Tuesday, April 11, 2017

آخر سلاطين زنجبار


منذر عبدالله الغربللي
الكويت في١٠إبريل٢٠١٧

السلطان جمشيد السلطان جمشيد بن عبدالله البوسعيدي.
من قبل 3 أسبابيع كنت أتصفح معلومات عن (سمرقند وزنجبار) وكانت من المعلومات التي تخطرفت أمامي هي عن آخر سلاطين زنجبار، والسلطان الحادي عشر في سلالة الأسرة التي جاءت من مسقط في القرن التاسع عشر لإقامة أول مُلك عُماني على ساحل أفريقيا الشرقية في المحيط الهندي.

يذكر المؤلف ناصر بن عبدالله الريامي صاحب كتاب "زنجبار شخصيات وأحداث والذي أجرى لقاء مع جلالة السلطان جمشيد في منزله بإنجلترا عام 2006م ، "انه في حدود الحادية عشر من صباح أول أيام سقوط نظام سلطنة زنجبار الذي صادف يوم الأحد 12 يناير 1964 خرج السلطان جمشيد من قصره المعروف بإسم (بيت الساحل) واتجه إلى ميناء زنجبار البحري الذي يبعد مسافة خمسمائة متر تقريبا، ومعه حاشيته وأسرته ، وركب سفينة (السلامة) دون أن يعلم وجهته تحديدا، بقدر ما كان يعلم بأن عليه الخروج من البلد فحسب، لينأى بنفسه وأسرته من مذبحة محققة" .

في هذه الأثناء، وفي تمام الساعة الحادية عشر صباحا تلقى السلطان جمشيد اتصالاً من مفوض الشرطة  يستأذن جلالته بأن يرسل له ضباطاً على رأس قوة مسلحة لإخراجه وأهله من القصر ومرافقته إلى الميناء البحري ، فخرج السلطان متهيئا لأسوأ الاحتمالات، وبيمينه بندقيته، يقود سيارته بنفسه مرفوع الهامة، ويصطحب معه زوجته وأبناءه ، وأما بقية عائلته وحاشيته رافقته كذلك بسيارات الشرطة إلى المرفأ، ليغادر السلطان قصره للأبد منكسراً ، محفوفا بعلامات التعجب والإستفهام يعتلي ظهر سفينة يودع من خلالها القصر الذي بناه جده الأكبر سعيد بن سلطان بعدما تعرض للخيانة حتى من أقرب الناس إليه كمرافقه الشخصي.

بعد ذلك انتقل السلطان جمشيد وعائلته من السفينة (سلامة) إلى السفينة المسماه ( السيد خليفة ) ليبحر حيث  المجهول إلى وجهة ليست في تلك اللحظات معلومة ، وحينما حاول السلطان التوجه إلى ممباسا تم منعه من النزول من قبل الإنقلابيين خشية حدوث  الاضطرابات ليتجه إلى دار السلام التي وافقت على استقبال السلطان وأتباعه بتدخل انجليزي، ووضع السلطان قيد الاقامة الجبرية في أحد المنازل بدار السلام لمدة 6 أيام، ليغادر بعدها بيوم تاريخي في 18 يناير من مطار دار السلام، وبحراسة أمنية مشددة إلى مطار نيروبي، ومنها إلى مطار بنغازي، ومن ليبيا أقلتهم الطائرة إلى انجلترا وتحديداً إلى مطار (مانشيستر)، وعن طريق القطار توجه السلطان جمشيد وعائلته إلى مدينة لندن، واستقر مؤقتاً هناك حتى قرر الرحيل والإستقرار النهائي في مدينة (بورتسماوث) بعد إلحاح من الشيخ سالم بن مسعود الريامي الذي كان يدرس هناك، فما كان من السلطان إلّا الإستجابة لطلب صديقه الحميم، فاشترى منزلاً متواضعاً في حي( فكتوريا جروف) في سوث سي ليستقر فيه حتى يومنا هذا.

ويعيش جمشيد حياة خاصة جداً مع أولاده وبقايا أفراد حاشيته التي لجأت معه من الذين لم يعودوا لا إلى زنجبار ولا إلى عُمان منذ أكثر من ربع قرن. وكان من شروط البريطانيين للسلطان جمشيد تسليم نفسه للسلطات البريطانية في زنجبار على متن السفينة " كينيا " إلى بريطانيا والتخلي عن العرش وعدم مقاومته للثورة، وعقدت بريطانيا اتفاقا شخصياُ معه بأن تدفع له معونة سنوياً 11 ألف جنية أسترليني ما دام مقيماً في بريطانيا، أما إذا ترك بريطانيا إلى بلد آخر ليقيم فيه فتدفع له مبلغاً مقطوعاً قدره 350 ألف جنية إسترليني، والتزم السلطان جمشيد بالاتفاق الأول حتى الآن.

No comments:

Post a Comment