Thursday, April 7, 2016

بحوث ودراسات وثائقية في تاريخ أفريقيا الحديث


إلهام محمد علي ذهني، ط1.
القاهرة: مكتبة الأنجلو المصري، 2009

رابعا:التنافس الفرنسي البريطني في زنجبار

تعرض ساحل زنجبار لمنافسة بريطانية فرنسية، وكانت هذه المنافسة جزءا من المنافسة التي دارت بين الدولتين في سواحل المحيط الهندي والخليج العربي، والبحر الأحمرن انتهت هذه المنافسة بتدعيم نفوذ بريطانيا عل المنطقة واستبعاد النفوذ الفرنسي منها (1).
اشتدت المنافسة الفرنسية البريطانية على أملاك سلطان زنجبار السيد سعيد بن سلطان (1806-1856) وأولاده من بعده والواقع أن مسقط شهدت جانبا من هذا التنافس قبل نقل السيد سعيد لعاصمة بلاده منها الى زنجبار وقد حرص طوال فترة حكمه على الابقاء على العلاقات الطيبة مع الدول الاوروبية لأنه أيقن أن بلاده ستكون فريسة لهم، وكان السيد سعيد في بداية حكمه في مسقط يميل ويفضل تنمية العلاقات التجارية بين نقط روبورت لويس في جزيرة اي دي فرانس وفي عام 1807 أرسل أحد وجهاء عمان ماجد بن خلفان للتفاوض مع ديكان حاكم اي دي فرانس على عقد معاهدة تجارية بين الطرفين (2).
ولكن بعد استيلاء بريطانيا على ايل دي فرانس لم يصبح هناك مجال للتردد بين الدولتين الاوروبيتين فقوى السيد سعيد علاقة مسقط مع بريطانيا (3).
وقد اهتم سعيد بالسيطرة على ساحل أفريقيا الشرقي المطل على المحيط الهندي بما فيه جزر زنجبار ومافيا وبمبا، وأعلن أن أجداده خلصوا هذه المناطق من البرتغاليين فمن حقه دعم سيطرته على ممبسة فاصطدم بالمزروعي الذين كانوا في ذلك الوقت يحكمم عبد الله المزروعي الذي وجه خطابا اليه يكيل فيه السباب كذلك رافق مع الخطاب بعض البارود تعبيرا عن عدائه له (4).
وقد سافر عبد الله المزروعي الى بومباي بنفسه لطلب النجدة من البريطانيين ولكن المسئولين لم يستمعوا له ، فحتى ذلك الوقت لم تقدر بريطانيا الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، ثم خلف سالم أباه وخلال فترة حكمه الأولى 1820-1822 طلب الحماية البريطانية وكتب في 1823 الى البريطانيين يقول: "بأن الامام يحاول الاستيلاء على بلادي ولن أعطيها له"، وقد انتهز سالم وصول سفينة بريطانية بقيادة الكابتن أوين فطلب منه اعلان الحماية البريطانية على ممبسة، وكتب اوين الى حكومة الهند أننا لو تجاهلنا المزروعين فانهم سوف يدعون الفرنسيين لحمايتهم ووجود فرنسا في ممبسة سيكون شوكة خطيرة تقض مضاجع الامبراطورية، وقبل أن يتلقى اوين الرد أعلن الحماية البريطانية على ممبسة، تلك الحماية التي استمرت من 1823-1826.
ولكن بريطانيا سحبت هذه الحماية بعد اعتراض السيد سعيد عليها (1)، ثم تطور الموقف في ممبسة نفسها، وطلب الأهالي الوحدة من السيد سعيد بسبب انتشار الفوضى فيها فضمها الى أملاكه في شرق افريقيا(2).
ولم يكتف السيد سعيد بدعم سيطرته على زنجبار والجزر التابعة لها، وانما عمل على مد نفوذه نحو الجنوب، وحاول ربط زنجبار بمدغشقر فعرض على ملكتها في عام 1832 الزواج كما سبق أن ذكرنا ولكنها رفضت، فعمل على دعم سيطرته على جزيرة نوسي بي التي تقع على بعد مائة ميل شمالي مدغشقر عن طريق عقد معاهدة تجارية معها، وافقت بمقتضاها على دفع عوائد قيمتها 5% على الصادرات التي تعد اليها وذلك في نظير الحصول على حماية السيد سعيد لها، ولكن السيد سعيد أخفق في جهوده نظرا لتزايد النشاط الفرنسي في مدغشقر (3).
كذلك حاول السيد سعيد الارتباط بجزر القمر وخاصة جزيرة موهيلي، وانتهز فرصة وفاة السلطان عبد الرحمن وتولية ابنته الحكم على الجزيرة فطلب منها مصاهرته، وتزوجت الملكة بالفعل من ابن عم السلطان ولكن أثرت الانضواء نحو النفوذ الفرنسي (1).
وفي الواقع يمكن تقسيم فترة حكم السيد سعيد الى فترتين رئيسيتين الأولى تمتد من عام 1806 وهو تاريخ فاصل الى الحكم في عمان حتى 1840 وهو تاريخ اقامته في زنجبار، وتتميز هذه الفترة وخاصة حتى عام 1832 ، وهو تاريخ نقله عاصمة بلاده من مسقط الى زنجبار بأنه كان يهتم هذه الفترة بتوطيد حكمه في عمان وتركيز سياسته صوب الخليج العربي.
أما الفترة من عام 1832-1840 فقد اتسمت بعدم استقراره في عمان أو في افريقيا فكان يوزع جهوده بينهما حتى انتقل نهائيا الى زنجبار عام 1840.
الفترة الثانية وتمتد من عام 1840 وهو تاريخ اقامته الدائمة في زنجبار حتى وفاته 1856، ويتسم هذا القسم بأن مكانا سلطانا على زنجبار أكثر منه سلطانا على عمان (2).
نقل السيد سعيد عاصمة بلاده الى زنجبار عام 1840 والتي امتازت بخصوبة أراضيها، وعمق مياهها ومركزها المتوسط، فوجد أنه من الممكن تنمية وانعاش المنطقة من الناحية الاقتصادية ، وزراعة المطاط فيها، وجذب الدول الاوروبية اليها وأن يجعل من زنجبار مستودعا لجميع المواد الخام التي ينقلها ويستخرجها العرب من أفريقيا، وفرض الرسوم الجمركية على موانيها ، وقد أصبحت هذه الرسوم من أهم موارد دولته (3).
لقد اهتم السيد سعيد بتاسيس امبراطورية عربية في شرق افريقيا ونجح بالفعل في السيطرة على الأراضي الساحلية من رأس فون شمالا حتى رأس دلجادو جنوبا، وقد أفادته هذه السيطرة الساحلية في السيطرة على التجارة الداخلية فتوغلت داخل أفريقيا بواسطة ثلاث طرق الأول من بجامايو الى تايورة ثم بحيرة تنجانيقا وفيكتوريا والثاني من كلوة الى بحيرة نياسا وكاتنجا والطريق الثالث من تنجانيقا الى فكيتوريا وقد تزياد طلب الاوروبيين على المنتجات الأفريقية وخاصة الصمغ والعاج والزيوت (1).ط
والذي يهمنا هو أن السيد سعيد اقام علاقات طيبة مع حكام بوريون في بداية حكمه ولكن سرعان ما توترت العلاقة بين الطرفين فقد صحب انتقاله الى زنجبار شروع سرطات بوريون في اتباع سياسة نشطة في القسم الغربي من المحيط الهندي أو بمعنى آخر على الخط الممتد من مسقط الى تاماتاف بجزيرة مدغشقر وكان محرك هذه السياسة هو القبطان جيان الذي كان يدعو لاستيلاء فرنسا على أحدى جزر القمر لاتخاذها مستودعا لأفريقيا الشرقية (2).
وقد حدث في عام 1840 أن قامت سفينة حربية فرنسية بزيارة زنجبار وطلبت من ممثلي السلطان التصريح لهم بناء بعض الحصون في مقديشو وبراوة لخدمة أعراضهم التجارية فرفضوا لغياب السلطان في مسقط (3).
وقد تمكنت فرنسا بعد ذلك من الاستيلاء على جزيرة نوسي بي الواقعة شمال غرب مدغشقر، كما احتلت أحد جزر الكومور في الفترة ما بين 1840-1843 ، ولكن رغم قلق السيد سعيد من تصاعد النفوذ الفرنسي في المنطقة الا أنه عمل على ارضاءها وعقد معاهدة تجارية معها وذلك في 17 نوفمبر 1884 (4) وقد منحت هذه المعاهدة فرنسا نفس الامتيازات التجارية والقضائية التي نصت عليها المعاهدة المعقودة بين السيد سعيد وبريطانيا من قبل في عام 1839، وكان غرض فرنسا الأساسي هو الاستفادة من التجارة مع القسم الأفريقي من السلطنة (5) وقد أقرت المعاهدة السماح للفرنسيين بحرية الدخول في ممتلكات السلطان دون أية عقبات، كما نصت على معاملة رعايا الدولتين بشروط الدولة الأكثر رعاية، وأعطت للفرنسيين بعض الامتيازات القضائية كما سمحت لهم بتأسيس المراكز التجارية في عمان وتوابعها واتخذت المعاهدة تعديلها الأخير في عام 1846، وتأسست قنصلية فرنسية في زنجبار في عام 1847 (1).
رغم توقيع معاهدة 1844 بين الطرفين، الا أن الأطماع الفرنسية تزايدت في الساحل الشرقي من أفريقيا، وخاصة بعد تدعيم السيطرة الفرنسية على مايوت ونوسي بي، وقد بدأت بريطانيا في مراقبة نشاط فرنسا في المنطقة فأرسلت تجارها وعملائها الى الساحل، كما زارت السفن الحربية البريطانية في زنجبار وارسل القواد العسكريين البريطانيين تقاريرهم العسكرية عن امكانية الافادة من زنجبار لخدمة مصالح بريطانيا في الهند كذلك نبهوا الحكومة البريطانية الى نوايا فرنسا التوسعية في المنطقة (2).
وقد اتبعت فرنسا بالفعل سياسة نشطة في ساحل زنجبار فحاولت خلال هذه الفترة شراء كلوة وغيهرا من موانئ الساحل الأفريقي الشرقي ولكن السيد سعيد رفض واستنج بالبريطانيين طالبا مساعدتهم وهددهم بالدخول في مفاضوات مع الفرنسيين (3).
وضغط السيد سعيد على بريطانيا واعتمد على صداقته معها فارسل الى بلمرستون كتابا يذكره فيه بالصداقة بين البلدين، وينبهه الى أن الفرنسيين يضعون أعينهم على بلاده وأن لابد من وضع حد لأطماع الفرنسيين في شرق افريقيا (4).
بعد وفاة السيد سعيد 1856 حدثت الأزمة الشهيرة بين أبنائه فتدخلت فرنسا، ووصلت بعض القطع البحرية الفرنسية أمام مياه أفريقيا الشرقية بقيادة فلريودي لانجل الذي وصل الى زنجبار وطلب مقابلة ماجد ابن السيد سعيد وأخبره بأن بريطانيا لا يحق لها التدخل في النزاع القائم بينه وبين أخيه برغش وان الحكومة الفرنسية حريصة على ألا يرفع علم أجنبي على زنجبار، وحاول دول لانجل تصفية الخلاف بين ماجد وبرغش مما أدى الى استياء القنصل البريطاني رجبي الذي صرح لحكومته ان الفرنسيين يتطلعون لخلع ماجد وتعيين برغش للحصول على موطن قدم في ساحل أفريقيا الشرقي (1).
وقد حاول ثويني مساعدة أخيه برغرش واقتلاع ماجد من زنجبار، فأرسل الى نابليون الثالث رسالة يخبره فيها بأنه يتطلع لرؤية السفن الحربية الفرنسية في موانئ بلاده، وانه يريد توطيد العلاقة مع الفرنسيين، كذلك كان لبرغش صلات مع المسئولين في غرفة التجارة الفرنسية في مارسيليا فأعرب لهم عن رغبته في مساعدة فرنسا في الوصول الى الحكم في زنجبار نظير أن يمنحهم امتيازات في بلاده أكثر مما قررته لهم معاهدة 1884 (2).
وفي عام 1861 أصدر نائب الملك في الهند تحكيمه المشهور وحكم ماجد زنجبار بينما حكم ثويني في مسقط وتزايد اهتمام بريطانيا بزنجبار فكتب القنصل رجبي أن بريطانيا يهمها المحافظة على المنطقة الممتدة من ناتال الى رأس جردوفوي، كما أنها تهتم بزنجبار لان سكانها يعملون بنشاط مع الهند ومع العرب ومع اقاليم افريقيا الداخية (3) ، كذلك تزايد النشاط الفرنسي في زنجبار خلال هذه الفترة ففي 4 سبتمبر 1860 بعث هنري كيبل قائد محطة الرأس بتقرير الى وزايرة البحرية البريطانية ذكر فيه أن الفرنسيين يعملون على دعم سيطرتهم في قلب زنجبار وانهم أقاموا ثكنة رحيبة في البلاد بحجة استخدامها كمستشفى ونقلت وزارة البحرية البريطانية على الفور تلك الأنباء الى وزارة الخارجية التي طلبت من السفير البريطاني في باريس الاستفسار عن هذا الموضوع وقد رد توفنل وزير الخارجية الفرنسي بأن هاذ المبنى خصص لأغراض دينية بناء على أوامر من أسقف ريونيو وانه تم وضعها تحت تصرف وزارة البحرية الفرنسية لانشاء مخزنا فيه (4)، وهكذا نلمس أن المنافسة اشتدت بين الدولتين خلال الستينات من القرن التاسع عشر فبمجرد انشاء مبنى فرنسي اثار قلق ومخاوف الحكومة البريطانية ولذلك كان لابد من حدوث اتفاق بين الدولتين فتم اصدار التصريح الثنائي الشهير عام 1862 أعلنت الدولتان استقلال مسقط وزنجبار.
والواقع أن فرنسا رغم اهتمامها بساحل زنجبار الا أنها ركزت جهودها خلال هذه الفترة على مدغشقر وجزر القمر (1).
ورغم اصدار تصريح 1862 الذي كان يحول دون انفراد احدى الدولتين بالنفوذ في سلطنة زنجبار، الا أن القنصل البريطاني رجبي عمل على مراقبة النشاط الفرنسي وذكر لحكومته انه لا يتخذ طابعا سلميا وان السفن الحربية الفرنسية تزور المنطقة باستمرار وقد مارس الفرنسيون تجارة الرقيق في ساحل زنجبار وعينوا مندوبين لهم على طول الساحل وكان الفرنسيون لا يدفعون أية ضرائب على الأرقاء الذين يصدرونهم سرا من الموانئ والجزر التابعة لسلطنة زنجبار الى جزيرة ريونيو ومايوت وقد حاول ماجد وقف هذه العملية واحتج لدى قنصل فرنسا في زنجبار ولكن الأخير رفض الاحتجاج فتدخل القنصل البريطاني لمؤازرة ماجد (2).
توفى ماجد ليخلفه برغش في الفترة من 1870-1888 وقد شهدت فترة حكمه تدعيم السيطرة الاوروبية على بلاده، وخاصة السيطرة البريطانية، ففي عام 1872 أسس وليم ماكيدون شركة الملاحة الأنجلوهندية هدفها العمل بين كل من زنجبار والهند واوروبا، ووضع ماكيدون عدة مشاريع لاستغلال المنطقة ساعده على ذلك تعيين جون كيرك عام 1873 قنصلا عاما على زنجبار، وقد أصبح لكيرك نفوذ هائل في المنطقة، فقام بخدمة مصالح بلاده, عقد المعاهدات مع الزعماء المحليين وكان له هدف واحد، وهو أن يخلص هذه المنطقة من ساحل شرقي أفريقيا لبريطانيا، وان يعمل على ابعاد النفوذ الاوروبي منها، ولذلك تظاهر بحماية مصالح السلطان برغش (3).
ولكن فرنسا هي الأخرى عملت على تدعيم نفوذها في المنطقة خلال فترة حكم برغش، ولعب المبشرون الفرنسيون دورا كبيرا في المنطقة وخاصة الاسقف لافيجيري 1825-1892 الذي وضع نظام الآباء البيض، وكان من رأيه تقسيم أفريقيا الاستوائية بين البعثات التنصيرية، وبعد أن أسس جماعة الآباء البيض في شرق أفريقيا عام 1878 بدأت أفواج النزول الى المنطقة (1)، وقد أرسلت فرنسا في عام 1878 حنملة من أكبر الحملات التنصيرية الى أراضي برغش بقيادة ميشيل ديبار وهو من رجال الدين الفرنسيين كان يعتقد أن الله وحكومته تنادية للعمل في افريقيا، لنشر المسيحية وقد فوضته الحكومة الفرنسية بدعم سيطرتها في المنطقة التي يصل اليها، ورصد له البرلمان الفرنسي مبلغ مائة ألف فرنك لتجهيز الحملة وقد وصل ديباز الى زنجبار ومنها اتجه الى تابورة عام 1879 ثم اوجيجي وكتب الى حكومته بأنه يعمل في سبيل مجد الله ومجد فرنسا، وقد خطط للوصول الى الكونغو ولكنه توفي 1879 (2).
وفي عام 1879 طلبت شركة الهند الشرقية الفرنيسة من برغش مد خط حديدي من بجامايو حتى اوجيجي ولكنه رفض بناء على نصائح كيرك، ورغم ذلك تأسست شركة فرنسية في عام 1880 في تابورة، كذلك عملت شركة أخرى في لامو (3).
وطوال السبعينات والثمانينات من القرن التاسع عشر وفرنسا تتابع جهودها في ساحل زنجبار من بعثات تنصيرية وشركات تجارية وتجارة مع السواحل، كذلك زار المنطقة الرحالة الفرنسيون فوصل جورج رفوال عام 1879 الى زنجبار ثم توغل في داخل البلاد عام 1883 – كذلك قدم الى الساحل فيكتور جيرو وحاول قطع القارة عرضيا للوصول الى ساحل المحيط الأطلنطي فحققت رحلته نجاحا كبيرا (4).
واذا كانت المنطقة قد شهدت تنافسا بين فرنسا وبريطانيا فان التجار الألمان والشركات التجارية الألمانية عملت بنشاط في المنطقة ووقع كارل بيترز المعاهدات مع شيوخ ورؤساء القبائل، وقد توصلت بريطانيا الى عقد اتفاق مع ألمانيا لتحديد مناطق نفوذ كل منهما في أملاك سلطان زنجبار فوقع اتفاق 1886 بين الدولتين حصلت بريطانيا بمقتضى الاتفاق على الجزء الشمالي من أملاك سلطان زنجبار فتحكمت في مساحة كبيرة امتدت من ساحل ممبسة حتى بحيرة فيكتوريا، وعرفت مناطق نفوذها باسم أفريقيا الشرقية البريطانية، والتي عرفت فيما بعد باسم كينيا، أما ألمانيا فقد حصلت على ما عرف باسم أفريقيا الشرقية الألمانية تنجانيقا ثم جنوبا حتى نهر روفوما (1).
قضى الاتفاق الألماني البريطاني على أمال برغش ولم يعد له سوى جزيرة صغيرة وعشرة أميال تمتد من روفوما على طول الساحل الشرقي وأجبر برغش على قبول السيطرة البريطانية في المناطق الساحلية ثم توفي في العام التالي (2).
أما فرنسا فقد جاء توقيع اتفاق عام 1890 حلال للمشكلة بينها وبين بريطانيا فقد اعترفت فرنسا بنفوذ بريطاينا في زنجبار وتعهدت بريطانيا بحماية رعايا فرنسا وبعثاتها التنصيرية وبنفوذ فرنسا في جزيرة مدغشقر وتعهدت بحماية رعايا بريطانيا وبعثاتها التنصيرية في الجزيرة (3).
وبتوقيع اتفاق 1890 تم استبعاد النفوذ الرنسي من زنجبار نهائية

No comments:

Post a Comment