Friday, December 9, 2016

أحفاد وآثار السلاطين النباهنة حكام باتي بشرق أفريقيا

أثير – تاريخ عمان:
حينما قامت دولة النباهنة في شرقي أفريقيا، وتحديدا في جزيرة باتي، وما جاورها بيد السلطان سليمان النبهاني، بعد أن تزوّج من ابنة حاكم الجزيرة الأميرة بتاوينا بنت إسحاق بن محمد البتاوي الذي تنازل عن الحكم لصهره النبهاني عام 1203م ليصبح بذلك سليمان أول حاكم عماني لجزيرة باتي الواقعة في الطرف الجنوبي من ساحل كينيا، ومنها انطلق سلاطين بني نبهان نحو تأسيس سلطنة عربية إسلامية قويّة حكمت أجزاء كبيرة من ساحل شرق إفريقيا لمدة 311 سنة، وبعد ثم انحصرت سلطنة النباهنة، وفي أواخر حكمهم ظلت محصورة في جزيرة باتي ولامو حتى عام 1813م، وأصبح فيها السلطان النبهاني أشبه بالوالي، أو الزعيم القبلي.
“أثير” ترصد لكم أهمّ الحكّام النباهنة الذين حكموا جزيرة باتي الكينية، وازدهرت من خلالهم دولة النباهنة ووصلت لأوج ذروتها، وبقي أحفادهم فيها حتى يومنا هذا.
كانت البداية، في عام 559هـ بيد المؤسس سليمان النبهاني الذي مات في عام 625هـ، وخلفه ابنه محمد بن سليمان النبهاني في الحكم، وهو أول من حمل لقب سلطان باتي، وقد كانت له منزلة رفيعة جدا في قلوب أهل باتي لكونه ابن ابنة السلطان إسحاق قريبتهم، واستمر محمد في الحكم لمدة 25 سنة، وحينما مات ترك ثلاثة أبناء، وهم : أحمد، وسليمان، وعلي.‪ ‬
-السلطان أحمد بن محمد النبهاني (650 – 690هـ):‪ ‬
حينما مات السلطان محمد خلفه ابنه أحمد بالحكم، ولكن بعض من أهالي باتي لم يرتضوه حاكما، وزرعوا الفتنة بينه، وبين أخويه ليدب الصراع بين أحمد، وأخويه سليمان، وعلي، وفي هذه الأثناء تدخلت والدتهم السلطانة بتاوينا ونصحت ابنها أحمد بالصلح مع أخويه ليستقيم له الأمر في الحكم، وتفادي ثورة من خلال هذه الفوضى يطرد من خلالها بنو نبهان من باتي، فتسقط الدولة.
فاستدعى السلطان أحمد رجلا مسنّا حكيما كان صديقا لوالده، ويدعى علي بن عثمان بن سيف بن مظفر، ليصلح بينه، وبين أخويه، والذي استطاع فعلا أن ينجح بإقامة الصلح بين الأخوة المتصارعين، وحلّ الوفاق بينهم لتسود المدينة مرة أخرى حالة الهدوء، والسلام.
حيث كانت من أهم إنجازات السلطان أحمد النبهاني في باتي هو اهتمامه بتحسين إدارة، وموارد الدولة، وتنميتها، وتعزيز الجيش بهدف توسعة ممتلكات الدولة مستقبلا، كما أمر بتنفيذ الكثير من المشروعات التنمويّة، فأنشأ المزارع، وحفر الآبار، وبنى البيوت الحجرية، ونوّع من مصادر الدخل في البلاد، مما أكسب أهالي باتي الاستقرار المعيشي الذي أرسى بواسطته السلام في البلاد.‪ ‬
-السلطان الفاتح محمد بن أحمد النبهاني (690 – 740هـ):
حينما مات السلطان أحمد سنة 690هـ خلف ابنين هما: عمر، ومحمد، وابنتين هما : موانا خديجة، وموانا ميمي، وقد آل الحكم من بعده لابنه محمد، وهو أوّل من تلقب بلقب (بوانا فومو مادي)، وكان يتميز السلطان محمد بجمال المظهر، وحسن التصرف، والكرم، وكان يتمتع بحسّ قيادي عالي المستوى، واتّصف بحكمته وحنكته السياسيّة.
ولقد عمل السلطان محمد بتوسيع رقعة البلاد، فاتّجه إلى إخضاع الجزر الواقعة حوله، وخاض حروبا لذلك، مع أهالي شانجا، وفازا، وقبائل الراسيني، ومن ثم اتّجه للسيطرة على الإقليم الممتد من شمال باتي حتى مقديشو في الصومال، وكلّ المدن الواقعة في هذا الامتداد كـ كيونجا، وتولا، وكوياما، وماركة، وكسمايو، وأعلن السلطان محمد حكمه على مقديشو، تلك المدينة المهمة في خط التجارة للسفن القادمة من عمان، واليمن، وفارس، والهند.‪ ‬
السلطان عمر بن محمد بن أحمد النبهاني (740 – 795هـ):‪ ‬
حينما مات السلطان الفاتح محمد بن أحمد النبهاني سنة 740هـ تولّى الحكم ابنه عمر النبهاني الذي لقّب بـ (بوانا فومو عمر)، ولقد ورث من والده الصفات القيادية والحنكة السياسية، فواصل فتوحات الدولة النبهانية في أفريقيا، وقاد جيوشه نحو التوسعة، فاستولى على الكثير من المدن الواقعة في كينيا، وتنزانيا من أقصى الشمال، حتى أقصى الجنوب، بدءا من مدينة بانجاني، وسعداني، وتانجا، وكلوة، وكريمبا، لتدين له كلّ هذه المدن بالولاء، والاعتراف بسلطنته، ونطاق حكمه حتى وفاته عام 795هـ.‪‪ ‬
المرجع: الهجرات العمانية إلى شرق إفريقيا ما بين القرنين الأول والسابع الهجريين (دراسة سياسية وحضارية)، سعيد بن سالم النعماني، دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع – سوريا، النادي الثقافي العماني، الطبعة الأولى 2012م.

No comments:

Post a Comment