Tuesday, September 20, 2016

التطهير العرقي بزنجيار

زنجبار ارض مسلمة منذ القرن الأول الهجري حكمها العرب العمانيون قرابة ألف عام وما زال الحنين بين أهل سلطنة عمان وأهل زنجبار قائما فكثيرا من عائلات الطرفين جذورها في ارض الآخر . وقد تم ضم الجزيرة قسرا مع منطقة تنجانيقا ليتم تشكيل ما يسمى الآن بدولة تنزانيا 1964. ولكن الآثار العمرانية الاقتصادية والإسلامية في زنجبار ما زالت شاهدة على الأخوة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ بين الارضين العمانية والزنجبارية كما يشهد جهل الكثير من أبناء الإسلام بتاريخ ومكان الجزيرة على التشرذم بين أراضى الإسلام والذي لم يعد هناك وقت للإبقاء عليه.
مقدمات زوال الحكم العربي الاسلامى
على الرغم مما حققه السلطان سعيد بن سلطان في تقدم وازدهار زنجبار وإعلاء شأنها فيما حولها من بلدان إلا انه زرع بذور ضياع هذه الجزيرة الغنية الجميلة من يد العرب والحكم الاسلامى دون ان يدرى.
وذلك ان السلطان وكان قد اطمأن إلى حكمه في شرق أفريقيا وافق على التعاون مع عدد من الدول الغربية ومنها أمريكا وبريطانيا معه خاصة في المجال التجاري حيث سارعت هذه الدول إلى التقرب إليه بالهدايا والمشاريع والسلاح كعادتها في عدم ترك اى مكان غنى وجميل في الدنيا دون ان يكون لها فيه نصيب . وكان لبريطانيا النصيب الأكبر في السيطرة على اقتصاد الجزيرة أوصلهم إلى السيطرة على أمورها سياسيا بل ورفع علمهم عليها عام 1843 في ظل حكمه .
وفى 19 أكتوبر من عام 1856 توفى السلطان سعيد على متن الباخرة فيكتوريا (لاحظ ما يوحى إليه هذا الاسم من تقارب بريطاني) ودفن في زنجبار فوقع الخلاف بين أولاده على الحكم وبعد تقسيمه كانت الجزيرة من نصيب يرعش بن سعيد وذلك بعد ان تدخلت بريطانيا في تقسيم الملك بزعم فض الخلاف بين الإخوة مما أسفر عن انفصال زنجبار عن المملكة البوسعيدية بعمان ولكن بشكل غير تام حينئذ .
وفى عهد السلطان على بن سعيد أعلنت بريطانيا الوصاية (الاحتلال) على الجزيرة نوفمبر عام 1890 ولم يكتف الغرب بذلك بل مدت أمريكا ذراعها هي الأخرى في إدارة البلاد . واستمرت هذه الوصاية حوالي 70 عاما وعندما أرادت الانسحاب قامت كعادتها بترتيب خطة تستطيع بها البقاء الفعلي بعد خروجها ظاهريا فكانت المؤامرة التي دبرته للإطاحة التامة بالحكم العربي الاسلامى والذي تم عام 1964 .
التنازل عن مقديشو في 1905 لإيطاليا وممباسا لكنيا في 1963.
استقلت من بريطانيا كسلطنة ذات سيادة في 19 ديسمبر 1963.
دخلت تنجانيقا مع زنجبار في اتحاد فدرالي ليشكلا تنزانيا (بأخذ الحرفين الأولين من كل منهما) في 12 يناير 1964.
12 يناير 1964 - عبيد كرومي يقوم بإنقلاب ضد السلطان جمشيد بن عبد الله في سلطنة زنجبار (الواقعة حاليا في تنزانيا) والتي كانت خاضعة لحكم البوسعيديين بعمان، ويعلن قيام الجمهورية.
وقد قتل خلال هذا الانقلاب 16 ألف عربي، وعدد كبير من المسلمين. في مذبحة تطهير عرقي مريعة جدا.
مؤامرة الاستعمار والانقلاب
قبل 9 سنوات من إعلان الاستقلال الرسمي الوهمي بدأت بريطانيا في تنفيذ سياستها (فرق تسد) فعمدت إلى تكوين حزبين سياسيين يفرقان بين المسلمين من اصل عربي والمسلمين من اصل افريقى وشيرازي تمهيدا لحرب أهلية تطيح بالعرب المسلمين وحكمهم. وهذان الحزبان تشكلا كالآتي:
(1) - حزب زنجبار الوطني : وتكون سنة 1955 على أساس عضوية مفتوحة لكل الاهالى وسكرتيره على محسن.
(2) - الحزب الافروشيرازى : ويضم الإفريقيين والشيرازيين في جبهة واحدة بزعامة عبيد كرومي وكان للقس جوليوس نيريرى من تنجانيقا دورا في ذلك .
(3) - وظهر بعد ذلك في الحلبة حزب الشعب بزعامة محمد شامت . وجرت انتخابات فاز فيها الحزب الوطني الانقلاب الأحمر: في عام 1964 وبالتحديد في شهر يناير كشف الحزب الافروشيرازى عن حقيقته البشعة - والتي لم تكن تمثل كل المسلمين الإفريقيين والشيرازيين كشعب بل يمثل أقلية فاسدة منهم -
ذلك ان قام بثورة مسلحة في غفلة من نظام الحكم ومن الشعب عبر مكيدة تفاصيلها كالآتي:
1- الاستيلاء على سفينة أسلحة جزائرية تسمى ابن خلدون ذاهبة إلى موزنبيق عبر 600 قارب صيد تم استقدامهم سرا من تنجانيقا المجاورة لتوفير السلاح .
2- قام رئيس شرطة زنجبار الانجليزى بتسريح الضباط الوطنيين العرب واخفاء مفاتيح السلاح حتى ينقطع السلاح عن ايدى المسملين العرب .
3- نظم الحزب الفروشيرازى مظاهرات بقيادة رئيسه كرومى وتم توجيهها إلى قصر السلطان جمشيد بن عبد الله خليفة وقد لجأ السلطان إلى سفينة بريطانية حملته إلى بريطانيا (دولة الاحتلال السابقة) .
وبدأت المذبحة التي خططت لها بريطانيا قبل 9 سنوات حيث سادت الفوضى وقام بعض المأجورين من الأفارقة والشيرازيين بهجوم شامل على العرب وخلال دقائق أصبح التفكير في قتل شيخ أو امرأة عربية أسهل من التفكير في قتل نملة وقاوم على محسن زعيم الحزب الوطني حتى قبض عليه ولم يعرف مصيره وانتهى الأمر باستشهاد أكثر من عشرين ألف عربي على حد ما ذكرته بعض المصادر .
أسباب الانقلاب:
من الصعب جدا تخيل ما حدث للعرب المسلمين على يد مسلمين مثلهم بعد ان عاشوا سويا قرابة مائة عام يربط بينهم عامل واحد هو الدين يرفعونه فوق كل اعتبار فما هي الأسباب التي رسمت هذه الواقعة ؟
أسباب داخلية:
1- النشاط التنصيرى المسيحي مما جعل كثير من كبار الساسة من تلاميذه.
2-إثارة النعرة العنصرية بين المسلمين خاصة بعد ان أشاع الاستعمار ان العرب كانوا من تجار الرقيق في تجاهل للاتفاقية التي وقعها السلطان سعيد بن سلطان مع بريطانيا لإلغاء هذه التجارة التي كان يقوم عليها الغزو الغربي.
3- مطامع دول الجوار وخاصة كينيا وتنجانيقا في ضم زنجبار إليها واستقطاعها من حكم الدول العمانية ويؤكد ذلك دور تنجانيقا في تسليح من قاموا بالمذبحة .
4- رغبة الدول الغربية في تقويض الإسلام في زنجبار خاصة نظام الحكم لأنها كانت بوابة أفريقيا الشرقية ومنها دخل الإسلام لأغلب الدول الأفريقية الشرقية والوسطي.
أسباب أخرى:
أخطاء سلطان زنجبار في سياسة حكمه للطوائف حيث فتح باب التنصير دون رقابة فتغلغل وشوه تاريخ العرب.
2- توثيق العائلة الحاكمة لعلاقاتها ببريطانيا منذ عهد السلطان سعيد بين سلطان مما أثار سخط المسلمين الأفارقة وشعورهم بان العرب هم من جلب الاحتلال إلى بلادهم .
تبعات الانقلاب والسنوات التالية
بعد المذبحة تولى الحكم عبيد كرومى الذي حكم زنجبار باعتبارها تابعة (قصرا) لاتحاد تنزانيا والذي أعلن عقب الانقلاب وتكون من زنجبار وتنجانيقا وقد قتل كرومى 1392 ه - 1972 م في مقر حزبه على يد الضابط محمود على سيف شقيق أحدى زوجاته من اصل عربي .
وكان يحكم اتحاد تنزانيا آنذاك القس جوزيف نيريرى الذي سبق وان شارك في التخطيط للانقلاب الدموي وكانت سياسته وديدنه إزالة أثار الحكم العربي الاسلامى في البلاد سواء تنزانيا بشكل عام أو زنجبار بشكل خاص
حتى انه كان يقيل كل من يجد لديه النية أو الحنين إلى الوجه العربي والمسلم للجزيرة مثل سيف شريف .
- توسع النشاط التبشيري التنصيرى حتى أصبح لكل مسيحي 100 كنيسة في بلد يشغل فيه المسيحيون اقل من 3% وصار اقتصاد البلاد بأيديهم وكذلك الوظائف الحكومية المرموقة .
السنوات التالية:
من ابرز نتائج ما سبق ان أصبحت زنجبار تتبع الحكم العلماني الذي انتهجته تنزانيا مما اضعف كثيرا من تعريف الأجيال الجديدة بتاريخها وإسلامها.
-تتمتع زنجبار بحكم ذاتي في ظل الاتحاد من حيث التمثيل الوظيفي (رئيس - مجلس نواب- رئيس وزراء ) . ولكن الوزارات الهامة كوزارة الدفاع والخارجية والتعليم بيد الحكومة الاتحادية النصرانية. ومن المضحك المبكى انه تم في عام 2001 تعيين وزير "نصراني"
لرئاسة الوزارة الخاصة بالشؤون الدستورية وهى المخولة بإدارة الإفتاء والأوقاف والمحاكم .الإسلامية في زنجبار‍
- أصبح المسلمون يعتمدون على الجهود الذاتية لا على الدولة في دعم وتدبير شئونهم وخاصة الدينية والدعوية بسبب علمانية الحكومة .
- قامت ثورة قادها الشباب الزنجبارى احتجاجا على مساعي الحكومة التنزانية لتغيير الملامح الإسلامية في الجزيرة فقتل بعضهم بالرصاص وسجن البعض الأخر .
- يطالب الشعب الزنجبارى بالاستقلال وإعادة الحكم والوظائف القيادية إلى مسلميه وتطبيق الشريعة الإسلامية
- خلال الانتخابات التي جرت عام2000 تكشف للعالم حقيقة الحكم الحالي لتنزانيا حيث خرجت مظاهرات كبيرة في زنجبار تؤكد على ان الانتخابات غير شرعية وتم فيها تزوير كبير أفضى عن فوز مرشح الحكومة الاتحادية النصرانية إمام مرشح حزب "الجبهة المدنية المتحدة" وهو الحزب الاسلامى بزنجبار.
التقرير من إعداد/ أختكم نسائم الإيمان
المصدر وكالة نبأ الإسلامية للأخبار

No comments:

Post a Comment