جريدة الوطن
15/10/2015م
النادي الثقافي يقيم ندوة حول المفكر الإسلامي علي بن الأمين
المزروعي
النادي الثقافي يقيم ندوة حول المفكر الإسلامي علي بن الأمين المزروعي
أوضحت الدور الحضاري للعمانيين وإسهاماتهم العلمية في شرق إفريقيا
كتب ـ خميس السلطي: تصوير ـ العمانية :
أقام النادي الثقافي بمقره بالقرم أمس
الأول بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ندوة عن الدور الحضاري
للعمانيين في الفكر الإسلامي في شرق إفريقيا: المفكر الإسلامي الدكتور علي بن
الأمين بن علي المزروعي أنموذجا. وبهدف التعريف بالدور الحضاري لعمان وإسهاماتهم
العلمية في شرق إفريقيا، وتقييم دور أسرة المزاريع في النشاط العلمي في منطقة شرق
إفريقيا، إلى جانب إبراز شخصية الدكتور علي المزروعي كواحد من المفكرين المسلمين
العاملين في مجال ترسيخ فكر الحوار والتسامح بين الشعوب، والتعريف بالإسهامات
الفكرية والثقافية للشيخ علي المزروعي.
تضمنت الندوة ثلاثة محاور تناولت جوانب
مختلفة من دور العمانيين في نشر المعرفة والثقافة الإسلامية وتجربة المفكر الراحل
في هذا المجال، وهي: المؤثرات العمانية الحضارية والثقافية في شرق إفريقيا: الشيخ
الأمين بن علي أنموذجا، والدور السياسي لأسرة المزاريع في شرق إفريقيا، وشخصية
الشيخ الدكتور علي بن الأمين وأدواره في مجالات الثقافة والفكر والتسامح.
قدمت
من خلال هذه المحاور التي أدارها الدكتور سليمان المحذوري أوراق عمل لثلاثة باحثين
مختلفة حيث قدم الدكتور بنيان سعود التركي ورقة بعنوان: (الدور السياسي لأسرة
المزاريع في شرق إفريقيا: الشيخ مبارك بن راشد المزروعي نموذجا)، وهنا تطرق التركي
إلى مجيءالمزارعة لأول مرة إلى شرق إفريقيا بعد فتح الامام سيف بن سلطان اليعربي
لها حوالي 1110 هـ (1698) م، ونجح المزارعة في إقامة أسرة حاكمة في ممباسة امتدت
منذ 1739م، حتى نجح السيد سعيد بن سلطان آل بوسعيد سلطان عمان (1806 ـ 1856م) في
عام 1837م في القضاء على حكم المزارعة في ممباسا ومن تأسيس أول امبراطورية عربية
إفريقية في التاريخ الحديث، مشيرا إلى أن السيد سعيد كان قد قضى على حكم الأسرة
المزروعية في ممباسا، فإنه لم يقض على نفوذ هذه الأسرة في شرق إفريقيا. كما ألقى
الضوء على أحد أبناء الأسرة والدور الذي لعبه في تاريخ المنطقة، وعلاقاته بالسلطنة
العربية في زنجبار والقوى المحلية الأخرى، وكذلك سنبين علاقاته بالقوى الأجنبية
الاستعمارية في شرق إفريقيا كبريطانيا وألمانيا وتناول ما قام به من ثورات ضد القوى
الأجنبية الاستعمارية في شرق إفريقيا كبريطانيا وألمانيا ، إضافة إلى ما قام به من
ثورات ضد القوى المحلية والأجنبية وما ترتب عليها من نتائج.
فيما قدم الدكتور
إبراهيم الزين صغيرون ورقة بعنوان: (المؤثرات العمانية الحضارية والثقافية في شرق
إفريقيا: الشيخ الأمين بن علي المزروعي أنموذجاً)، فقد تحدث عن ارتباط عُمان بشرق
إفريقيا وتجذر هذا الارتباط الضارب في أعماق التاريخ ، حيث التواصل البشري والتجاري
والحضاري بين عُمان وإفريقيا يرجع إلى عصور موغلة في القدم. فقد كان البحر الأحمر
والمحيط الهندي يشكلان همزتي الوصل بين السواحل الإفريقية وشبه جزيرة العرب ، كما
كان التجار العرب وفي مقدمتهم العمانيون أول من نقل المؤثرات الحضارية العربية إلى
القارة الإفريقية. كما أشار إبراهيم الزين صغيرون، كما تحدث إلى حياة الشيخ الأمين
بن علي المزروعي والتي تمثلت في الدور البارز الذي اضطلعت به صفوة من العلماء في
نشر الثقافة العربية الإسلامية في شرق افريقيا في القرن التاسع عشر والنصف الأول من
القرن العشرين. مشيرا إلى أن المعلومات والحقائق لا تزال عن هذه الطائفة من العلماء
مبعثرة ومتناثرة بين ثنايا الكتب العربية والأجنبية ، وأن قسطاً كبيراً من المادة
الغزيرة المتعلقة بهؤلاء العلماء لايزال في مصنفات مخطوطة في مكتبات الأسر العربية
والسواحلية ، المنتشرة على طول الساحل الشرقي لإفريقيا والجزر؛ وهي المنطقة التي
شهدت قيام الإمارات العربية والسلطنات الإسلامية. كما تطرق إلى إطلاع الشيخ
المزروعي وتأثره بأفكار الرواد في حركة النهضة والإصلاح في العالم العربي
والاسلامي، وظهر ذلك في سيرة الشيخ الأمين وإطلاعه على أفكار المجددين في حركة
النهضة والإصلاح التي اجتاحت العالم العربي والاسلامي في ذلك العصر وتلك الفترة ،
وتذكر المصادر المحلية بأنه كان متتبعاً بشغف ما يصدر في الدوريات والمجلات العربية
في القاهرة، وقد ساعده في ذلك رحلاته العلمية للدراسة في زنجبار التي أتاحت له
الاطلاع والحصول على هذه المجلات والكتب التي كانت متداولة في أيدي صفوة علماء ساحل
شرق افريقيا خاصة في زنجبار وممباسة. وفي ختام ورقته تطرق إبراهيم الزين إلى الهدف
الإصلاحي ونشاط الشيخ الأمين المزروعي في المجال الاجتماعي، حيث وصفه بأنه كان سلفي
النزعة تجري في دمه منذ الصغر بحكم البيئة الاسلامية التي ترعرع فيها مما جعله
متمسكاً بمنهج واضح قوامه الاعتصام بالكتاب والسنة ، وكراهية ونبذ التشتت بالبدع
والخرافات ، التي وجدت مرتعاً خصباً في أوساط المجتمعات الاسلامية في شرق إفريقيا
نتيجة لانتشار الجهل وضعف المؤسسات التعليمية القائمة آنذاك.
أما الدكتور بوعلام
محمد بلقاسمي فقد قدم ورقة بعنوان: (شخصية الدكتور علي بن الأمين المزروعي وأدواره
في مجالات الثقافة والفكر والتسامح). حيث تناول في ورقته المسيرة العلمية والفكرية
للدكتور على الأمين المزروعي (1933-2014)، أحد أبرز المفكرين المسلمين الأفارقة من
أصول عربية عمانية في القرن 20-21 م؛ وتتبع مختلف مراحل رحلته نحو الشهرة العلمية
والتميز كرجل فكر وثقافة وتسامح، في فضاءات أكاديمية وسياسية غربية قليلا ما يستطيع
الوافد المسلم طرقها أو اقتحامها. ثم انتقل ليعرف بإنجازاته الشيخ الدكتور علي
الأمين كأستاذ جامعي وكاتب سياسي، ومثقف، وعالم اجتماع، ومؤرخ, ومفكر اسلامي، وأحد
رموز التقارب والتسامح الفكري بين المسلمين والمسيحيين، مما أهله لتقلد مناصب
أكاديمية وسياسية مرموقة، حيث درّس علي المزروعي في عدة جامعات إفريقية وغربية،
وعُين عميدا لأكثر من كلية، ورئيسا لجامعة ولقسم علمي، ومديرا لمعاهد بحث في
أميركا، ومستشارا لهيئات دولية ومنظمات إقليمية؛ وكان عالما رحالا طاف العالم يلقي
المحاضرات ويناقش الرسائل ويشارك في المؤتمرات، ويترأس كراسي الدراسات ويشارك في
الحلقات النقاشية. كما قام الدكتور بوعلام محمد بلقاسمي بإبراز منطلقات فكر الشيخ
المزروعي والأفكار التي دافع عنها طيلة حياته العلمية، ومساهماته في تغيير نظرة
“الآخر” لإفريقيا والتاريخ الاسلامي
لإفريقيا، والتي دفعت بأشهر المجلات الدولية
إلى تصنيفه من بين الـــ 100 شخصية فكرية مؤثرة في العالم
جريدة عمان
14 /10/2015م
تغطية: خلود الفزارية –
نظم النادي الثقافي أمس الأول ندوة تحمل عنوان «الدور الحضاري للعمانيين في الفكر الإسلامي المفكر الإسلامي الدكتور علي بن الأمين المزروعي» بمقر النادي بالقرم.
وناقشت الندوة المؤثرات العمانية الحضارية والثقافية في شرق، والدور السياسي لأسرة المزاريع في شرق أفريقيا، كما تناولت شخصية الشيخ الدكتور علي بن الأمين وأدواره في مجالات الثقافة والفكر والتسامح، وأدارها الدكتور سليمان المحذوري.
واستهل الأستاذ الدكتور بنيان سعود التركي الندوة بورقته التي تناول فيها الدور السياسي لأسرة المزاريع في شرق إفريقيا – الشيخ مبارك بن راشد المزروعي أنموذجا- وذكر أن العرب لعبوا دورا أساسيا ومؤثرا في تاريخ شرق أفريقيا، مشيرا إلى أن جذور العلاقات العربية الأفريقية تمتد إلى عصور موغلة في القدم، فقد أقام العرب العديد من الممالك والدويلات على طول الساحل الشرقي لأفريقيا، ومن ضمن العوائل والأسر العربية التي تركت بصماتها في تاريخ الساحل الشرقي لأفريقيا قبيلة المزاريع والمفرد مزروعي، والمزارعة قبيلة عمانية استقرت في شرق، أفريقيا وتعد الآن جزءا من جمهورية كينيا الاتحادية.
وأوضح التركي أن المزارعة جاؤوا لأول مرة إلى شرق أفريقيا بعد فتح الإمام سيف بن سلطان اليعربي لها حوالي 1110 هـ الموافق (1698)م، ونجح المزارعة في إقامة أسرة حاكمة في ممباسا امتدت منذ 1739م، حتى نجح السيد سعيد بن سلطان آل بوسعيد سلطان عمان (1806 – 1856م) في عام 1837م في القضاء على حكم المزارعة في ممباسا ومن تأسيس أول امبراطورية عربية أفريقيا في التاريخ الحديث، وهنا لا بد من القول إن كان السيد سعيد قد قضى على حكم الأسرة المزروعية في ممباسا، فإنه لم يقض على نفوذ هذه الأسرة في شرقي أفريقيا.
وألقى التركي الضوء على أحد أبناء الأسرة والدور الذي لعبه في تاريخ المنطقة، وعلاقاته بالسلطنة العربية في زنجبار والقوى المحلية الأخرى، مبينا علاقاته بالقوى الأجنبية الاستعمارية في شرق أفريقيا كبريطانيا وألمانيا كما تناول ما قام به من ثورات ضد القوى الأجنبية الاستعمارية في شرق أفريقيا كبريطانيا وألمانيا وثوراته ضد القوى المحلية والأجنبية وما ترتب عليها من نتائج.
التعريف بوالده
وناقش الأستاذ الدكتور إبراهيم الزين صغيرون المؤثرات العمانية الحضارية والثقافية في شرق أفريقيا، متناولا الشيخ الأمين بن علي المزروعي أنموذجا.
وأشار في بداية ورقته إلى أن ارتباط عمان بشرق أفريقيا ليس بالحدث الجديد بل إن جذوره تضرب في أعماق التاريخ، فالتواصل البشري والتجاري والحضاري بين عمان وأفريقيا يرجع إلى عصور موغلة في القدم، موضحا أن العلماء والفقهاء كانوا القوة المحركة في سلطنة زنجبار الإسلامية في مجالات حيوية متعددة، وكانوا هم الذين يبسطون العدل بتطبيق حكم الشرع في زنجبار وملحقاتها كما أوكلت لهم مهام التربية والتعليم والإرشاد وبالتالي الإشراف على النظام التعليمي وإشاعة القيم الإسلامية والإصلاحية في مجتمع زنجبار وشرق أفريقيا، وأفردوا حيزا كبيرا من وقتهم للاطلاع الواسع والتبحر في دراسة العلوم الشرعية الإسلامية كما أسهموا بالتأليف ووضع المصنفات والشروح في شتى فروع العلوم الإسلامية واللغة العربية وآدابها وكذلك الإسهام بالتأليف باللغة السواحلية لعدد وافر من الكتب الدينية والثقافية التي لا تزال منتشرة في كل مناطق شرق أفريقيا وقد ركزت على جوانب ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين في مجال التفسير والعبادات والفقه هذا فضلا عن الجوانب التاريخية والأدبية.
وأشار صغيرون إلى أن حياة الشيخ الأمين بن علي المزروعي ارتبطت بصفوة من العلماء لنشر الثقافة العربية الإسلامية في شرق أفريقيا في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، موضحا الدور الكبير الذي قام به الشيخ الأمين بن علي المزروعي حيث كان من العلماء الذين أسهموا في نشر الوعي والثقافة الإسلامية تدريسا وتأليفا ونشاطا اجتماعيا.
وأوضح أن الشيخ الأمين المزروعي نشأ في بيت اشتهر بالعلم والتقوى والورع والصلاح.
وقد كان عمره لا يتجاوز الأربعة أعوام عندما توفي والده في سنة 1894 م، وكان والده من مشاهير العلماء، وقد عاش في الفترة (1825 – 1894) وتقلد قضاء ممباسا، وتيسر لوالده صحبة جده العلامة عبدالله بن نافع إلى الأراضي المقدسة وقد كان جده هذا أحد المستشارين في دولة المزارعة في عصر الوالي التاسع سالم بن أحمد المزروعي، وقد جاور مكة المكرمة في آخر عمره مدة تسع سنين، ولازم أجلة علمائها.
وأضاف: تلقى الشيخ الأمين المزروعي مبدأ تعليمه بحفظ القرآن الكريم وتجويده وبعض مبادئ العبادات على يد تلميذ والده وصهره المرحوم الشيخ سليمان بن علي المزروعي الذي زوده بالعلوم الابتدائية إلى أن بدت عليه بوادر الفطنة والنجابة، وأخذ يرحل إلى زنجبار ويلتقي بكبار علمائها كل سنة ويقيم بضعة أشهر يتردد أثناءها على صفوة أساتذتها الذين تزود على أيديهم بكافة العلوم الإسلامية والشرعية واللغة العربية وآدابها.
ومن الأشياء الجديرة بالاهتمام في سيرة الشيخ الأمين بن علي المزروعي، اطلاعه على أفكار المجددين في حركة النهضة والإصلاح التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي في ذلك العصر وتلك الفترة، وتذكر المصادر المحلية بأنه كان متتبعا بشغف ما يصدر في الدوريات والمجلات العربية في القاهرة.
وقد ساعده في ذلك رحلاته العلمية للدراسة في زنجبار التي أتاحت له الاطلاع والحصول على هذه المجلات والكتب التي كانت متداولة في أيدي صفوة علماء ساحل شرق أفريقيا خاصة في زنجبار وممباسا، واهتم الشيخ الأمين بصفة خاصة بالكتابات التي سطرها جيل الرواد أمثال الشيخ جمال الدين الأفغاني، ومن بعده محمد عبده، وتلميذه محمد رشيد رضا واستهوته هذه الأفكار والتعاليم وكان تأثيرها كبيرا عليه، لأنها كانت تهدف لصياغة الفكر العربي الإسلامي والمجتمعات الإسلامية بصفة عامة لمواجهة المشاكل والتحديات وقضايا العصر في تلك الفترة.
كما تناول صغيرون في ورقته نشأة الصحافة في الساحل الكيني، حيث كان من المعالم البارزة التي أوضحت بجلاء المؤثرات العمانية الحضارية والثقافية في شرق أفريقيا الدور الريادي الذي قام به الشيخ الأمين بن علي في مجال الصحافة من خلال نشاطه الثقافي والاجتماعي، وكان باكورة إنتاجه جهدا متواضعا في شكل نشرة دورية سماها “الصحيفة”، ثم أصدر جريدة “الإصلاح” باللغتين العربية والسواحلية، وقد أطلق عليها هذا الاسم تعبيرا عن شعارها المستمد من الآية الكريمة”إن أريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعتُ”
وكتب الشيخ المزروعي عدة مقالات في أعداد متفرقة من جريدة “الإصلاح” تناولت موضوعات ركز فيها على إسهام الحضارة الإسلامية في قيام الحضارة الأوروبية، وأسباب تردي وانحطاط المسلمين وذلك لبعدهم عن تقاليدهم وجذورهم وهويتهم الثقافية، وكذلك أبعاد الهجمة الصليبية على أبناء المسلمين في المعاهد والمؤسسات التعليمية القائمة على النظم الغربية وأكد على تضمين المناهج المدرسية مقررات تزود الطلاب والدارسين بالثقافة العربية الإسلامية من منابعها الأصيلة، وذلك لمواجهة التحديات المتمثلة في الثقافة الأوروبية الوافدة في ظل السيطرة الأجنبية.
كما تناولت الورقة قضايا التعليم التي واجهت النخبة العمانية في زنجبار وملحقاتها في شرق أفريقيا، وتأسيس مدرسة غزالي الإسلامية والاهتمام بتعليم المرأة.
شخصية المزروعي
واختتمت الندوة بورقة الأستاذ الدكتور بوعلام محمد بلقاسمي وتناول فيها أدوار الدكتور علي بن الأمين المزروعي في مجالات الثقافة والفكر والتسامح، مشيرا إلى أن المسيرة العلمية والفكرية للدكتور على الأمين المزروعي (1933-2014)، الذي يعتبر أحد أبرز المفكرين المسلمين الأفارقة من أصول عربية عمانية في القرن 20-21 م؛ وتتبع مختلف مراحل رحلته نحو الشهرة العلمية والتميز كرجل فكر وثقافة وتسامح، في فضاءات أكاديمية وسياسية غربية قليلا ما يستطيع الوافد المسلم طرقها أو اقتحامها.
وعرف بلقاسمي بإنجازات المزروعي كأستاذ جامعي وكاتب سياسي، ومثقف، وعالم اجتماع، ومؤرخ، ومفكر إسلامي، وأحد رموز التقارب والتسامح الفكري بين المسلمين والمسيحيين، مما أهله لتقلد مناصب أكاديمية وسياسية إدارية مرموقة.
وأوضح بلقاسمي أن علي المزروعي كان أستاذا في عدة جامعات إفريقية وغربية، وعُين عميدا لأكثر من كلية، ورئيسا لجامعة ولقسم علمي، ومديرا لمعاهد بحث في أمريكا، ومستشارا لهيئات دولية ومنظمات إقليمية؛ وكان عالما رحالا طاف العالم يلقي المحاضرات ويناقش الرسائل ويشارك في المؤتمرات، ويترأس كراسي الدراسات ويشارك في الحلقات النقاشية.
وأبرز في ورقته منطلقات فكره والأفكار التي دافع عنها طيلة حياته العلمية، ومساهماته في تغيير نظرة «الآخر» لأفريقيا والتاريخ الإسلامي لأفريقيا، والتي دفعت بأشهر المجلات الدولية إلى تصنيفه من بين الـــ 100 شخصية فكرية مؤثرة في العالم.
ويعد المزروعي أحد أبرز المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث، في الولايات المتحدة الأمريكية، وجاب العالم وألقى محاضرات في دول عديدة في القارات الخمس وخاصة في جامعات الولايات المتحدة التي كان يقيم فيها حيث يرأس معهد «دراسات الثقافة الدولية» في نيويورك، كما قام بزيارات للعديد من الدول العربية وخصوصا مصر حيث ألقى محاضرات في عدد من جامعاتها.
وفي الولايات المتحدة كان أحد أعضاء مجلس إدارة «المجلس الإسلامي الأمريكي» في واشنطن ورئيس مجلس إدارة مركز «دراسات الإسلام والديمقراطية»، وله مشاركات في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي في جامعة جورج تاون بواشنطن.
وألّف المزروعي أكثر من 20 كتابًا أبرزها «نحو تحالف أفريقي» في العام 1967، وكذلك «المفاهيم السياسية للغة الإنجليزية» العام 1975 و«علاقات أفريقيا الدولية»، وله مقالات عديدة في مجلات وجرائد عالمية مثل «النيويورك تايمز» ومجلة «التايم» و«الجارديان». ويرأس الجمعية الأفريقية للدراسات الأفريقية.
وفي العام 1986 أعد المزروعي للتلفزيون البريطاني سلسلة حلقات عن أفريقيا لاقت نجاحا كبيرا، كما شارك في إعداد الموسوعة الممتازة التي أصدرها اليونسكو تحت عنوان «تاريخ أفريقيا».
ناقشت أدواره في مجالات الثقافة والفكر والتسامح وقدمها د.علي المزروعي
–
جريدة عمان
14 /10/2015م
النادي الثقافي ينظم ندوة «الدور الحضاري للعمانيين في الفكر الإسلامي»
تغطية: خلود الفزارية –
نظم النادي الثقافي أمس الأول ندوة تحمل عنوان «الدور الحضاري للعمانيين في الفكر الإسلامي المفكر الإسلامي الدكتور علي بن الأمين المزروعي» بمقر النادي بالقرم.
وناقشت الندوة المؤثرات العمانية الحضارية والثقافية في شرق، والدور السياسي لأسرة المزاريع في شرق أفريقيا، كما تناولت شخصية الشيخ الدكتور علي بن الأمين وأدواره في مجالات الثقافة والفكر والتسامح، وأدارها الدكتور سليمان المحذوري.
واستهل الأستاذ الدكتور بنيان سعود التركي الندوة بورقته التي تناول فيها الدور السياسي لأسرة المزاريع في شرق إفريقيا – الشيخ مبارك بن راشد المزروعي أنموذجا- وذكر أن العرب لعبوا دورا أساسيا ومؤثرا في تاريخ شرق أفريقيا، مشيرا إلى أن جذور العلاقات العربية الأفريقية تمتد إلى عصور موغلة في القدم، فقد أقام العرب العديد من الممالك والدويلات على طول الساحل الشرقي لأفريقيا، ومن ضمن العوائل والأسر العربية التي تركت بصماتها في تاريخ الساحل الشرقي لأفريقيا قبيلة المزاريع والمفرد مزروعي، والمزارعة قبيلة عمانية استقرت في شرق، أفريقيا وتعد الآن جزءا من جمهورية كينيا الاتحادية.
وأوضح التركي أن المزارعة جاؤوا لأول مرة إلى شرق أفريقيا بعد فتح الإمام سيف بن سلطان اليعربي لها حوالي 1110 هـ الموافق (1698)م، ونجح المزارعة في إقامة أسرة حاكمة في ممباسا امتدت منذ 1739م، حتى نجح السيد سعيد بن سلطان آل بوسعيد سلطان عمان (1806 – 1856م) في عام 1837م في القضاء على حكم المزارعة في ممباسا ومن تأسيس أول امبراطورية عربية أفريقيا في التاريخ الحديث، وهنا لا بد من القول إن كان السيد سعيد قد قضى على حكم الأسرة المزروعية في ممباسا، فإنه لم يقض على نفوذ هذه الأسرة في شرقي أفريقيا.
وألقى التركي الضوء على أحد أبناء الأسرة والدور الذي لعبه في تاريخ المنطقة، وعلاقاته بالسلطنة العربية في زنجبار والقوى المحلية الأخرى، مبينا علاقاته بالقوى الأجنبية الاستعمارية في شرق أفريقيا كبريطانيا وألمانيا كما تناول ما قام به من ثورات ضد القوى الأجنبية الاستعمارية في شرق أفريقيا كبريطانيا وألمانيا وثوراته ضد القوى المحلية والأجنبية وما ترتب عليها من نتائج.
التعريف بوالده
وناقش الأستاذ الدكتور إبراهيم الزين صغيرون المؤثرات العمانية الحضارية والثقافية في شرق أفريقيا، متناولا الشيخ الأمين بن علي المزروعي أنموذجا.
وأشار في بداية ورقته إلى أن ارتباط عمان بشرق أفريقيا ليس بالحدث الجديد بل إن جذوره تضرب في أعماق التاريخ، فالتواصل البشري والتجاري والحضاري بين عمان وأفريقيا يرجع إلى عصور موغلة في القدم، موضحا أن العلماء والفقهاء كانوا القوة المحركة في سلطنة زنجبار الإسلامية في مجالات حيوية متعددة، وكانوا هم الذين يبسطون العدل بتطبيق حكم الشرع في زنجبار وملحقاتها كما أوكلت لهم مهام التربية والتعليم والإرشاد وبالتالي الإشراف على النظام التعليمي وإشاعة القيم الإسلامية والإصلاحية في مجتمع زنجبار وشرق أفريقيا، وأفردوا حيزا كبيرا من وقتهم للاطلاع الواسع والتبحر في دراسة العلوم الشرعية الإسلامية كما أسهموا بالتأليف ووضع المصنفات والشروح في شتى فروع العلوم الإسلامية واللغة العربية وآدابها وكذلك الإسهام بالتأليف باللغة السواحلية لعدد وافر من الكتب الدينية والثقافية التي لا تزال منتشرة في كل مناطق شرق أفريقيا وقد ركزت على جوانب ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين في مجال التفسير والعبادات والفقه هذا فضلا عن الجوانب التاريخية والأدبية.
وأشار صغيرون إلى أن حياة الشيخ الأمين بن علي المزروعي ارتبطت بصفوة من العلماء لنشر الثقافة العربية الإسلامية في شرق أفريقيا في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، موضحا الدور الكبير الذي قام به الشيخ الأمين بن علي المزروعي حيث كان من العلماء الذين أسهموا في نشر الوعي والثقافة الإسلامية تدريسا وتأليفا ونشاطا اجتماعيا.
وأوضح أن الشيخ الأمين المزروعي نشأ في بيت اشتهر بالعلم والتقوى والورع والصلاح.
وقد كان عمره لا يتجاوز الأربعة أعوام عندما توفي والده في سنة 1894 م، وكان والده من مشاهير العلماء، وقد عاش في الفترة (1825 – 1894) وتقلد قضاء ممباسا، وتيسر لوالده صحبة جده العلامة عبدالله بن نافع إلى الأراضي المقدسة وقد كان جده هذا أحد المستشارين في دولة المزارعة في عصر الوالي التاسع سالم بن أحمد المزروعي، وقد جاور مكة المكرمة في آخر عمره مدة تسع سنين، ولازم أجلة علمائها.
وأضاف: تلقى الشيخ الأمين المزروعي مبدأ تعليمه بحفظ القرآن الكريم وتجويده وبعض مبادئ العبادات على يد تلميذ والده وصهره المرحوم الشيخ سليمان بن علي المزروعي الذي زوده بالعلوم الابتدائية إلى أن بدت عليه بوادر الفطنة والنجابة، وأخذ يرحل إلى زنجبار ويلتقي بكبار علمائها كل سنة ويقيم بضعة أشهر يتردد أثناءها على صفوة أساتذتها الذين تزود على أيديهم بكافة العلوم الإسلامية والشرعية واللغة العربية وآدابها.
ومن الأشياء الجديرة بالاهتمام في سيرة الشيخ الأمين بن علي المزروعي، اطلاعه على أفكار المجددين في حركة النهضة والإصلاح التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي في ذلك العصر وتلك الفترة، وتذكر المصادر المحلية بأنه كان متتبعا بشغف ما يصدر في الدوريات والمجلات العربية في القاهرة.
وقد ساعده في ذلك رحلاته العلمية للدراسة في زنجبار التي أتاحت له الاطلاع والحصول على هذه المجلات والكتب التي كانت متداولة في أيدي صفوة علماء ساحل شرق أفريقيا خاصة في زنجبار وممباسا، واهتم الشيخ الأمين بصفة خاصة بالكتابات التي سطرها جيل الرواد أمثال الشيخ جمال الدين الأفغاني، ومن بعده محمد عبده، وتلميذه محمد رشيد رضا واستهوته هذه الأفكار والتعاليم وكان تأثيرها كبيرا عليه، لأنها كانت تهدف لصياغة الفكر العربي الإسلامي والمجتمعات الإسلامية بصفة عامة لمواجهة المشاكل والتحديات وقضايا العصر في تلك الفترة.
كما تناول صغيرون في ورقته نشأة الصحافة في الساحل الكيني، حيث كان من المعالم البارزة التي أوضحت بجلاء المؤثرات العمانية الحضارية والثقافية في شرق أفريقيا الدور الريادي الذي قام به الشيخ الأمين بن علي في مجال الصحافة من خلال نشاطه الثقافي والاجتماعي، وكان باكورة إنتاجه جهدا متواضعا في شكل نشرة دورية سماها “الصحيفة”، ثم أصدر جريدة “الإصلاح” باللغتين العربية والسواحلية، وقد أطلق عليها هذا الاسم تعبيرا عن شعارها المستمد من الآية الكريمة”إن أريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعتُ”
وكتب الشيخ المزروعي عدة مقالات في أعداد متفرقة من جريدة “الإصلاح” تناولت موضوعات ركز فيها على إسهام الحضارة الإسلامية في قيام الحضارة الأوروبية، وأسباب تردي وانحطاط المسلمين وذلك لبعدهم عن تقاليدهم وجذورهم وهويتهم الثقافية، وكذلك أبعاد الهجمة الصليبية على أبناء المسلمين في المعاهد والمؤسسات التعليمية القائمة على النظم الغربية وأكد على تضمين المناهج المدرسية مقررات تزود الطلاب والدارسين بالثقافة العربية الإسلامية من منابعها الأصيلة، وذلك لمواجهة التحديات المتمثلة في الثقافة الأوروبية الوافدة في ظل السيطرة الأجنبية.
كما تناولت الورقة قضايا التعليم التي واجهت النخبة العمانية في زنجبار وملحقاتها في شرق أفريقيا، وتأسيس مدرسة غزالي الإسلامية والاهتمام بتعليم المرأة.
شخصية المزروعي
واختتمت الندوة بورقة الأستاذ الدكتور بوعلام محمد بلقاسمي وتناول فيها أدوار الدكتور علي بن الأمين المزروعي في مجالات الثقافة والفكر والتسامح، مشيرا إلى أن المسيرة العلمية والفكرية للدكتور على الأمين المزروعي (1933-2014)، الذي يعتبر أحد أبرز المفكرين المسلمين الأفارقة من أصول عربية عمانية في القرن 20-21 م؛ وتتبع مختلف مراحل رحلته نحو الشهرة العلمية والتميز كرجل فكر وثقافة وتسامح، في فضاءات أكاديمية وسياسية غربية قليلا ما يستطيع الوافد المسلم طرقها أو اقتحامها.
وعرف بلقاسمي بإنجازات المزروعي كأستاذ جامعي وكاتب سياسي، ومثقف، وعالم اجتماع، ومؤرخ، ومفكر إسلامي، وأحد رموز التقارب والتسامح الفكري بين المسلمين والمسيحيين، مما أهله لتقلد مناصب أكاديمية وسياسية إدارية مرموقة.
وأوضح بلقاسمي أن علي المزروعي كان أستاذا في عدة جامعات إفريقية وغربية، وعُين عميدا لأكثر من كلية، ورئيسا لجامعة ولقسم علمي، ومديرا لمعاهد بحث في أمريكا، ومستشارا لهيئات دولية ومنظمات إقليمية؛ وكان عالما رحالا طاف العالم يلقي المحاضرات ويناقش الرسائل ويشارك في المؤتمرات، ويترأس كراسي الدراسات ويشارك في الحلقات النقاشية.
وأبرز في ورقته منطلقات فكره والأفكار التي دافع عنها طيلة حياته العلمية، ومساهماته في تغيير نظرة «الآخر» لأفريقيا والتاريخ الإسلامي لأفريقيا، والتي دفعت بأشهر المجلات الدولية إلى تصنيفه من بين الـــ 100 شخصية فكرية مؤثرة في العالم.
ويعد المزروعي أحد أبرز المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث، في الولايات المتحدة الأمريكية، وجاب العالم وألقى محاضرات في دول عديدة في القارات الخمس وخاصة في جامعات الولايات المتحدة التي كان يقيم فيها حيث يرأس معهد «دراسات الثقافة الدولية» في نيويورك، كما قام بزيارات للعديد من الدول العربية وخصوصا مصر حيث ألقى محاضرات في عدد من جامعاتها.
وفي الولايات المتحدة كان أحد أعضاء مجلس إدارة «المجلس الإسلامي الأمريكي» في واشنطن ورئيس مجلس إدارة مركز «دراسات الإسلام والديمقراطية»، وله مشاركات في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي في جامعة جورج تاون بواشنطن.
وألّف المزروعي أكثر من 20 كتابًا أبرزها «نحو تحالف أفريقي» في العام 1967، وكذلك «المفاهيم السياسية للغة الإنجليزية» العام 1975 و«علاقات أفريقيا الدولية»، وله مقالات عديدة في مجلات وجرائد عالمية مثل «النيويورك تايمز» ومجلة «التايم» و«الجارديان». ويرأس الجمعية الأفريقية للدراسات الأفريقية.
وفي العام 1986 أعد المزروعي للتلفزيون البريطاني سلسلة حلقات عن أفريقيا لاقت نجاحا كبيرا، كما شارك في إعداد الموسوعة الممتازة التي أصدرها اليونسكو تحت عنوان «تاريخ أفريقيا».