Sunday, August 2, 2015

مظاهر التراث العماني لدى سكان مدينتي ممبسا وماليني ولامو في كيني "2"

جريدة الوطن، أشرعة : 26 يوليو 2015م
د. عبدالناصر علي بن علي الفكي مركز البحوث والدراسات الأفريقية جامعة أفريقيا العالمية بالسودان



تعتبر الاثنية العربية من المجموعات الاثنية القليلة العدد ولكن لها وجود واهمية تاريخية في كينيا ويتركز الغالبية العظمي منهم في الساحل وفي مدن ممبسا ولامو ماليني وكلهم يدينون بالاسلام، ويبلغ تعدادهم بحسب التعداد الاحصائي لعام 2009م حوالي 40.760 نسمة وهم يتحدثون اللغة السواحيلية 16.
جزر لامو: وتتكون من جزر باتي ، سييو، وماندا، وامو وغيرها: وهي تقع على الساحل الكيني، بالقرب من ممباسا، وأصبحت تلك الجزر أحد مراكز الهجرات العربية في صدر الإسلام منذ القرن الأول الهجري، لا سيما بعد هجرة الأخوين (آل الجُلندى) ملكا (عُمان) وقتذاك واستقرارهما بذلك الساحل، وكانت منطلقاً للهجرات العربية، والانتشار الإسلامي والتجارة في شرق أفريقيا، وتطور ذلك بالاندماج الاجتماعي والثقافي العماني مع الأفارقة، ونشوء اللغة السواحلية، والمجتمع السواحلي، وما تبعه من تغيرات ثقافية في الفترات اللاحقة.
ممباسا: وهي إحدى الموانئ المشهورة على الساحل الكيني بشرق أفريقيا، ويذكر المؤرخون أن تأسيسها كان منذ زمن الدولة الأموية في القرن (الأول الهجري/ السابع الميلادي)، وذلك عندما نشب النزاع بين الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان (65هـ – 86هـ / 685م – 705م)، وخصومه، مما اضطر البعض منهم للهجرة إلى شرق أفريقيا، فاستقرت إحدى المجموعات في مدينة (ممباسا)، وأسست بها سلطنة عربية إسلامية، أطلق عليها اسم (بساسه)، ثم أطلق عليها المسعودي (ت: 346هـ/ 956م)17 اسم (منبسي)، أما ياقوت الحموي (626هـ / 1228م) فأطلق عليها اسم (منبسه)، وقال: “إنها مدينة كبيرة بأرض الزنج ترفأ إليها المراكب 18.
ويذكر بعض المؤرخين والباحثين أن البرتغال هم من سمّوا المدينة بـ(ممباسا) عندما احتلوها في القرن (9هـ/15م)، ويزعمون أنه اسم لأحد قادتهم المسمى (منفسه)، وكان اسمها قبل ذلك (غنغوبا) وهو اسم سواحلي، وسميت كذلك (أمفيت) بمعنى حرب 19.
وقد شهدت (ممباسا) هجرات مستمرة من التجار العرب المسلمين، وخاصة من أهل عُمان واليمن، كما كانت مركزاً لإنتاج وتصدير الحبوب، وكذلك العاج والذهب، وهي منتوجات كانت تصدّر إلى موانئ المحيط الهندي، إلى جانب اشتهار ممباسا بتصدير الحديد والنحاس والجلود إلى موانئ الهند، وظهرت فيما بعد صناعة المعادن 20.
وينقسم العرب السواحليون إلى مجموعتين بحسب فترتين للهجرة التاريخية إلى منطقة الساحل شرق افريقيا، المجموعة الاولي تتكون ممن ينتسبون إلى العرب الذين استوطنوا المنطقة قبل مجيء العمانيين ويدخل فيهم الشيرازيون (الذين اختاروا الانتساب إلى العرب ومن هؤلاء حكام باتي والنبهانيون والمعاوي أقدم عائلات لامو والشاتيري والمفازي ايضاً). والمجموعة الثانية تتكون ممن ينتسبون إلى المهاجرين العمانيين الذين وفدوا إلى البلاد منذ القرن الثامن عشر ومن اشهر عائلاتهم المزروعي وال بوسعيد وكلاهما معروف في التاريخ السواحيلي ومنهم ايضاً الاباضيون الذين يعرفون اومانقا (Wa Manga) وهناك بعض من ينتسبون إلى النبي صلي الله عليه وسلم ويسمون الشرفاء (Masharifu) مثل ال حسين وال جديد وباعلوي وبافقيه وباسكعوت وال ليل ومهدي والسقاف وشاتيري وكثير من هؤلاء لازال لهم ارتباط بحضرموت في اليمن وخاصة من تريم مركز الدراسات الدينية في حضرموت21 .
أهم القبائل العمانية في لامو قبيلة الكنود (الكندي) وقبلية ال بوسعيد (بوسعيدي) وقبيلة الوائليين (وائلي) وقبيلة الصيعريين (صيعري) وقبلية المحروسيين (محروس) وقبلية المفازيين (مفازي) وتتواجد القبائل الاربع الاولى منها في وسط وشمال عمان، والقبيلتان الاخريان موجودتان في جنوب عمان.
ان المتتبع لمظاهر التلاقي الثقافي للتراث العربي والاسلامي في ساحل شرق أفريقيا يلحظ الوجود التاريخي للعمانيين في شرق أفريقيا والعلاقات ودورها في نشر القيم والثقافة الإنسانية والدين الإسلامي. ويبرهن على ارتباط التراث العماني بالتراث العربي الإسلامي.
والناظر لمدينتي ممبسا ولامو، يلحظ مدى تأثيرهما في تقوية اواصر التعايش والاندماج بين العناصر السكانية الافريقية والعربية متخطية القيود الدينية والثقافية وغدت عنصر اضافة وتلاقح انتج ثقافة تحمل عناصر فريدة ومتميزة هي الثقافة السواحيلية.


التراث العماني في الثقافة المادية (الملبس)
التراث الشعبي العماني في الثقافة المادية وبالذات في الملبس كان احد تلك العناصر الهامة وفيما يلي استعراض لملبس الرجال والنساء في السلطنة ولدى سكان مدينتي ممبسا ولامو.
والملبس لفظ يشمل الملابس بدءا من الرباط إلى مختلف قطع الملابس، فهو يشمل واحدا او اكثر من القطع او انواعا معينة من الملابس او الزي كذلك يمكن تحديد نوع وشكل كل او اجزاء الملابس في تمييز مرتبة اجتماعية وسياسية ودينية لمن يرتديها او اداء مهنة معينة اثناء ارتداء الشخص لزي محدد يحمل مضمونا ورسالة ثقافية تعبيرية لمؤسسة العمل سواء اكانت رسمية كالجيش او الشرطة او غير رسمية جماعات مشجعي فرق كرة القدم.
ويعتبر الانسان ككائن بيولوجي أقل تكيفاً مع الظروف الطبيعية عامة والمناخية خاصة، وتبدو عملية الثقافة مؤثرة في التغلب على الطبيعة بإبداع وسائل القدرة على التأقلم مع الاجواء الصحراوية والماطرة والباردة والحارة، لذلك ابتكر الملابس او استعار فراء وجلود الحيوانات، وبفضل حب الانسان للجمال اصبحت الملابس جزءاً جمالياً، تتوقف على عادات الجماعات وطقوسهم التي التي تختلف من مجتمع إلى اخر 22.
تتصف الأزياء في سلطنة عمان بالبساطة وهي نتاج للتكيف مع البيئة المحيطة، والمجتمع العماني حريص على الزي الشعبي باعتباره يمثل عراقة وحضارة الانسان العماني ويحافظ الإنسان العماني الرجل والمرأة والطفل على السواء على ارتداء تلك الملابس بل والافتخار بها.
لبس الرجال عبارة عن ثوب طويل (دشداشة) ذات عنق مستدير يحيط بها شريط رفيع قد يختلف لونه عن لون الدشداشة، وتتدلي على الصدر (الفراخة أو الكركوشة) التي عادة ما تضمخ بالعطور والبخور، وتطرز أطراف وعرى الدشداشة بشريط من نفس اللون. هذا هو الشكل التقليدي المتداول وان كان هناك بعض الاختلاف في الدشداشة بين مناطق السلطنة غالباً من شكل التطريز، كالدشداشة الصورية مثلاً تطرز في الجزء العلوي من الأمام والخلف، وتختلف درجة التطريز حسب الفئة النسبية حيث تزيد كثافة التطريز في دشداشة الأطفال.
ان تأثير الثقافة العربية والاسلامية المتمثلة في التراث العماني في مدن الساحل في ممبسا ولامو يمثل شكلا واضحا لمظهر التعايش والاندماج بالتقاء عنصرين ثقافيين لجماعتين اجتماعيتين نتج عنه عناصر جديدة تحمل البعد المشترك لكل من طرفي الاندماج، وفيها بدت الثقافة العربية والاسلامية اكثر قوة في التأثير على السكان، حيث نجد ان الرجال يتمسكون بلبس الجلابية العمانية ذات الرقبة الدائرية والفتحه التي يتدلي منها قيطان (خيط) ذي عبل على الصدر (كانزو) وهو جلباب (جلابية) لونه ابيض يلبسه الرجال ويعتبر شاهدا على اندماج العمانيين بسكان شرق افريقيا، فهو منتشر على نطاق واسع في المدن الافريقية ولا يقتصر على المسلمين فقط وانما نجد ان البعض من قبائل الباغندا والبانتو من غير المسلمين يرتديه. وتظهر درجة التأثير في الشكل والطريقة الخاصة بحياكة الجلباب. ان اللباس التقليدي للسكان الكينيين من اصل عماني صار ملمحا ثقافيا يميز معظم السكان في الساحل الشرقي لقارة افريقيا.
ويكثر ارتداؤها اثناء الاعياد الدينية في رمضان وعيد الفطر والأضحي، حيث يحرص فيها الاباء على رمزية الجلابية كتعبير عن الثقافة العربية والاسلامية والعمانية من خلال تدعيم التنشئة الاجتماعية لدى الاطفال بتلقينهم لبس الجلابية والكوفيه بالطريقة العمانية بغرض المحافظة على استمرار التراث العماني عبر الاجيال المتلاحقة.
وهي ايضاً ضرورية عند طقوس الزواج الاجتماعية لدى السكان وهو ما يتطابق مع طقوس الزواج في السلطنة وعند صلاة الجنازة ومراسم الدفن تقديم العزاء.
ان الجلابية العمانية مظهر من مظاهر اهم السمات الثقافية للانتماء للتقافة العربية والاسلامية لدى السكان عموماً فهم يحرصون على ارتدائها كمظهر للتراث العماني والمسلمين وسمة ثقافية تميز للسواحليين عن غيرهم من الاثنيات في كينيا.


الكوفيه (الطاقية)
الكوفيه العمانية وتسمي الطاقية احياناً وهي غطاء الراس للرجال وتبدو مظهرا ثقافيا يوضح مادية الثقافة العمانية في ممبسا ولامو وكل مدن كينيا، من حيث الشكل تتطابق الكوفيه في ممبسا ولامو مع الكوفيه العمانية، ولكنها تختلف في انها لا تستخدام الالوان المتعددة والصارخة في الكوفيه اذ ان اللون الابيض والذهبي والبني الخفيف في الكوفيه الساحلية هو ما يفضل لدى سكان الساحل من الاصل العربي.
تشتهر مدينة لامو بتطريز الكوفيه التي تحاك باليد، اذ نجد ان دقة الصناعة والجودة وخامة القماش المستخدم والاشكال الصغيرة المطرزة فيها، جعل من لامو السوق الاساسي لتصدير (كوفيا يازيتو) الى باقي المدن الكينية والعالم. وتكلف الكوفيه الواحدة ما بين 50 الى 180 دولارا اميركيا. وهناك اقبال شديد على شراء الكوفيه المصنعة في مدينة لامو، حيث إن ارتداءها عند الساحليين وجاهة اجتماعية تعبر عن مكانة الشخص ودوره في المجتمع، ولهذا ان لبس الكوفيه اثناء المناسبات الدينية كالاعياد والاجتماعية في الاعراس والختان، لها ميزة كبيرة لمن يلبسها 24. وتعد ممبسا السوق الاساسي والمستهلك الاول للكوفيه لامو بحسب الكثافة السكانية للمسلمين والحركة الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة في المدينة.
ونجد لبس الكوفيه منتشرا لدى جميع الاعمار والفئات من الرجال والاطفال لدى الساحليين من الاصل العربي العماني ويطلق عليها اسماء متعددة مثل (بيني، كولابو، بلبل نتانقا، ياني لا مباز، كيباروبارو) لانها تحتوي على اشكال زهور صغيرة جداً وهي تطرز باليد في الغالب باستخدام الابر الصغيرة، ويلاحظ انها تتحمل نفس نمط الطاقية العمانية مع الاختلاف ربما في الالوان. وتعمل النساء في حياكتها، حيث تتطلب خياطة الكوفيه فترة زمنية تتراوح بين شهر للنساء المتفرغات وستة أشهر لغير المتفرغات 25.
كذلك ان عملية شراء الكوفيه واختيارها ليست بالعملية السهله، اذ ان هناك البعض المتخصص والخبير في جودة القماش وطريقة التطريز لابد من استشارتهم عند شراء الكوفيه.
وتعد الكوفيه من اهم عناصر الموروث الثقافي والاجتماعي لدى شخصية الرجل في لامو وممبسا، وعنصر تمييز وسط المجتمع الافريقي، حيث نجد ان الرجال والشاب العماني وحتى الاطفال متمسكون بالزي العماني مدعوما بطقوس اجتماعية فرضته انماط محددة من الضبط الاجتماعي في اداء الكثير من العبادات والدينية في المولد النبوي وعند المدارس القرآنية والاسلامية للنشء وفي بعض العادات الاجتماعية وطقوسها كالزواج والختان ومراسم الوفاة والعزاء، وبذلك وجدت الاستمرارية والتنقل من جيل الى اخر.
أما لباس الرجل العماني في سلطنة عمان المتبقي فهو العمامة ذات الألوان المتعددة، والكمة وهي طاقية مطرزة باليد بأشكال وزخارف جميلة، ويتزين الرجال بالخنجر العماني المطرز والمصنوع من الفضة الخالصة، وأحياناً يلف الشال حول الوسط فوق حزام الخنجر وهو من نفس نوع ولون العمامة، ويكتمل الزي بلبس البشت فوق الدشداشة وهو عباءة رجالية مطرزة الأكمام والأطراف.
إن الموروث للزي العماني في ممبسا ولامو يحمل معاني خاصة ومميزة، ذات دلالات وخصوصية تاريخية، ترمز الى التواصل والتفاعل الفاعل والمؤثر للتقافة العمانية التي أثرت وتأثرت بالجوار الافريقي في الساحل الشرقي والغربي للقارة الافريقية فظهر البعد المادي للثقافة في طريقة والملبس والأزياء كمحصلة لتاريخ طويل للتواصل والتناقل الحضاري والثقافي العماني مع الاخر.


الخنجر العماني
يعد الخنجر إحدى سمات الشخصية العمانية، وقد تميز الرجل العماني بهذا المظهر الذي يعتبر من أهم مفردات الأناقة الذكورية، والخنجر يصنع من الفضة الخالصة التي كانت تستخلص من صهر النقود الفضية المتداولة قديماً بعد فصل الحديد منها، وهي عملية دقيقة قد تستغرق أكثر من شهر، غير أن الوقت الأكبر كانت تستغرقه عملية النقش على صفائح الفضة.
وهناك طريقتان لنقش الخنجر هما: وتتعدد أنواع الخناجر فهناك النزواني الذي يتميز بكبر الحجــم مقارنة بالصوري الذي تغرز في قرنه مسامير صغيرة على شكل نجمة أو متوازي أضلاع، وهناك أيضاً الخنجر السعيدي الذي ينسب الى العائلة المالكة والخنجر الصحاري وغيرها، والاختلاف يأتي من حجم وشكل الخنجر ونوع المعدن الذي يصنع منه أو يطلى به.
والخنجر من الملامح العمانية التي تستمر المحافظة عليها، فيندر مشاهدة رجل عماني لا يتمنطق خنجراً في حفل رسمي، ولا سيما لدى الوجهاء والأعيان وفي المناسبات الوطنية والخاصة كعقد القران والزفاف والتكريم وغيرها. وإن كان الخنجر قديماً يحمل أساساً للدفاع عن النفس، فإنه حالياً يعد من إكسسوارات الأناقة ولوازم الوجاهة التي لا يستغنى عنها فالعماني يحرص على إقتنائها أو إهدائها كتحفة فنية رائعة.
وتاريخياً هو الخنجر الذي كان يستخدمه أفراد أسرة آل بو سعيد الحاكمة في السلطنة، من أهم ما يميز هذا النوع من الخناجر هو المقبض. ويلبس الخنجر العماني في ممبسا وماليني ولامو كتراث معبر عن الثقافة العربية العمانية في نطاق محدود ويندر أن تراه في الاسواق والمناسبات العامة والخاصة، فيما عدا اراتداء العريس له اثناء ليلة الزواج وعند عقد القران في المسجد، والخنجر المفضل هو الذي يأخذ شكل الخنجر ال بوسعيد، وربما جاء ذلك من الفترة الطويلة لدولة ال بوسعيد في الساحل الكيني.
وبصفة عامة لا يتميز عن الموجود في عمان، وهو يؤجر من محلات متخصصة لمناسبة الزواج ، كما انه يأتي جاهزا من عمان. وبهذا اصبح لبسه من الرواسب الثقافية المتبقية فقط في مناسبة الزواج.
ولبس الخنجر يعني لدى الشخصية العربية والاسلامية في الساحل تعبير عن مدى الارتباط بالثقافة الاسلامية وحضاراتها التي كانت في منطقة الساحل.
واثناء فترة الاستعمار حاول المستعمر ان يحد من انتشار هذا الملمح الثقافي لمدلول رمزيته العربية، الا ان ذلك لم يحده وبالذات اثناء المناسبات والاحتفالات ذات الطابع الاسلامي، وتوسع الزي العربي والاسلامي في الساحل حيث نجده من مقديشو انتهاء بجزر القمر، فعند صلاة الجمعة اسبوعياً يؤدي المصلون صلاتهم وقد اتشح غالبيتهم بالزي العربي الذي يحاكي الثوب العربي المستخدم في عمان وكذلك القبعة التي توضع على الرأس، بل انه في مناسبات الزواج وعقد القران من العرف الاجتماعي والثقافي ان يتقلد العريس السيف العربي والخنجر ولف العمامة العمانية في الرأس 26.


الأزياء النسائية
لكل منطقة من مناطق السلطنة أزياء خاصة تميزها، رغم أنها تشترك في كونها مستوحاة من التراث الشعبي للمنطقة، وتعبر عن البيئة التي تعيش فيها المرأة، ويظهر ذلك في أشكال التطريز والخلاخيل والدلال والخناجر التي تحملها الأثواب المختلفة. ورغم اختلاف الأزياء النسائية العمانية من منطقة إلى أخرى، إلا أن هنا ثلاث قطع أساسية يجب أن تتوفر في أي زي.
حجاب الرأس: ويطلق عليه عدة أسماء لحاف وقاية، ليسو، فقة وتتفنن العمانيات في تزيينه بالنقوش باستخدام الترتر والخرز الملون، وربما يضاف إليه عند الأطراف ما يعرف بالشلاشف وهي عبارة عن خيوط ملونة تتشكل من ثلاثة أو أربعة ألوان.


الثوب أو الدشداشة أو الكندورة :
وتتكون من الردون أي الأكمام التي تطرز يدويا بالسيم والغولي، إضافة إلى الخرز والترتر، وتأتي في تشكيلات مختلفة .أما الشق الذي يتوسط الصدر فتستخدم في تطريزه السفة والسنجاف وهي أنواع من النقوش الجاهزة وعادة ما تكون باللون الأحمر والبنفسجي.


السروال
ويكون واسعا من الأعلى وضيقا من الأسفل عند القدمين مع تنوع من النقش والتطريز بحسب المناطق.
الأثر العماني واضح لدى لبس النساء العمانيات من اصل كيني حيث نجد نفس اللبسة (ليسو) وتنطق بنفس الاسم في عمان، وهي تتكون من مقطعين ملونين بالزهور أو مطرزة برسومات تحمل رمزية ومعاني البيئة الساحلية من حيث النبات او الاحياء البحرية والبرية وباشكال مختلفة.
وتلبس من مقطعين وتعتبر اللبسة الشعبية السائدة والمتداولة في منطقة الساحل وبالذات في ممبسا ولامو وماليني وترتديها الكثير من النساء والشابات وحتى الذين ترجع اصولهم لغير العرب العمانيات من قبائل الميجكندا التي تأثرت بالثقافة العربية والاسلامية، ولكن الاختلاف في ان البعض يفصلها بشكل ضيق على الجسم بما يظهر مفاتنه، بينما ينحصر لبس هذه اللبسة عند النسوة العربيات في المنزل او في المناسبات الخاصة بالعائلة، ومن النادر ان تراهن يلبسنه في الاسواق والاماكن العامة، وهذا وفقاً للتنشئة الاجتماعية للمرأة العربية ومراعاة لقيم ومنطلقات الدين الاسلامي27.

* ورقة عمل قدمت في “المؤتمر الدولي الثالث حول الحضارة والثقافة الاسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الأفريقية” الذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في جمهورية بوروندي.

No comments:

Post a Comment