Saturday, December 26, 2015

زنجبار مملكة العرب المفقودة

نهاية الرحلة
 
حمد العسكر
 
قبل أن نبدأ الحديث في هذا الجزء من الرحلة كان لا بد من معرفة شيء من تاريخ المنطقة في قليل من السطور التالية.
تكونت جمهورية تنزانيا من اتحاد تنجانيقا وزنجبار، على أثر المذابح الدامية التي وقعت في زنجبار في سنة 1384هـ - 1964م. وتنزانيا اسم لمملكة قديمة قامت بهذه المنطقة، وكانت تنجانيقا وزنجبار القسم الأكبر من سلطة آل بو سعيد الإسلامية في شرقي أفريقيا، وتكالبت عليها القوى الاستعمارية في الربع الأخير من القرن الماضي، فتآمرت بريطانيا وألمانيا وفرنسا على أقسام شرقي أفريقيا فيما بينهم، فوقَّعت كل من بريطانيا وألمانيا معاهدة في سنة 1304هـ - 1886م، لاقتسام المنطقة بينهما، فأخذت ألمانيا تنجانيقا.
    وظلت ألمانيا تسيطر على تنجانيقا حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عندما هزمت، فآلت إلى بريطانيا، وسعت للانتداب عليها من قبل عصبة الأمم المتحدة، وظلت تنجانيقا تخضع لبريطانيا حتى استقلت في سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وثمانين هجرية 1961م.
 
أطاحت ثورة زنجبار المدعومة سياسياً سنة 1964 بسلطانها جمشيد بن عبد الله وحكومته المكونة بشكل أساسي من العرب عن طريق الثوار الأفارقة المحليين. والسلطنة الواقعة شرق تنجانيقا المكونة أساسا من عدة جزر هي نموذج للتنوع العرقي، وقد منحتها بريطانيا الاستقلال سنة 1963، ولكن أسفرت سلسلة من نتائج الانتخابات النيابية بإبقاء العرب على سيطرتهم على الحكم كنتيجة الموروث باعتبارها مقاطعة سابقة لسلطنة عمان. فأصاب الإحباط تحالف حزب أفرو شيرازي (ASP) مع حزب الأمة اليساري بسبب التمثيل البرلماني الناقص على الرغم من الفوز بنسبة 54% من الأصوات في انتخابات يوليو 1963، مما حرك جون أوكيلو عضو حزب أفروشيرازي حوالي 600–800 من الثوار صبيحة يوم 12 يناير 1964 في الجزيرة الكبرى أنغوجا، فاحتل مراكز الشرطة واستولى على أسلحتهم، ثم تقدم نحو العاصمة ستون تاون حيث أطاحوا بالسلطان وبحكومته. ثم بدأوا بالاقتصاص من المدنيين العرب والآسيويون في الجزيرة: وقد قدر عدد القتلى المدنيين نتيجة تلك الثورة من عدة مئات إلى 20,000 شخص. فجيئ بعبيد كرومي زعيم حزب أفروشيرازي فنصب رئيسا وقائدا للدولة الجديد، ومنح حزب الأمة مواقع في السلطة.
نظر الغرب إلى الحكومة الجديدة على أنها شيوعية، وبما أن وضع زنجبار لا يزال تحت النفوذ البريطاني، فقد وضعت الحكومة البريطانية عددا من الخطط للتدخل. لكن الخشية من استيلاء الشيوعيين على السلطة لم يتحقق، وقد تم إخلاء المدنيين البريطانيين والأمريكيين بدون مشاكل، فلم يكن هناك من حاجة لتنفيذ خطط التدخل البريطاني. وفي الوقت نفسه أنشأت قوى الكتلة الشيوعية من الصين وألمانيا الشرقية والإتحاد السوفييتي علاقات ودية مع الحكومة الجديدة عن طريق التعرف على البلد وإرسال المستشارين إليها. وقد ناقش كرومي موضوع اندماج زنجبار مع تنجانيقا، وتكوين دولة جديدة اسمها تنزانيا؛ وقد وصفت وسائل الإعلام المعاصرة لهذا الحدث بأنه محاولة لمنع الشيوعيين من تدمير زنجبار. وقد أنهت تلك الثورة 200 عاماٌ من حكم العرب العمانيين لزنجبار. ويتم كل عام الاحتفال بهذه المناسبة في الجزيرة كذكرى سنوية ويوم عطلة رسمية.
 
مخطط السير العام
 

المسافة بين دار السلام ومدينة ستون تاون عاصمة الجزيرة
 
مخطط سير  الرحلة داخل الجزيرة
 
لماذا أسميت زنجبار مملكة العرب المفقودة ؟
 
لعل أفضل إجابة لهذا السؤال ما ذكره الكاتب على محمود سامي في موقع المسلم بتاريخ 14-10-1430هـ
حيث قال : ( من البلاد التي أصبحت منسية في ذاكرة المسلمين اليوم ، تأتي دولة زنجبار ، والتي لا تزال تدافع عن اسمها العربي ، والوجود الإسلامي بها ، رغم حملات التنصير ، وما يتعرض له سكانها من فقر و استشراق بشكل كبير، حتى أضحت تستصرخ العرب والمسلمين.
     وإذا هذه الديار الواقعة في شرق أفريقيا ، قد أصبحت اليوم تتخذ البعد الأفريقي ، فان حضورها العربي ، لا يزال حاضرا ، وهويتها الإسلامية ، لا تزال باقية ، حيث يعتبر جل سكانها من المسلمين بنسبة تصل إلى 90 % . وعلى الرغم من ذلك ، فإنها تبدو ونتيجة للتحديات السابقة وكأن سكانها من المسلمين هم الأقلية، وما عداهم هم الأغلبية!
هذه البلاد ، ونتيجة للفقر المدقع الذي يعانيه سكانها المسلمون، ويكاد ينخر في أجسادهم ، أصبح أحد العوامل الرئيسة لتغيير الدين، بل والحرب عليه ، بفعل حملات التنصير التي تشهدها البلاد، والتي تتخذ مع تنزانيا حكما فيدراليا، تتمتع فيه الأخيرة ، بكل مقدرات الأولى، فضلا عن استحواذها على النصيب الأكبر من المقاعد السيادية في الحكومة الائتلافية.
وعلى هذا النحو ، يعيش سكان زنجبار من المسلمين في هذه البلاد التي دخلها الإسلام منذ القرن الأول الهجري، وحكمها العرب العمانيون قرابة ألف عام، إلى أن كانت المجزرة ، التي وقعت في العام 1965 ، وكانت بمثابة إسقاط للحكم العربي بها ، ومحو الوجود العماني ، الذي كان يتمتع بسدة الحكم، حتى كانت هذه الحرب على اللون والهوية والديانة ، فراح ضحية هذه المجزرة قرابة 10 آلاف من المسلمين .
      وعلى الرغم من هذه الثورة الدموية بأرض الإسلام ، إلا أنه على الرغم من كل هذه الدماء التي وقعت على أرض الإسلام بزبجبار ، فان الوجود الإسلامي لا يزال حاضرا ، والسمت العربي قائما ، وإن نازعه التنصير ، وإن طارده الاستشراق ، وإن قاومته روح التخلف والجهالة ، بعد انتشار مذاهب كثيرة, منها تخالف أهل السنة والجماعة.
هذه البلاد يعتبرها المؤرخون البوابة الشرقية لأفريقيا، في الوقت الذي يطلق عليها السائحون بستان أفريقيا الشرقية، من جمال طبيعتها، وتمتعها بجزر طبيعية أخاذة ، تبهر العقول، وتلفت إليها الأنظار.
     لذلك كانت حمم التنصير تنهمر عليها ، وبراكين الاستشراق تنهل منها ، للدرجة التي جعلت كثير من الدارسين الأجانب يتخذون من البلاد موطن إقامة لهم ، يدرسون بها ، ويعكفون فيها على دراسة تأريخ هذه البلاد ، وطبيعتها الخلابة، في الوقت الذي كان يرافق ذلك التنصير ، وأدواته الفتاكة.
     ونتيجة للفقر الذي يعانيه أهل هذا البلاد ، وغياب الوعي الديني – إلا من قليل منهم- فكثيرا ما استخدم التنصير معاوله ضد المسلمين، تارة للتلويح بالمال ، فيدفع المسلمات إلى بيع أنفسهن جراء مبالغ زهيدة ، وتارة أخرى يدفع بأدوات استشراقية، مستغلا الفهم المحدود عن الإسلام ، وغياب الوعي لدى أبناء البلاد... ) انتهى.
 
حقيقة ما يسمى استقلال زنجبار 1964

      في عام 21 يناير سنة 1964م أعلن استقلال زنجبار ، ولم يكن أحد يعلم ماذا يخفي هذا الاستقلال تحت عباءته الدنسة فقد قام وزير خارجية ممباسة ( كميونا) بإصدار أمر لتنفيذ مذبحة بشعة يندر حصولها في تاريخ البشر وشاركة في هذا رئيس شرطة زنجبار البريطاني حيث قام بتسريح الضباط الوطنيين العرب ، وأخفى مفاتيح مخازن السلاح ثم تسلل 600 قارب صيد من مدينة دار السلام واستولوا على باخرة أسلحة جزائرية تدعى :ابن خلدون ، كانت مرسلة إلى موزبيق وعند إعلان الاستقلال قام الحزب الافروشيرازي بانقلاب مسلح واستولى على السلطة وخلع السلطان جمشيد بن عبد الله بن خليفة وابتدأت المذبحة التي خططت لها بريطانيا قبل تسع سنوات ( منذ أن بدأت فكرة الأحزاب ) ووقع ما لم يكن في حسبان أحد … لقد قام الأفارقة والشيرازيون( وأكثرهم مسلمون ) بهجوم شعبي شامل على العرب الذين في زنجبار وخلال دقائق أصبح قتل طفل أو شيخ أو امرأة عربية أسهل من التفكير بقتل نملة.....
 
     تولى الحكم بعد هذه المذبحة عبيد كرومي الذي حكم زنجبار ممثلا لاتحاد تنزانيا الذي أعلن بعد هذا الانقلاب وهو مؤلف من كل من زنجبار وتنجانيقا .
     وترى كثير من الدراسات التاريخية أن تاريخ العرب في زنجبار أو زنزبار 

No comments:

Post a Comment