Monday, March 13, 2017

تأسيس الجمعية العربية بزنجبار عام 1922

قلعة التاريخ: 5 يناير 2014

 أحمد بن خلفان الشبلي .
أتى تاسيس الجمعية العربية كردة فعل طبيعية لما كانت تشهده زنجبار من تجمعات عرقية بدأت تتبلور بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ،وبتشجيع من سلطة الحماية البريطانية ، وقد أحس العرب أن تربعهم على رأس السلطة في خطر ، بعد أن سمحت بريطانيا بتكوين جمعيات عرقية والتي قد يكون لها دور في إدارة الأمور في زنجبار لاحقا . لذا فقد كانت الحاجة ملحة لظهور جمعية تحفظ ما يمكن حفظه من سلطنة زنجبار العربية .
 وقد كانت الشرارة الأولى لتحرك العرب في زنجبار نحو إيجاد جمعية تعنى بمصالحهم ، عندما ظهر في مطلع العشرينات ، ما عرف وقتها بقانون الحفاظ على أشجار القرنفل من المتطفلات أو المتسلقات والتي تسمى باللغة السواحيلية ( كوريكيه ) ( kirukiya ) ، وقد سن هذا القانون من قبل إدارة الزراعة بزنجبار ، وبدعم من السلطات البريطانية . ويقضي هذا القانون بمحاكمة كل مزارع يعثر في مزرعته على هذه المتطفلات ، وإجباره على دفع غرامة مالية كبيرة .
وبينما كان مفتشو دائرة الزراعة يفتشون عن هذه المتطفلات ، في عام 19222 ، دخلوا مزرعة في قرية( مبوزيني ) يملكها الشيخ محمد بن سعيد البرواني الملقب بصاحب ( الكحلة ) ، والذي كان يعد وقتها من أكابر عرب زنجبار ، حيث كان يلقى احتراما كبيرا من قبل جميع العرب في السلطنة ، وقد كانت مزرعته مضربا للمثل من شدة نظافتها وحسن ترتيبها . إلا أن مفتشو إدارة الزراعة ، وفي أثناء تفتيشهم في مزرعة الشيخ محمد عثروا على بعض المتطفلات ، وكتبوا تقريرا حول ذلك .
 وبعد فترة جاء أمر من المحكمة في زنجبار بضرورة مثول الشيخ محمد للقضاء . وعندما وصل إلى هناك طالبه القاضي الإنجليزي بضرورة دفع غرامة مالية بسبب وجود تلك المتطفلات في مزرعته ، فوافق الشيخ محمد على الدفع ، ولكنه طلب من القاضي الذهاب إلى البيت لإحضار المال ، ولكن القاضي رفض ذلك الطلب . وبما أن الشيخ كان معروفا لدى عرب زنجبار ، فقد احتشد جمع غفير منهم لينظروا فيما ستسفر عنه المحكمة ، وقد كان من بين الحضور الشيخ مسعود بن علي بن محمد الريامي الملقب ( بالعودي ) والذي تكفل بدفع تلك الغرامة .
 لقد اعتبر العرب تلك الحادثة بمثابة إهانة لكرامتهم جميعا في السلطنة ،فكيف لقانون زراعي أن يتسبب في محاكمة أحد رموز العرب في زنجبار ؟لا لذنب أقترفه الا لوجود تلك المتسلقات في مزرعته؟!والجدير بالذكر أن هذه الحادثة لم تكن الأولى ضد المزارعين العرب فقد شهدت الفترة التي سبقت محاكمة الشيخ محمد البرواني حوادث مشابهة،الا أن محاكمة هذا الأخير كانت الأكثر وقعا على النفوس العرب.
 ومما زاد من حنق العرب على السلطات البريطانية هو أن الحكومة لم تكن تقدم أي نوع من أنواع الدعم للمزارعين في ذلك الوقت،فكيف لها أن تتدخل بهذه الصورة السافرة في إدارة مزارعهم؟والواضح أن السلطات البريطانية كانت تتخذ من قضية المتسلقات ذريعة جديدة لزيادة السيطرة على سؤؤن المحمية.
 بعد هذه الحادثة اجتمع العرب العمانيون في الجامع القديم، والذي عرف فيما بعد بجامع الإستقامة والواقع بالقرب من كاتدرائية الكاثوليك الرومان في شارع البرتغاليين ، وذلك بهدف تأسيس جمعية تعنى بشؤونهم . وقد كان من أبرز من حضر ذلك الإجتماع ، الشيخ علي بن عمير المرهوبي والشيخ سالم بن عبدالله البرواني وسليمان بن ناصر اللمكي وناصر بن سعيد الإسماعيلي وسالم بن كنده بن الإمام ومحمد بن عبدالله الخروصي وعمير بن حميد الهنائي ومحسن بن علي البرواني وحميد بن راشد الغيثي وأحمد بن محمد المغيري بالإضافة إلى الهندي ( بهرال ناثاني ) المناضل ضد الاستعمار البريطاني وصاحب جريدة ( zanzibar voice )
 وبعد اتفاق الجميع على تشكيل الجمعية العربية ، تم اختيار السيد سيف بن ناصر اللمكي ، لوضع أول قانون للجمعية عام 1922 ، والذي اعتبر فيما بعد القانون الأساسي لها . كما تم الاتفاق على اختيار مقر المكتبة العربية السابق في ( درجاني ) ليكون مقرا دائما للجمعية .
المصادر :
1- جريدة الفلق ، الموافق : 31 / 3 / 1931 .
2 - جريدة الفلق ، الموافق : 13 / 4 / 1932 .
3 - جريدة الفلق ، الموافق : 21 / 1 / 1938 .
4 - جريدة الفلق ، الموافق : 31 / 3 / 1954 .
5 - جريدة الفلق ، الموافق : 5 / 7 / 1955 .
6 - مقابلة مع الفاضل : عبدالله بن محسن البرواني ، في منزله بدبي بتاريخ : 24 / 11 / 2008 .
7 - مقابلة مع الفاضل : أمان ثاني فيروزي ، في منزله بدبي ، بتاريخ : 25 / 11 / 2008 .
8 -  suliman said bin shahbal . Zanzibar ; the rise and fall of an independent state 1859 - 1964 . Emerge publishin . Dubai ; 2002 .

No comments:

Post a Comment