عن زنجبار :
تقع جزيرة زنجبار سياسياً ضمن إطار دولة تنزانيا، أما جغرافياً
فهي تقع على الساحل الشرقي لأفريقيا، وتبلغ مساحتها حوالي 1600 كم مربّع، وعدد
سكانها حوالي 300 ألف نسمة.
كان نظام الحكم في البلاد حتى عام 1964 ملكية
دستورية يحكمها السلطان جمشيد بن عبد الله ......وقد خضعت زنجبار تاريخياً لسلطنة
حكّام عُمان، سواء عندما حكمها اليعاربة أو آل بو سعيد. وكان سلطان عُمان يمتد إلى
ممباسا وماليندي ومقديشيو وأسمَرة ومدن كثيرة حتّى وسط أفريقيا. وقد ظلّت سيطرة
العمانيّين على زنجبار وساحل شرق أفريقيا قرابة ألف عام.....
ولم تنقطع
السيطرة العمانية على زنجبار وشرق أفريقيا إلاّ فترات قصيرة عانت فيها مناطق النفوذ
العُماني من رحلات الاستكشاف البرتغالية ثم من الاستعمار البرتغالي، إلى أن طَرَد
الإمام سلطان بن سيف البرتغاليين من عمان، ثم بعد ذلك من ساحل شرق أفريقيا.
وكان
النظام المستقر في زنجبار وساحل أفريقيا الشرقي يحكم من عُمان ويفوّض ولاة على
زنجبار وبقية ممالك الساحل مقابل ضريبة
سنوية
وفي عام 1828 ميلادية قام السلطان سعيد بن سلطان
بزيارة إلى الجزيرة ، وعندما وصل إليها استهواه جمالها وطِيب مناخها مُقارَنةً
بهجير عمان ، فجعل من الجزيرة مقرّه الرسمي وعاصمة لمملكة يحكم منها عُمان وساحل
إفريقيا، وأصبحت زنجبار منذ ذلك التاريخ عاصمة لمملكة عُمان . وسرعان ما تعاظمت
وتكثّفت هجرات العُمانيين إلى الجزيرة ملتحقين بسلطانهم،
كان استقرار السلطان
سعيد بن سلطان في زنجبار متوافقاً مع بدء إحساس الغرب بأهمية موقع زنجبار
الاستراتيجي في ظل قواعده البحرية التقليدية، من حيث كونها موقع مواجهة مع ساحل
افريقيا الشرقي القريب من الهند ومن ساحل الخليج العربي. وكانت الكشوف الجغرافية من
قبل ولفنجستون وستانلي وغيرها في افريقيا سبباً كافياً لكي يلتهب خيال أوربا بالطمع
في افريقيا بعامة وزنجبار بوجه
خاص.
وفي يناير سنة 1964 اشتعلت ثورة زنجبار
بقيادة أول رئيس لها عبيد كرومي وقضت على حكم آخر السلاطين العُمانيين جامشيد »
الذي هرب على متن باخرته إلى مومباسا في كينيا. وأعمَلَ الثوارُ والأهالي من أصل
افريقي وهندي التقتيلَ في السكان من أصل عربي الذين اضطروا إلى الهرب إلى كينيا
وتنجانيقا أو العودة إلى بلدانهم الأصلية عمان واليمن والإمارات.. فبعد أيام من
اندلاع القتال تمكن الثوار من السيطرة على كل المباني الحكومية الرئيسية ، وأخذوا
مهبط طائرات الوحيد في الجزيرة ، ففر السلطان جمشيد ومعه رئيس الوزراء محمد شامتي
حمادي والوزراء على اليخت السلطاني . فاستولى الثوار على قصر السلطان وباقي
الممتلكات السلطانية، معلنين حكومة جديدة . وقد قتل جراء تلك المعارك أعداد غفيرة
أغلبهم من العرب ...
كانت أهم أسباب الثورة شعور أهالي زنجبار بالطبقية
المتفاوتة بينهم و بين الحكام العرب و فقدان الشعور بالعدالة و السخط الذي شاع لدى
نسبة كبيرة من سكان زنجبار.
إلى جانب أسباب أهم غيرها و هو التوسع الشيوعي و
العرقية الدينية ...
ثورة زنجبار ( يوم الإنقلاب ) :
أطاحت ثورة زنجبار سنة 1964 بسلطانها جمشيد
بن عبد الله وحكومته المكونة بشكل أساسي من العرب عن طريق الثوار الأفارقة
المحليون. والسلطنة الواقعة شرق تنجانيقا المكونة أساسا من عدة جزر هي نموذج للتنوع
العرقي، وقد منحتها بريطانيا الاستقلال سنة 1963، ولكن أسفرت سلسلة من نتائج
الانتخابات النيابية بإبقاء العرب على سيطرتهم على الحكم كنتيجة الموروث باعتبارها
مقاطعة سابقة لسلطنة عمان. فأصاب الإحباط تحالف حزب أفرو شيرازي (ASP) مع حزب
الأمةاليساري بسبب التمثيل البرلماني الناقص على الرغم من الفوز بنسبة 54% من
الأصوات في انتخابات يوليو 1963، مما حرك جون أوكيلو عضو حزب أفروشيرازي حوالي
600–800 من الثوار صبيحة يوم 12 يناير 1964 في الجزيرة الكبرى أنغوجا، فاحتل مراكز
الشرطة واستولى على أسلحتهم، ثم تقدم نحو العاصمة ستون تاون حيث أطاحوا بالسلطان
وبحكومته. ثم بدأوا بالاقتصاص من المدنيين العرب والأسيويون في الجزيرة: وقد قدر
عدد القتلى المدنيين نتيجة تلك الثورة من عدة مئات إلى 20,000 شخص. فجيئ بعبيد
كرومي زعيم حزب أفروشيرازي فنصب رئيسا وقائدا للدولة الجديد، ومنح حزب الأمة مواقع
في السلطة.
نتائج الثورة
من أهم نتائج ثورة زنجبار كانت
كسر هيمنة العرب والطبقة الآسيوية الحاكمة التي استمرت لمدة 200 سنة. ومع أن زنجبار
اندمجت مع تنجانيقا كوحدة سياسية، إلا أنالمجلس الثوري ومجلس النواب قد احتفظا
بوجودهما حتى سنة 1992، ويعملان بنظام الحزب الواحد ولهما السلطة في الشؤون
المحلية. وتزعم كرومي الحكومة المحليةكرئيسا لزنجبار كونه أول من شغر هذا المنصب.
واستغلت تلك الحكومة نجاح الثورة لتنفيذ تنظيمات في أنحاء الجزيرة. فإزاحة السلطة
والقوة من العرب كان من أهم الأولويات، فثلا أضحت الخدمات المدنية في زنجبار ذات
كادر أفريقي بالكامل، وسحبت الأراضي الزراعية من العرب ووزعت للأفارقة. إلا أن
الحكومة الثورية قد وضعت أيضا إصلاحات اجتماعية مثل الرعاية الصحية المجانية، وفتح
نظام التعليم للطلبة الأفارقة الذي كانوا قد شغروا 12٪ من الأماكن في المدارس
الثانوية قبل الثورة.
لا تزال الثورة تمثل حدثا ذا أهمية للأكاديميين كما هو
للزنجباريين، فتحليلات المؤرخين بأن سبب الثورة هو وجود طبقية عنصرية واجتماعية بين
السكان، وبعضهم قال أن الثوار الأفارقة مثلوا حالة البروليتاريا تمردت ضد طبقة
الحكام والتجار من العرب وجنوب آسيا. بينما شكك آخرون بتلك النظرية قائلين بانها
ثورة عنصرية تفاقمت بسبب التفاوت الاقتصادي بين طبقات هذا المجتمع. وفي العموم تمثل
تلك الثورة في زنجبار حدثا هاما واتسمت الإحتفالات به بالافراج عن 545 سجينا في
ذكراه السنوية العاشرة، وكذلك عرض عسكري عند الإحتفال في الذكرى ال40. وتحتفل
زنجبار بذكرى الثورة في يوم 12 يناير كل عام، وهو يوم عطلة رسمية أقرته حكومة
تنزانيا.
لباس
الكانجا الأفريقي عليه صورة الإحتفال بمرور عشر سنوات من الثورة ويظهر شعار كلا من
حزب الأفروشيرازي والاتحاد الوطني الأفريقي التانجانيقي (متحف منزل العجائب في ستون
تاون)
في كتابه ( زنجبار – شخصيات وأحداث ) تناول ناصر بن عبد الله
الريامي مصلحة بريطانيا في سقوط الحكم العماني في زنجبار كما تناول أيضا التدخل
الإسرائيلي في دعم الانقلابيين وقدم معلومات قيمة حول ذلك
.
جمشيد
بن عبد الله
جمشيد بن عبد الله بن خليفة بن حارب بن ثويني بن سعيد بن سلطان بن
أحمد بن سعيد آل سعيد البوسعيدي (ولد 16 سبتمبر 1929) أخر سلاطين زنجبار تولى
السلطنة في زنجبار خلال الفترة من 1 يوليو 1963 إلى 12 يناير 1964 حيث أطاحت ثورة
زنجبار في حكمه. و من ذلك الحين و هو في المنفى في مدينةبورتسماوث في المملكة
المتحدة. و الذي أقنع السلطان بالسكن في بورتسماوث هو الشيخ الجليل سالم بن مسعود
بن علي بن محمد الريامي الذي توفي في 2005 .
وكانت زنجبار قد حصلت في عهده على
استقلالها من المملكة المتحدة في 19 ديسمبر 1963 كدولة ملكية دستورية
مستقلة.
و
تحملنا الذكرى التي انهت تلك الثورة 200 عام من حكم العرب العمانيون لزنجبار....
ويتم كل عام الاحتفال بهذه المناسبة في الجزيرة كذكرى سنوية ويوم عطلة رسمية.
No comments:
Post a Comment