Wednesday, January 6, 2016

تاريخ العمانيين من عُمان حتى زنجبار

صحيفة الرياض
 
الثلاثاء 28من ذي القعدة 1427هـ - 19ديسمبر 2006م - العدد 14057

في محاضرته عن علاقة عمان بالشرق الأفريقي

د. الغيلاني يستعرض تاريخ العمانيين من عُمان حتى زنجبار

تغطية - حامد البيشي:عدسة - عبداللطيف الحمدان
    في ثاني أيام الأسبوع الثقافي العماني بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض والذي يقام بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام - وكالة الوزارة للشؤون الثقافية قدم الدكتور سعيد بن محمد الغيلاني مساء أول أمس الأحد محاضرة بعنوان علاقة عمان بشرق أفريقيا أدارها الدكتور عبدالله العسكر.. بدأ الدكتور بشكر المملكة العربية السعودية وخاصة وزارة الثقافة والإعلام على حسن الاستقبال والضيافة ثم أخذ الحضور في رحلة سياحية بدأها بعلاقة العرب والعمانيين بشرق افريقيا الذي امتد إلى ما قبل ألفي عام وكانت مع مملكة اكسوم التي تكونت من اختلاط العرب بالمواطنين الأصليين سكان السواحل القريبة من جزيرة العرب ونمت هذه العلاقة وتطورت بعد ذلك في التاريخ سواء في تاريخ العرب في العصر الجاهلي أو صدر الإسلام.
ثم ركز على علاقة العمانيين بشرق افريقيا وتحديداً ما يعرف بأرض الزنج أو ساحل الزنج والذي يسمى أيضاً "زنجبار" وهي كلمة فارسية تعني ساحل الزنج.
وبيّن الدكتور ان التجارة كانت من أهم أسباب هذا التواصل الذي حدث في تلك الفترة نظراً لتميز العمانيين ودورهم الريادي في هذا المجال واشتهارهم بالملاحة في تلك الفترة حيث كانت سفنهم تجول وتصول وتصل إلى أي مكان تشاء، مثل الهند والصين وشرق افريقيا وغيرها للبحث عن أسواق وموانئ جديدة لترويج سلعهم ومنتجاتهم بالإضافة إلى شراء سلع جديدة.
ثم ذكر ان الحملات العسكرية كان لها دور كبير في نزوح الجماعات إلى الساحل الافريقي وكان من أشهرها وهي ما يركز عليه المحاضر الهجرة العمانية بسبب الحملات العسكرية التي شنها الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق لعبدالملك بن مروان ( 65- 86ه)، ( 685- 705م) عليهم لمد نفوذ وسلطة بني أمية إلى عمان التي كانت تنعم في تلك الفترة باستقرار تحت حكم ملكيها سليمان وسعيد ابني عباد بن عبد بن الجلندي.. نجح فيها الحجاج في تحقيق رغبته بعد أن تكبدت حملاته الحملة تلو الأخرى خسائر على يد العمانيين، ما حدا الأزد من العمانيين إلى الهجرة إلى بلدان الزنج ثم تطرق الدكتور للدور الهام الذي لعبه العمانيون بعد هجرتهم إلى هذه البلاد وان في نشر الدين الإسلامي وتأسيس المدن والمراكز العربية هناك والتي كانت نواتها الأولى (بتة) في أرخبيل لامو ومدينة حرابو التي أسسوها شمالي ممباسا، كما أحدثوا تغيراً هائلاً في كل أوجه الحياة الاجتماعية والثقافية والسلوكية نتيجة المصاهرة بين العمانيين المهاجرين والزنوج سكان البلاد الأصليين.
وألمح الدكتور إلى هجرات عربية أخرى منها هجرة مجموعة من أنصار زيد بن علي من أي طالب الذين استوطنوا (البناد) في الصومال بالقرب من مقديشو وهجرات أهل الحجاز خاصة أهل مكة والمدينة نتيجة الحملات الحربية التي وجهها الأمويون على المدينتين المقدستين.. أسست لحضارة إسلامية عربية عمانية في ممالك عربية مستقلة بتلك المنطقة.
ثم تحدث الدكتور عن قدوم البرتغاليين وسيطرتهم على الساحل الافريقي الشرقي بعد فشل العثمانيين في صدهم وامتداد نفوذ البرتغاليين إلى عمان عام 1507حتى قامت الدولة اليعاربية وتعيين الإمام ناصر بن مرشد اليعربي إماماً على عمان في عام 1034ه وبدأت محاربة الغزاة بجيوش عمانية متتالية انتصرت عليهم وطاردتهم حتى الهند، مما حدا بالسواحليين سكان الشرق الافريقي بالاستنجاد بسيف بن سلطان القائد في تلك الفترة لتخليصهم من الاستعمار البرتغالي في زنجبار وبتة وبالفعل كان له ما أراد حتى قام العهد الزاهر لليعاربة في تلك البلاد.
وأخيراً تحدث المحاضر عن الاستعمار الانجليزي عام 4031ه - 1890م الذي اتى بعد انقسام الحكم بين أولاد السيد سعيد بن سلطان ثويني الذي كان يحكم في عمان وماجد في زنجبار وتوالت المحاولات في محاربة الانجليزي بمساعدة زعماء العرب والمسلمين ولكنهم فشلوا في الإطاحة بهم حتى أعلنت بريطانيا انسحابها من الجزيرة واعلنت زنجبار مملكة مستقلة انفجر بعدها بركان الحقد والتآمر من قبل المستعمرين لكل ماهو عربي.. وانتهى حكم آل بوسعيد وحكم العرب في زنجبار عام 1964م.
بعد ذلك تمت المداخلات من الحضور خاصة العمانيين والتي اشتركت في عدم توضيح المحاضر لأدوار العمانيين السياسية والاقتصادية في تلك الفترة في الشرق الافريقي إلا أن الدكتور أكد أن محاضرته كانت بشكل عام ولم يسعفه وقت المحاضرة في تفاصيلها.

1 comment:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اردت السؤال والاستفسار عن وجود مصادر تريخ لهجرة العمانيين الى الصومال خصوصا العلاقة بين قبيل البراوى الصومالية وقبيلة البرواني العمانية؟

    ReplyDelete