . ولأن زنجبار تقع ضمن مناطق النفوذ البريطاني قريبة من مناطق الصراع في الحرب بدول شرق افريقيا ، فمن الطبيعي أن تصبح هذه السلطنة المسالمة جزءا من تلك الحرب القاتلة. وكان أول عمل عدائي لألمانيا ضد زنجبار تمثل في دخول السفن الألمانية إلى المياه الإقليمية للسلطنة وإغراق السفينة الخاصة بالسلطان خليفة بن حارب في 20 / 9 / 1914م ، وتلاه بعد أربعة أيام مباشرة قيام البارجة الألمانية ( كوينجسبرج) بإغراق البارجة البريطانية ( بيجاسيس) .


أما بالنسبة لردّة فعل سلطنة زنجبار اتجاه عداء ألمانيا ، فقد كان من الطبيعي أن تعلن السلطنة انضمامها إلى دول الحلفاء بقيادة بريطانيا ضد دول المحور، والتي تقودها ألمانيا في هذه الحرب، وقد مثّل إعلان السلطان خليفة الإنضمام إلى جانب بريطانيا هي البداية الرسمية لدخول زنجبار في هذه الحرب مجبرا ، بحكم أن بلاده تقع ضمن المحميات الإنجليزية، وبنفس الوقت ردا للعدوان الألماني على سلطنته . وقد أكّد السلطان خليفة بن حارب هذا الإعلان لكافة رعاياه في البرزة العمومية بتاريخ 6/11/1914م حينما قال في خطابه :


" الحمدالله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أبدي لكم أيها السادة الشكر على حضوركم إلى هذا المجلس، وأحب أن ألقي عليكم كلاما وجيزا بقصد التذكار في ثلاثة أمور ، حيث لا يخفى عليكم ما وقع في العالم من الفتنة التي عم شرها جميع العالم ، والموقظ لهذه الفتنة هي ألمانيا في أملاكها وأحكامها الشنيعة من الشنق وغيره من أنواع العذاب ومؤاخذة الرعايا بأدنى ذنب .


فإني وكافة المسلمين في زنجبار نظهر إخلاصنا لجلالة الملك جورج الخامس والملكة ماري كوين صاحبي ممالك بريطانيا المتحدة، وايرلندا، وما وراء البحار من المماليك الإنجليزية ، ملك وإمبراطور الهند الحامي لجميع الأديان ،ولورثته، وخلفائه ، وإننا نشكر الله أن عصم مملكتنا الزنجبارية من تلك الأحكام الشنيعة ، وأنقذ أهلها من تلك العقوبات الفظيعة بأن صارت في حماية الدولة البريطانية العظمى ، ولم تزل في جلب الراحة، والأمان، وللرعايا، وتنظيم المملكة وترقيتها ، مؤيدة للأحكام الشرعية بواسطة قضاة مسلمين في المحاكم التي تحت ملاحظتها، والعدل، والإنصاف في هذه المملكة المحروسة ، ولم تقهر أحدا من أهالي زنجبار على حمل السلاح والدخول في الحرب في بر إفريقيا كما فعلت ألمانيا ودولتها في الساكنين في مملكتها من العرب وغيرهم ، بل عادة هذه الدولة البريطانية الرفق واللين ، كما هو مشاهد ، وقد رضيت أن تقاوم المصاعب، والمتاعب وتبذل الأموال، والأرواح لحماية هذه المملكة، وإنقاذ أهلها من كل ما تخشاه.


وإنني، والمسلمين، وكافة رعايا زنجبار نعلن بأننا متمسكون بروابط الإتحاد مظهرون الولاء والإخلاص لجلالة الملك جورج والملكة ماري، ونولي من والاه ونعادي من عاداه والأمل وطيد أن يكون منصورا على أعدائه قابضا على أزمة السيادة العمومية خافقا لواؤه على جميع الأقطار .. والسلام "


ومن هذا الخطاب أعلن السلطان خليفة صراحة عداءه ضد الألمان، وحلفائهم ومن ضمنهم الأتراك لا سيما حينما أعلن السلطان العثماني التحالف مع ألمانيا، والجهاد المقدس ضد بريطانيا ، وقد لاقى إعلان السلطان العثماني للجهاد استحسانا من قبل الكثير من المسلمين، ومنهم العرب بشرقي أفريقيا بقيادة السيد خالد بن برغش الذي خاض وأصحابه معارك ضارية ضد بريطانيا بكل شجاعة، وبسالة، وتضحيات


وحينما بدأ نفوذ الدعاية العثمانية الألمانية ينتشر بشكل كبير في المنطقة، وزنجبار تحديدا ، عمد السيد خليفة لإلقاء خطبة أوضح فيها كذلك موقفه من الدولة العثمانية قائلا فيها : " ليكن لديكم معلوما أن الدولة التركية تعتبر ركنا من العالم الإسلامي ، غير أنها قد أضاعت سياستها، وحطت سيادتها بتدخلها في حرب أوربا منذ أن جنحت إلى تكثير سواد ألمانيا ،ومساعدتها ، بعد أن أنذرها أولو الأبصار، والآراء الصائبة من علماء، وأكابر ممالكها الناظرين بعين البصيرة إلى عواقب الأمور، وأشاروا عليها بملازمة الحياد ، وكذلك جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم في أرض الهند ، فقد بالغوا في نصحها بأن تلازم الحياد أو تكون مع الإنجليز ، لأن أكثر المسلمين في هذه الممالك الشرقية سيما في الاقطار الشرقية والممالك الهندية مستظلون تحت حماية الدولة البريطانية ، مشمولون بعواطفها ، فمعاداة الإنجليز مضرة حينئذ لدولة الترك ، ويسيئ ذلك لأكثر المسلمين ، وبتقليدها هذه العداوة تسقط مرتبتها من قلوب المسلمين فيا حبذا لو لزموا الحياد ، وأما في حرب إيطاليا الماضية، فقد أظهر المسلمون في زنجبار حماية دينية لتركيا حينما اعتدى عليها الطليان ، ولم يكن لهم حق، وفعلوا ما فعلوا في طرابلس ، أما الآن فلا حق للترك أن يتدخلوا في الحرب ، ولا حاجة لذلك ، بل الذي ينبغي له أن يكثر سواد من كان حاميا لأكثر المسلمين ، أو يلازم الحياد ، الذي يرضاه العقل الإنساني ، لا ما فعلوه من التهور بمساعدتهم لدولة ارتكبت الفضائع، وحيث صممت تركيا على مساعدة ألمانيا فقد رفض الأتراك نفس العلاقات بينهم وبين المسلمين الساكنين في الهند، وفي المستعمرات البريطانية، وهذا الذي يعتقده الحاضرون والنائبون في هذا المجلس ".


ويمكن القول: إن موقف السلطان خليفة بن حارب في هذه الحرب، والمتمثل في الوقوف مع بريطانيا ضد ألمانيا هو المنطق بعد إحكام العقل ، فلم يكن من الحكمة لبلد كزنجبار تقلصت مساحتها لتقتصر على جزيرتين صغيريتن، وبعض من مناطق ساحل البر الأفريقي عقب انهيار الإمبراطورية العمانية، ولا تملك جيشا نظاميا أن تقف أمام القوة الإنجليزية، وسلطتها في المنطقة، وهي من أسقطت في قبضتها دولا أكبر مساحة ، وسكانا كالهند، والعراق، والجزيرة العربية ، والخليج بشكل خاص، وبالأخص في التحالف معها ضد الألمان في الحرب العالمية الأولى ، ولذا ، فإن سلطان زنجبار، والرعايا العرب كانوا جميعا في صف الإنجليز في هذه الحرب ما عدا بعض العرب بقيادة السيد خالد بن برغش البوسعيدي الذين قاتلوا بجانب ألمانيا ضد الإنجليز .


وقد تمثل مشاركة زنجبار في الحرب العالمية الأولى في الدعم المعنوي والمادي ، فقد قامت هناك حملة لتجنيد العديد من رعايا السلطنة من مختلف القوميات ضمن ما عرف وقتها بـ ( حملة بنادق ملك افريقيا ) ، كما عمدت بريطانيا بهذا الخصوص إلى سن مراسيم وقوانين تجبر الافارقة الذين يبلغون السن القانوني بتسجيل أنفسهم لدى القوات البريطانية ، كذلك قدّم أهالي زنجبار مبلغ وقدره ( 70,000) جنيه كتبرع لدعم العمليات القتالية البريطانية ضد الألمان ، وكذلك قامت سلطنة زنجبار بتقديم مبلغ قرض لبريطانيا بلغ ( 245,000) جنيه في الوقت الذي كانت فيه زنجبار تعاني من ضائقة مالية نتيجة الأزمة الإقتصادية العالمية نتيجة اندلاع الحرب العالمية الأولى .


لقد دفع أهالي زنجبار وشرق افريقيا بشكل عام في هذه الحرب الثمن غاليا في الأنفس والأموال ، فقد قتل الآلاف من الأفارقة على أرضهم التي تقع ضمن مناطق الصراع بين بريطانيا وألمانيا ، ولم يحصل الكثير من هؤلاء القتلى بعد إنتصار بريطانيا سوى إنشاء قاعدة لتخليد ذكرى من ذهب ضحية في تلك المعارك التي أصبحت فيما بعد متحفا لجميع أهالي زنجبار .

 

 

 


المرجع : زنجبار في عهد السلطان خليفة بن حارب (1911 – 1960 م ) دراسة في التاريخ السياسي ، أحمد بن خلفان الشبلي ، الطبعة الأولى 2015م ، دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق – سوريا

Wednesday, November 25, 2015

فاطمة جينجا.. والملفات المسكوت عنها

زاهر بن حارث المحروقي
جريدة الرؤية 
24/11/2015م

إنّ ما كُتب في الصحف المحلية عن كتاب "ذكريات من الماضي الجميل"، للدكتورة آسية البوعلي، كان كفيلاً بأن يجعل من يهتم بالتاريخ العماني في الشرق الأفريقي أن يهتم بالكتاب؛ فقد جاء في التعريف بالشخصية التي يتحدَّث عنها الكتاب، "أنّها فاطمة بنت محمد بن سالم البرواني المعروفة بفاطمة جينجا؛ وهي المخضرمة التي عايشت تفاصيل وأحداث مرحلتين في زنجبار: مرحلة ما قبل انقلاب 1964م وما بعدها، وهي الأديبة وربيبة القصر، وابنة شهيد، وزوجة لقائد جيش الانقلاب ولعدة رجال من جنسيات مختلفة، وهي أم زوجة الرئيس أماني عبيد كارومي رئيس زنجبار السابق، وكذلك أم لأحد الوزراء"؛ وهو تعريفٌ يكفي أن يُعطي الكتاب قيمة؛ إذ كيف تكون ابنة "شهيد" ثم تكون زوجة لقائد جيش الانقلاب؟ وكيف يكون ابن عبيد كارومي زوجاً لابنتها، وكارومي قائد الانقلاب؟! ربما هذا اللغز هو الذي جعل د. آسية البوعلي تقول عن بطلتها "نظراً لثراء وتناقض مفردات رحلة حياتها ولتقاطعها مع مفردات التاريخ والحياة السياسية في زنجبار أصبحت محلَّ شكٍ واتهام البعض ممن عرفها، وموضع حب وتقدير الآخرين" أي أنّها امرأة مثيرة في كلِّ الأحوال، وفي ظني بعدما قرأتُ كتاب "ذكريات من الماضي الجميل" أعتقد أنها فعلاً امرأة مثيرة لما تركت من أسئلة، وأستطيع أن أقول إنّ حياتها ليس فيها ما يُغري القارئ بمتابعته، سوى أنّها تزوجت من أربعة رجال من جنسيات مختلفة؛ فمِن يمنيِّ إلى عُماني إلى أفريقي ثم العماني نفسه مرة أخرى وأخيراً قبطي مصري، الذي أسلم حسب قولها، وعندما اكتشفت أنّه خدعها وظلّ على قبطيته تطلقت منه؛ وقد جاء عنوان الكتاب مخالفاً للواقع، فالماضي لم يكن جميلاً أبداً؛ والواقع أنّ هناك شخصيات عُمانية بارزة من الجنسين لها من التجارب ما يستحق أن يُوثّق، إلا أنّ يد المنون دائماً كانت أسرع، في ظلِّ الإهمال الشديد من قبل العمانيين لتدوين وتوثيق تجاربهم.
إنّ الحديث عن فاطمة جينجا، بعد نشر د. آسية البوعلي كتابها عنها، يفتح ملفات كثيرة كان مسكوتاً عنها، منها على سبيل المثال موضوع العُمانيين المتعاونين مع الانقلابيين، فلا يمكن أن تمر هذه السنون كلها، ويتم الحديث عن أنّ الأفارقة قاموا بثورة أو بانقلاب ضد الوجود العُماني، ويتم التركيز فقط على ما تعرض له العمانيون دون تناول سلبياتهم؛ فـ"المسألة قد خرجت عن نطاق الذاتية إلى موضوعية التاريخ، وأصبح من حق أيّ شخص أن يتناوله في دراسة أو مقال"، وهذا ما قالته د. آسية، وأنا أرى أنه قول صائب.
ولدت فاطمة جينجا عام 1930 من أبوين عُمانيين، ولقبُ جينجا التصق باسمها، لأنّ والدها كان ماهراً في كرة القدم، لذلك لُقب بجينجا، نسبة إلى لاعب كرة إنجليزي كان يأتي إلى زنجبار للعب، فأصبحت معروفة بهذا الاسم وهو الذي تدونه في كتاباتها الأدبية، إذ صدر لها حتى الآن أربع روايات؛ وتقول فاطمة جينجا من خلال ثمان مقابلات أجرتها معها د. آسية، العام الماضي في زنجبار: في طفولتي وشبابي كنت كثيرة التردد والمبيت في قصر السلطان خليفة بن حارب، حيث اعتبرتني السيدة نونو بنت أحمد البوسعيدي زوجةُ السلطان بمثابة ابنتها، لذا عرفت الكثير عن حياة القصر وما يدور في داخله، وكان لشخصية والدي حضور طاغ في حياتي، فوالدي الذي استشهد عام 1965م، عرف بحبه للقراءة والثقافة؛ وتحكي قصة استشهاد والدها، الذي اتُّهِم بأنّه يدبِّر لانقلاب مضاد، نقلاً عن أحد المسجونين الذي أطلق سراحه وكان شاهد عيان لما يحدث في السجن من عمليات التعذيب والتصفية الجسدية، حيث تمّ تعذيب والدها وآخرين على مدى شهور من قبل ثلاثة رجال هم "علي محفوظ" و"عامر الدغيشي" و"عبد الرحيم محمود" بالتناوب؛ وهم المعروفون بـ"الرفاق" وأعضاء حزب الأمة اليساري، وعندما أصبح والدها على مشارف الموت أخذوه إلى مكان بعيد وأرغموه هو وستة أو سبعة آخرين على حفر مقبرة جماعية كبيرة ثم أوقفوهم وظهورهم للمقبرة وأطلقوا عليهم الرصاص من الوجه ليقعوا جميعاً شهداء، وأنّ الذي أطلق الرصاص على والدها لم يكن من هؤلاء الثلاثة بل كان شخصاً أفريقياً اسمه "إبراهيم مكونجو" كان رئيساً للمخابرات أو الأمن؛ وتقول فاطمة جينجا "لقد أحسست بالضياع وبقدر كبير من خلط المفاهيم والأفكار بالنسبة لي؛ شبابٌ عرب عذّبوا والدي حتى مشارف الموت.. ورجلٌ أفريقيٌ يغتاله ويصفيه جسدياً"، وقد تكون هذه العبارة هي المفتاح الذي يمكن أن يلج إليه المحللون النفسيون لتحليل شخصية فاطمة جينجا وقراراتها التي تبدو غامضة؛ ففي الوقت الذي يقول المنطق إنّ عليها أن تقف ضد الانقلاب ورجاله الذين قتلوا والدها، فإذا بها تتزوج بعد استشهاد والدها بسنة من اللواء يوسف حميد مفتاح قائد جيش الانقلاب، وتبرر لهذا الزواج بأنّها عانت أشد المعاناة من كثرة اقتحام الرفاق لمنزلها وما سببه ذلك من متاعب نفسية لها ولمن تعيل، ثم تمّ طردها من عملها في الوحدة البيطرية لا لسبب إلا لأنّ مسؤولها كان من الرفاق؛ فكان عليها أن تبحث عن العمل لأنّ الأفواه الجوعى في البيت كانت تعتمد عليها وحدها، وعندما قابلت قائد الجيش لتشكو له حالها فإذا هو قد أحبها وعرض عليها الزواج فتمّ ذلك وهو الزواج الثالث في حياتها؛ وفي وصفها لزوجها تُقدِّم صورة عن الانقلابيين إذ تقول "كان أفريقيّاً خالصاً ولم يكن غنياً، ولكنه كان يملك النفوذ والسلطة بحكم وضعه كقائد للجيش ورتبته العسكرية، لم يكن متعلماً بل أمياً يستطيع بالكاد كتابة اسمه، وقبل أن يصير قائداً للجيش كان يعمل سائقاً للسيارات الثقيلة في المعسكر الإنجليزي في شمال أفريقيا، وعندما وقع الانقلاب، عُيِّن فيما بعد قائداً للجيش"، وهنا سألت د. آسية، فاطمة كيف لها وهي المثقفة أن تتزوج من أمّيّ؟ فكان جوابها "ابحثي في وضعية تعليم وثقافة من هو أعلى منه رتبة؛ رئيس زنجبار شخصياً هل كان أفضل من يوسف؟ إنّ الانقلاب لم يكن عسكرياً فحسب؛ بل كان انقلاباً لكلِّ مفاهيم العقل والمنطق"؛ وتبرر زواجها من يوسف قائلة "كنت أبحث عن الأمان والحماية والقوت وسد الرمق لي ولكل أفراد عائلتي بعد شهور سوداء عشتها، فأردت لها النهاية بزواجي ممن يستطيع منحي الحماية والأمن".
الملاحظ أنّ فاطمة دافعت بشدة عن الرئيس كارومي، ونفت عنه تهمة علمه بكلِّ التصفيات الجسدية التي تمّت في عهده، باعتبار أنّ الفوضى كانت عارمة؛ بل إنّها تذكر أنّ كارومي اعتذر لها عن قتل والدها وقال إنّه لم يكن يعلم بذلك، فلم يكن موجوداً إذ كان في بيمبا، ولكن فاطمة لا تكتفي بمدح كارومي وتبرئته، بل تخطو خطوة أخرى مثيرة للجدل، إذ تُزوّج ابنتها شادية من أماني عبيد كارومي وذلك عام 1967، وهي بنت قاصر لم تبلغ 14 سنة، وتدافع عن هذه الزيجة بأن تقول أردتُ لها حياة آمنة وأن تكون في أيدٍ أمينة، فأنا لم أبعها لرجل كهل بل تزوجها شاب في عمر 19 سنة أصبح فيما بعد رئيساً لزنجبار من عام 2000 حتى 2010، وأصبحت شادية سيدة زنجبار الأولى.
لقد تعاملت د. آسية مع فاطمة في كتابها بذكاء، حيث طرحت لها أسئلة محرجة وتركت الإجابة لها، وظلت هي في الأمان، ولو لم تركز على فاطمة، ما كان لينتبه إليها أحد؛ فهناك من النساء العمانيات أهم شأناً بكثير منها، وهناك الكثيرات ممّن عانين المعاناة نفسها أو أكثر، فهناك مآخذ كثيرة على فاطمة، منها ركوبها الموجة واغتنامها كلّ الفرص لتحقيق مآربها حتى وإن كان في ذلك، الزواجُ من قائد جيش الانقلاب الذي أقام مذابح للعمانيين، وتزويجُها ابنتها لابن كارومي، إذ رآه الكثيرون جريمة في حق أبناء جلدتها؛ ويجب أن نعتبر قضية زيجاتها قضية شخصية جداً وألا نخوض فيها، ولكن هناك نقاطاً تحتاج إلى إيضاحات وتحتاج أن تُفتح الملفات حولها، وهي قضية العمانيين الذين أعانوا الانقلابيين في إزهاق أرواح الأبرياء وفي الاستيلاء على أموالهم، والهدفُ من ذلك هو تقديم حقائق للتاريخ فقط؛ فالقضيةُ في حكم المنتهية من زمان، ولكن يجب أن تبقى الدروس حية، ولا أظن أنها قد تثير أيَّ حساسيات الآن.