Sunday, January 24, 2016

الهجرات العمانية إلى شرق إفريقيا

 
 كتاب الهجرات العمانية إلى شرق أفريقيا: ما بين القرنين الأول والسّابع الهجريين (دراسة سياسيّة وحضاريّة)
دار الفرقد 2012
ضِمن إصدارات البرنامج الوطني لدعم الكتاب الذي يتبنّاه النّادي الثقافي
سعيد بن سالم النعماني
 
 
يأتي الكتاب متتبعًا ما أحدثه الوجود العماني في شرق إفريقيا من تأثيرات، مما ساعد في تغيير مجرى تاريخ منطقة ساحل شرق إفريقيا تغييرًا جذريًّا، ويعود الفضل في ذلك إلى الجلندانيين والنباهنة، فقد أسهموا في إضافة رصيد حضاريّ قيِّم إلى ما سبق أن أنجزته الأمة الإسلاميّة هُناك، إلّا أنّ تاريخ هجرات العمانيين وأثرهم الحضاري في شرق إفريقيا يلفّه الكثير من الغموض بحسب الباحث؛ وذلك لعدم التاريخ له، وندرة المصادر التاريخية في ذلك، فأغلب المعلومات التي تمّ التّوصّل إليها جاءت من خلال التاريخ الشفهي للمعمّرين في شرق إفريقيا.
فجاء هذا الكتاب معتمدًا على منهجٍ استقرائي تحليلي، وذلك لانعدام المعلومات المصدريّة المكتوبة، متتبِّعًا الأثر العُماني في شرق إفريقيا، حيث جاءت الدراسة في مقدّمة وتمهيد تناولا عُمان ودلالة تعدّد تسمياتها على الهجرات، والموقع والمناخ والتضاريس وأثرها في الهجرات، العاقة الجغرافيّة بين عُمان وشرق أفريقيا.
وبابين وخاتمة، ركّز في بابها الأوّل على البحث في الجوانب السياسيّة المتصلة بالوجود العُماني في شرق إفريقيا؛ وذلك من خلال تطرّقه إلى التّاريخ السياسي للهجرات من ناحية أوّلا الهجرات وبواعثها وتناوله من خلال نشاط لعمانيين الملاحي، والصلات التاريخيّة بين عمان وشرق إفريقيا، وثانيًا هجرة الجلندانيين إلى شرق إفريقيا من خلال: أوضاع الجلندانيين قبل هجرتهم، وأسباب الهجرة، وزمن الهجرة، وأماكن استقرار الجلندانيين متناولا أيضًا دولة الجلندانيين: نفوذها عاصمتها ونظام حكمها، ومجيبًا في هذا الفصل عن من هو مؤسس دولة الزّنج الإسلاميّة الأولى؟.
الفصل الرّابع هجرة الحرث، أمّا الفصل الخامس فقد تناول فيه هجرة بني نبهان من خلال: بنو نبهان في عُمان، دوافع الهجرة في عهد بني نبهان، وظهور الأسرة النبهانيّة في باتي، وقيام السّلطنة النبهانيّة وامتداد نفوذها.
وفي الباب الثّاني تناول الدّور الحضاري لعرب عُمان في شرق إفريقيا، من خلال أربعة فصول، تناول في الفصل الأوّل النشاط التجاري ( النّشاط التجاري للمهاجرين العمانيين إلى شرق إفريقيا، التجارة مع الأمصار العربيّة الإسلاميّة، التجارة مع الهند والصّين)، وفي الفصل الثاني طرق ومراكز التجارة بساحل شرق إفريقيا من خلال محورين أوّلهما الطّرق التجاريّة، والثّاني قيام المراكز التجاريّة مثل: مُدن إقليم لامو ( مقديشو، باتى،لامو، جيدي، ملندي، ممباسة)، وجزر إقليم الرّانج ( زنجبار، كلوة، شربوة/كرموه، القرود)، وجزر ومدن الإقليم السفالي (قنبلو/مدغشقر، موزمبيق، صيونة، جنطمة، دندمة، البانس،دغوطة، جسطة).
أمّا الفصل الثالث فتناول المبادلات التجاريّة بين شرق إفريقيا والبلدان الأخرى من خلال الواردات المتمثّلة في بضائع عربيّة وبضائع فارس والهند والصِّين، والصّادرات المتمثِّلة في: الرّقيق، والذّهب، والعاج، والحديد، والعنبر، والفيلة والزّراف، والنّمور، والقرود، والأخشاب والتّوابل.
وفي الفصل الأخير ناقش الباحث التأثيرات الحضاريّة الأخرىـ كـ : دور المهاجرين العمانيين في الدّعوة إلى الإسلام في شرق إفريقيا، وأسلوب المهاجرين العُمانيين في الدّعوة الدينيّة وموقفهم من تعدّد المذاهب الفقهيّة، وتأثير المهاجرين العمانيين في مجال نظام الحكم والألقاب الحكوميّة والوظائف، وتأثير المهاجرين العمانيين في اللغة والثقافة السواحيليّة، وتأثير المهاجرين العمانيين في مجال العمران، وتأثير المهاجرين العمانيين في مجال الحرف.
وقد ختم دراسته بخلاصة أبرزت أهم نتائج البحث وتوصياته

 

No comments:

Post a Comment